عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم «المحتوى الإعلامي»... دليل «الإعلام» في حب الوطن وتعزيز الهوية الوطنية - في المدرج
أطلقت وزارة الإعلام «دليل المحتوى الإعلامي»، الذي يعتبر دليلاً إرشادياً يعنى بالمحتوى الإعلامي المقدم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. وقال وكيل الوزارة، د. ناصر المحيسن، في تصريح أمس، إن إطلاق هذا الدليل جاء بناء على توجيهات وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ومشاركة جهات أكاديمية وإعلامية وكُتاب محتوى. وأضاف المحيسن أن المحتوى الإعلامي حالياً أصبح له تأثير حيوي على قيم وثقافة وسلوك المشاهد، وسط تعدد المنصات الإعلامية والفضائية، مشيراً إلى أن «الإعلام» تعمل من خلال استراتيجيتها للمشاركة في تحسين وتقويم مسار المحتوى الإعلامي. وأوضح أن الدليل يشمل سبع قضايا أهمها الهوية الوطنية والأسرة، لما لهما من أثر بالغ في تماسك المجتمع، وإيصال صورة صحيحة تعكس أصالة المجتمع الكويتي، لافتاً إلى أن أهداف الدليل ذات قيمة كبيرة، ومن أبرزها غرس حب الوطن، وتعزيز الهوية الوطنية، وكذلك إبراز الدور الحضاري والريادي للدولة. وأوضح أن المشاهد للأعمال الفنية يلاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك مجموعة من الإشكاليات والمغالطات التي تعرض من خلال بعض الأعمال الفنية، ومن هذه الإشكاليات غياب الهوية الوطنية، وتهميش الأسرة الكويتية. وقال إن الدليل يحدد الأهداف الموضوعة له والفئات المستهدفة من مؤسسات أو أفراد، مشدداً على أن المحتوى الإعلامي المتزن الذي يعالج القضايا، ويبرز سمعة الدولة والأسرة بالشكل الذي يليق بها، سيكسب ثقة الجمهور والعكس صحيح. وأفاد بأن الدليل جاء لزيادة مساحة الحرية، ويحتوي على حزمة من المقترحات والأفكار التي تثري المحتوى الإعلامي وتحقق التكامل، مبيناً أن الوزارة تسعى إلى نشر هذا الدليل على نطاق أوسع مع ضمان تطبيقه بشكل صحيح، سواء على مستوى المؤسسات وشركات الإنتاج الفني أو الأفراد.
حدد دليل المحتوى الإعلامي الذي أطلقته وزارة الإعلام مجموعة من المحاور العامة، التي يمكن لصناع المحتوى الإعلامي، الاسترشاد بها، حيث تنوعت مجالاتها، وتعددت اهتماماتها، بينما تنطوي جميعها تحت مظلة الوطن، بقيمه، وثوابته، وتاريخه العريق، وذلك عبر المجالات التالية: الهوية الوطنية، والأسرة، والتعليم، وبيئة العمل، والتكافل الاجتماعي، والسلوك البيئي.
وجاء في مقدمة الدليل، الذي يستهدف جميع العاملين في المجال الإعلامي المرئي والمسموع، أنه في ظل عالم يموج بالتنوع والاختلاف، على جميع الصعد، الإنسانية، والفكرية، والحضارية، استطاعت دولة الكويت أن تُحقق تجانساً كبيراً منذ نشأتها الأولى، فتآلفت على أرضها جميع الأطياف والانتماءات، وأصبحت الحضن الآمن للعديد من الجنسيات، لكن الانفتاح على العالم الجديد بتقنياته التكنولوجية، ومعطياته الافتراضية، نقل الكويت، والعالم أجمع، إلى فضاءات لا حدود لها، تجاوزت في أثرها وآثارها كل المعايير، فباتت الأسرة الكويتية، حائرة، أمام واقع شاسع، تتحكم فيه ثقافات مختلفة، بقيمها، وأفكارها، مُتخذة من «بعض وسائل الإعلام»، مدخلاً حيوياً لها، للتأثير على الأجيال الجديدة، المأسورة بالعوالم المُغايرة، واختلافها، والمشغولة بـ «الميديا» وبريقها، دون وعي منها، بما قد يحمله ذلك النتاج من أهداف، وما قد يخفيه ذلك البريق من زيف.
وأضاف أنه أمام كل هذه التحديات، ومحاولة لسد ما يمكن من الثغرات، ارتأت وزارة الإعلام، ضرورة أن يكون لها صوت، يُعبر عن وجهة نظرها، ويُجسد رؤيتها، ويختزل أهدافها، باتجاه مسار إعلامي كويتي واضح المعالم، عِمادُه فطرة إنسانية سليمة، وجوهره عقيدة إسلامية ثابتة، وروحه ثقافة عربية أخّاذة، مشبعة بالهوية الكويتية، والخليجية الأصيلة.
المحيسن: للدليل أهداف ذات قيمة كبيرة منها إبراز الدور الحضاري والريادي للكويت
وتابع: من أجل كل ما سبق، وفي إطار رؤية الكويت 2035، وفي سبيل بناء مشهد إعلامي وفني مستدام، كان هذا «الدليل»، الذي قررت «الإعلام» أن تُطلقه إلى الفضاء الإعلامي الرحب، ليُعبر عن مفهومها الشامل للمحتوى الإعلامي ومعطياته، وليُحدد إشكالياته ومساراته، في سبيل تحقيق غايات نبيلة، وأهداف جسيمة، تتخذ من الوطن هاجساً لها، وتضع أبناءه نصب عينيها.
وقال الدليل، ولأن وزارة الإعلام، تؤمن إيماناً كاملاً بأحقية الجميع في التعبير، وإدراكاً منها بحرية الآخر في اختيار مساره الخاص، فإن «الدليل» لا يُعتبر وسيلة رقابية للتقنين أو التقييد، بل مساحة رحبة للتعبير عن الهاجس، ومحاولة جادة لطرح البدائل، وصوتاً معلناً للبوح بالطموحات، ومن جانب آخر، تعي الوزارة ماهية أن يكون الإعلام مرآة للمجتمع، وبالتالي، لا تتوقع محتوى إعلامياً معزولاً عن واقعنا المعيش، متوارياً خلف الصور المثاليّة المُنمقة، لكن الوزارة - في المقابل- تأمل ألا يكون المحتوى مُغرقاً بالسوداوية، مُبالغاً في إبراز العيوب والمثالب، متناسياً النماذج المُشرّفة التي تشغل جزءاً كبيراً من محيطنا، ومتجاوزاً الشخصيات البارزة التي تُنير بمنجزها بلادنا، وتستحق أن تكون قدوة لأجيالنا الجديدة، فإذا كانت إشكاليات واقعنا الكويتي تشغل مساحة في بعض أعمال «صناع المحتوى الإعلامي» - كجزء أصيل من دورهم في مناقشة قضايا المجتمع- فإننا نأمل أن يشغل الجانب المضيء، المساحة الأكبر، خاصة في البرامج الفنية، والأعمال الوثائقية، وإلا لما عُرفت الكويت بـ «ديرة الخير»، ولما وُصفت بـ «بلد الأمن والأمان»، بفضل من الخالق عز وجل، وفي ظل قيادة حكيمة، وشعب مخلص، يعشق أرضه، ويسعى لتطورها.
وتابع: ومن أجل تشكيل ملامح هذا الدليل، فقد تعاون فريق مكوّن من جميع التخصصات والاهتمامات، قضى أسابيع عديدة بين البحث والنقاش، للخروج بهذا المُنجز، وهو دليل إرشادي يُعنى بالمحتوى الإعلامي، الذي يُقدَّم في وسائل الإعلام، المرئية، والمسموعة، وذلك عبر تصنيف المحتوى، وتحديد مساراته، واستعراض مثالبه وإشكالياته، ومن ثَمّ تقديم المقترحات والبدائل، التي من شأنها أن تنهض بالمستوى العام للمحتوى الإعلامي، وتُضيء الطريق أمام العاملين فيه، في حال رغبوا في ذلك، بناء على امتيازات وتسهيلات تُقدّم لصنّاع المحتوى، فكلما اتسقت المادة الإعلامية مع طروحات الدليل، كان لها الأفضلية بما تقدمه الوزارة من دعم معنوي ولوجستي، في ظل النظم واللوائح المعمول بها.
أهداف الدليل
ومن أهداف الدليل، الذي يُشكل الوطن، الهاجس الأول له، وبما أن الأوطان تنهض بأبنائها، الشباب منهم على وجه التحديد، فإنه يسعى لتقديم اقتراحات وأفكار من شأنها أن تُثري المحتوى الإعلامي وتُسهم في تنويع مصادره ومنابعه، في سبيل تعزيز الهوية الوطنية شكلاً ومضموناً، من خلال غرس قيمة حب الوطن، خصوصا الأعمال الموجهة للأطفال، عبر التأكيد على قيمة العمل، وضرورة الجد والاجتهاد في سبيل رفعة الوطن ونهضته.
ويضاف إلى أهدافه، إبراز الدور الثقافي الريادي للكويت، في العديد من المجالات الفنية والأدبية على مستوى المنطقة، من خلال تاريخها المسرحي العريق، وبريقها الفني المشع بالأسماء الخالدة، ومُنجزها الأدبي الزاخر بمطبوعات ذاع صيتها في أرجاء الوطن العربي، وتعزيز ثقافة قبول الآخر، واحترام اختلافه على جميع المستويات، وكذلك إبراز الوجه السياحي للكويت، عبر التركيز على معالمها السياحية، وطبيعتها المميزة، التي تستمد من التاريخ أصالته، ومن الحاضر حداثته، وذلك عبر المواد المرئية على وجه الخصوص، على مستوى البرامج، والأعمال الدرامية، والأغاني، والفلاشات الإرشادية والدعائية، وغيرها من مواد المحتوى الإعلامي.
وتضمنت أهداف الدليل غرس قيمة المحافظة على البيئة، والممتلكات العامة كجزء من القيم العليا المنشودة، وأهمية اكتساب المعرفة، عبر منابعها المتعددة، والتركيز على القراءة باعتبارها أحد أهم تلك المنابع، بجانب تعزيز دور اللغة العربية في مواد المحتوى الإعلامي، باعتبارها اللغة الرسمية للدولة، وترسيخ السلوك الإنساني النبيل، في المنجز الإعلامي، عبر الإعلاء من القيم الإنسانية، كجزء من المنظومة الاجتماعية الوطنية العامة.
تحرروا من البيروقراطيةكان لافتاً تسليط الدليل الضوء على البيروقراطية، حيث ذكر أن سلبياتها تتمثل في عدم المرونة، ما يؤدي في معظم الأحيان إلى غياب الكفاءة، ما يؤكد أهمية دور وسائل الإعلام والفنون في الدعوة لتسهيل إجراءات العمل، والبُعد عن التعقيد، والتحرر من القواعد والأنظمة البيروقراطية المحددة، الأمر الذي يزيد من فاعلية المؤسسات، ويعزز التنافسية، ويجعل البيئة الاقتصادية أكثر جاذبية للاستثمارات والنمو.
الواسطة قائمة لاعتبارات اجتماعية متوارثة
قال الدليل: «رغم محاولات الدولة مكافحة ومحاربة الواسطة والمحسوبية، ووضع إجراءات وتدابير عملية ورادعة لمكافحة هذا النوع من الفساد، فإن الواسطة مازالت قائمة، لاعتبارات اجتماعية متوارثة، لذلك فإن محاربتها تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع، بمن فيهم صُناع المحتوى الإعلامي والفني».
وأكد أهمية مكافحة الفساد، واﻟﺤﺪ ﻣﻦ آﺛﺎره، ما يتطلب دعماً إعلامياً وفنياً مستدامَين، للمساهمة في بناء مجتمع نزيه وعادل يتحلى بالنزاهة والشفافية في إدارة الموارد العامة والمال العام لتحقيق الأهداف الوطنية والمجتمعية تجاه المجتمع والأجيال القادمة.
اللهجة الكويتية من الديرة إلى البادية
ذكر الدليل أن للمجتمع الكويتي طبيعة خاصة تشكَّلت عبر السنين، سعياً للرزق، وبحثاً عن الأمن والأمان، فكانت هذه الأرض ملاذهم الأول، الذي وجدوا فيه الحُب والسلام، والنظام القائم على العدل، والتعاون، والتكافل، بعضهم عاش في المدينة (الديرة: شرق - قبلة - المرقاب)، وبعضهم في قرى وجُزر الكويت (الجهراء - فيلكا - الفنطاس - أبوحليفة)، ومنهم مَنْ فضَّل العيش في البادية. وهكذا، فكل فئة طوَّرت لهجتها الخاصة، ما أسهم في تداول وتوثيق لهجات أهل الكويت، وتعزيز فكرة تنوع ألوان الطيف الاجتماعي الكويتي، ويشجع على قبول الآخر.
احترام القانون والحفاظ على المال العام
ذكر دليل المحتوى الإعلامي، أن هناك حاجة أدبية وإعلامية للتأكيد على أنه لا يمكن الارتقاء بأسس المجتمع إلا من خلال اتباع القوانين التي تعزز بدورها الانضباط، وتسهم في بناء مجتمع مستقر وعادل يضمن الحماية والأمان للجميع.
وأشار إلى أن المادة 17 من الدستور تنص على أن «للأموال العامة حُرمة، وحمايتها واجب على كل مواطن»، لذا فإن الدعوة للذود عن المال العام واجب على كل مؤسسة إعلامية، أو مشروع فني، في سبيل بناء مجتمع كويتي مزدهر بشكل مستدام.
الحاجة للتعليم الإلكتروني ومحو الأمية الرقمية
أكد الدليل أنه لابد للمحتوى الإعلامي والفني من الاهتمام بالتحول الرقمي، وأهمية اللحاق بقطار التكنولوجيا السريع، من خلال جذب الجمهور، وإبراز الحاجة لمحو الأمية التكنولوجية، وضرورة استخدام التعليم الإلكتروني في المؤسسات التعليمية وكل القطاعات، وإبراز مفهوم التربية التكنولوجية وخصائصها وأهميتها في المنهج الدراسي، وتبيان أهمية التحول إلى مجتمع رقمي، من خلال التعاطي مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
0 تعليق