تصنيع الرقائق الإلكترونية في ألمانيا يترقّب استثمارات بمليارات الدولارات (تقرير)

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • الأموال ستدعم شركات الرقائق لتطوير قدرات إنتاجية حديثة تتجاوز الحالة الحالية للتقنية
  • الحكومات تستثمر في صناعة الرقائق لتأمين الإنتاج المحلي للمكونات الحيوية
  • قانون الرقائق الإلكترونية الأوروبي يعمل على تحسين هذه الصناعة في الاتحاد الأوروبي ككل

يترقّب قطاع تصنيع الرقائق الإلكترونية في ألمانيا استثمارات بمليارات الدولارات؛ بهدف تلبية احتياجات البلاد من هذه التقنية.

وأعلنت الحكومة الألمانية أنها ستستثمر مليارات الدولارات في تصنيع الرقائق الإلكترونية محليًا، في محاولة لتعزيز القدرة التنافسية العالمية للبلاد، والحد من الاعتماد على دول مثل الصين والولايات المتحدة، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

وكشفت ألمانيا عن أنها تخطّط لاستثمار ما يقرب من ملياري يورو (2.11 مليار دولار) في قطاع الرقائق الإلكترونية في البلاد، في شكل إعانات، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

ويتوقع المحللون أن يساعد هذا كثيرًا شركات الرقائق الإلكترونية في ترقية مرافق الإنتاج الحالية بصورة كبيرة.

دعم شركات الرقائق الإلكترونية في ألمانيافي وقت سابق من هذا الشهر، طلبت وزارة الاقتصاد من شركات الرقائق الإلكترونية في ألمانيا تقديم طلباتها للحصول على الإعانات الجديدة، رغم أن المبلغ الدقيق المتاح لم يتحدد بعد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية، إن "الأموال ستدعم شركات الرقائق لتطوير قدرات إنتاجية حديثة تتجاوز بشكل كبير الحالة الحالية للتقنية"، وفق ما نشرته وكالة بلومبرغ.

وتهدف الأموال الجديدة إلى دعم من 10 إلى 15 مشروعًا، مع التركيز على مجالات مثل إنتاج الرقائق الإلكترونية الخام وتجميع نظيراتها الدقيقة.

وقالت إينهورن: "يجب أن تُسهم المشروعات الممولة في نظام بيئي قوي ومستدام للإلكترونيات الدقيقة في ألمانيا وأوروبا".

مصنع الرقائق الإلكترونية في ألمانيا بمدينة دريسدن
مصنع الرقائق الإلكترونية بمدينة دريسدن بألمانيا – الصورة من بلومبرغ

وتعكس الخطوة الأخيرة اتجاهًا عالميًا، إذ تستثمر الحكومات في صناعة الرقائق لتأمين الإنتاج المحلي للمكونات الحيوية، وهي الحاجة التي أبرزتها اضطرابات العرض خلال مرحلة تفشي وباء كوفيد-19 والتوترات الجيوسياسية.

ومن المرجح أن يُتخذ القرار بعد الانتخابات المقبلة في البلاد التي من المتوقع أن تجري في فبراير/شباط 2025، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتأتي هذه الخطوة بعد أن أوقفت شركة إنتل الأميركية Intel مؤخرًا خططها لاستثمار ما يقرب من 30 مليار يورو (31.69 مليار دولار) في مصنع الرقائق الإلكترونية الذي من المفترض أن يكون في مدينة ماغديبورغ.

ويُعد هذا ضربة قوية لألمانيا، إذ كان من المفترض أن يكون هذا المشروع أحد أكبر مصانع الرقائق الإلكترونية في البلاد.

بدورها، أوقفت شركات أخرى مثل "زد إف فريدريشهافن" ZF Friedrichshafen AG، و"وولفسبيد" Wolfspeed Inc خطط إنتاج الرقائق الإلكترونية في ألمانيا؛ ما أدى إلى إضعاف هذا القطاع في البلاد.

وتسلمت شركة إنتل نحو 10 مليارات يورو (10.56 مليار دولار) من الإعانات بموجب قانون الرقائق الإلكترونية الأوروبي لعام 2023.

رغم ذلك، قررت الشركة تأجيل هذه الخطط في محاولتها التعامل مع الخسائر المتزايدة وانخفاض المبيعات.

تجدر الإشارة إلى أن الرقائق الإلكترونية تُستعمل في مجموعة متنوعة من الأجهزة، بما في ذلك الكاميرات والهواتف المحمولة ومعالِجات الكمبيوتر الدقيقة والأقمار الاصطناعية والمعدات العسكرية والسيارات.

صورة توضيحية للرقائق الإلكترونية المستخدمة في الدارات الكهربائية لأجهزة الكمبيوتر
صورة توضيحية للرقائق الإلكترونية المستعملة في الدارات الكهربائية لأجهزة الكمبيوتر - الصورة من رويترز

هدف ألمانيا من الاستثمار في صناعة الرقائق الإلكترونية

كانت ألمانيا، إلى جانب العديد من الاقتصادات الأوروبية الكبرى الأخرى، تستثمر بكثافة في صناعة الرقائق الإلكترونية المحلية في السنوات القليلة الماضية، في محاولة لزيادة إنتاجها من المنتجات المتطورة بسرعة.

ومن المتوقع أن يُسهم هذا بصورة كبيرة في القدرة التنافسية العالمية لألمانيا، فضلًا عن تقليل الاعتماد على دول مثل الولايات المتحدة والصين.

وأصبح هذا الأمر بالغ الأهمية تحديدًا بعد انسداد سلسلة التوريد في أثناء انتشار جائحة كوفيد-19.

في المقابل، عزّز تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة، خصوصًا بشأن تايوان، هذه الحاجة الملحة للدول الأوروبية الرئيسة لتطوير صناعات الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي لديها.

ويرجع هذا في الأساس إلى تزايد المخاوف بشأن استغلال الصين تقنية الذكاء الاصطناعي المتقدمة في التطبيقات العسكرية وبرامج التجسس.

ومن أجل دعم هذا، وُضِعت قوانين مثل قانون الرقائق الإلكترونية الأوروبي، الذي يعمل على تحسين هذه الصناعة في الاتحاد الأوروبي ككل؛ بهدف زيادة حصة أوروبا في سوق هذه المنتجات بجميع أنحاء العالم إلى 20% بحلول نهاية العقد.

ويشير المحللون إلى أن هذا القرار اتخذ بسبب تباطؤ تبني السيارات الكهربائية في أوروبا دون المتوقع؛ ما أدى إلى انخفاض الطلب على رقائق كربيد السيليكون التي كان من المقرر أن ينتجها المصنع.

من ناحيته، حدد الاتحاد الأوروبي هدفًا لمضاعفة حصته في سوق الرقائق الإلكترونية العالمية بحلول عام 2030.

وقد حفّزت مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن هشاشة سلسلة التوريد والاعتماد على الشركات المصنعة الآسيوية الجهود الرامية إلى تعزيز الإنتاج المحلي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضا..

المصادر..

  1. "الحكومة الألمانية تخطط لتقديم نحو 2 مليار يورو لدعم الرقائق الجديدة"، من وكالة بلومبرغ.
  2. " ألمانيا تخطط لاستثمار 2 مليار يورو في قطاع الرقائق الإلكترونية"، من شبكة يورونيوز.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق