عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم الاستثمار في الذهب الكسر.. كيف يتغلب المصريون على ارتفاع المصنعية؟ - في المدرج
04:09 م الأحد 01 ديسمبر 2024
كتبت وتصوير- آية محمد:
في شارع الصاغة الذي يعتبر أكبر تجمع لمحلات الذهب في منطقة المعز، كانت المحلات شبه فارغة فيما ملأت هتافات تجار الذهب الكسر "عندك دهب قديم عايزة تبيعيه؟" الشارع، في محاولة لجذب أنظار المارة بعد أن بات شراء الذهب الكسر هدفا للزبائن القلائل، وأغلبهم راغبون في الاستثمار في الأصفر بعد ارتفاع أسعاره.
والذهب الكسر هو الذهب المستعمل، والذي يعاد بيعه للمشترين من جديد، مع إضافة سعر مصنعية رمزي لا يزيد عن 50 جنيها وهامش ربح محدود للتاجر نحو 8 جنيهات في الجرام.
عند أحد محلات الذهب المشهورة بشراء الذهب الكسر، التقى مصراوي بسيدتين تبيعان ذهبهما القديم ولكن لغرضيين مختلفين، فكانت الأولى إخلاص محمد، سيدة أربعينية كانت تبيع آخر قطعة من ذهبها وهي دبلة زواجها الغالية على قلبها حتى تتمكن من دفع المصاريف المدرسية لابنها، وقالت إن ظروف المعيشية أصبحت صعبة وزوجها لا يستطيع تحمل كل ذلك وحده فقررت مساعدته.
اختارت إخلاص، بيع ذهبها لأحد محلات الذهب الكسر، لأنهم يشترون الجرام بمصنعية بسيطة تتراوح بين 10 و15 جنيها للجرام، عكس محلات الذهب التي تشتري الذهب وتخصم منه ثمن المصنعية كاملة. وأوضحت أنها باعت أكثر من قطعة من ذهبها على فترات مختلفة، كلما وقعت في ضائقة مادية هي وزوجها.
أما أميرة رجب، وهي فتاة في أوائل العشرينات كانت تبيع قطعة من ذهبها بغرض التجديد. وأوضحت أنها قامت بشراء محبس بسيط ضمن شبكتها عند زواجها ولكن مع مرور الوقت شعرت بالرغبة في تغيره، فباعت المحبس بـ 7 آلاف جنيه ثم أشترت حلقا مستعملا "كسر" بعد دفع الفرق بينهما.
وأضافت أميرة أنها لم تندم على شرائه مستعمل، حيث دفعت مصنعية على الجرام 50 جنيها في حين وصلت مصنعية الجديد نحو 150 جنيها فأكثر.
وقالت إنها ستقوم بتكرار تلك التجربة كلما رأت أشكالا ضمن الذهب الكسر تعجبها، فهو يعتبر زينه وخزينة تستثمر فيه.
والذهب الكسر هو المشغولات الذهبية التي تم استعمالها من قبل وتباينت الآراء حول مسألة إضافة المصنعية إليه عند بيعه مرة أخرى، يقول أحمد سمير أحد تجار الذهب الكسر بمنطقة الصاغة، إن الذهب الكسر لا تُضاف إليه مصنعية، وذلك ما يميزه عن الذهب الجديد. وأشار إلى أن التجار يشترون الذهب الكسر غالبًا بهدف تحويله إلى سبائك، حيث تقوم المصانع بصهره وتعديله لإعادة تشكيله من جديد.
وأضاف سمير، أن بعض الأشخاص يشترون الذهب الكسر بغرض الاستثمار بسبب انخفاض تكلفته مقارنة بالذهب الجديد، بينما يشتريه آخرون لاستخدامه كحُلي للزينة. مؤكدا أن حركة البيع والشراء ضعيفة في الوقت الحالي، بسبب ارتفاع الأسعار وهو ما يدفع البعض لشراء الذهب المستعمل.
وأوضح سمير، أن الذهب الكسر قد يحتوي على عيوب أو يكون في حالة جيدة، لكن قيمته تظل محفوظة في كل الأحوال.
ويرى أحمد الحنبلي أحد تجار الذهب في منطقة الصاغة أنه لا يوجد عيب بالذهب الكسر ولكن من الصعب بيعه مرة أخرى للزبائن إلا في حالات قليلة، مثل: قيام زبون بشراء ذهب اليوم واضطراره إلى بيعه بعد فترة قصيرة بذلك يكون الذهب بحالة جيدة ومن الممكن بيعه مرة أخرى.
وأوضح الحنبلي، أن أسعار الذهب الكسر مساوية لأسعار الذهب الجديد ولا يختلفان سوى في سعر المصنعية، وأن نسبة ربح التاجر 8 جنيهات في الجرام الواحد وهي نسبة قليلة.
وأوضح الحنبلي، أن ربح تاجر الذهب الكسر يزداد عندما يشتري من الزبائن الذهب لأنه يعيده للمصانع مرة أخرى لصهره وتحويله إلى قطع جديدة تباع بإضافة سعر المصنعية.
وأشار الحنبلي، إلى أن حركة البيع والشراء ضعيفة في الفترة الراهنة، وأن السوق يشهد ارتفاعًا في معدلات البيع والشراء في بعض المواسم مثل آخر شهر رمضان والأعياد.
وأوضح محمد الإسكندراني، أحد تجار الذهب، أنه من الممكن بيع الذهب الكسر مرة أخرى ولكن إذا كان في حالة جيدة وأن هناك من يأتي ليشتري الذهب الكسر بغرض الاستثمار أو الزينة، وينصح الإسكندراني المواطنين بشراء الذهب الكسر بغرض الاستثمار أو الادخار حيث أن سعر مصنعيته رمزي.
ويقول نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، إن السوق يشهد ركودًا في الوقت الحالي، وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر الذهب الملحوظ، وأن المواطنين لا يمتلكون سيولة كافية لشراء الذهب.
ونصح المواطنون بشراء الذهب إذا توفرت معهم السيولة الكافية، وأضاف أن من يمتلك مبلغا ماليا كبيرا فليتجه لشراء السبائك والجنيهات الذهب.
وأشار نجيب، إلى أن الذهب الكسر هو اختيار من يمتلك سيولة قليلة ويريد الاستثمار، لأن مصنعيته بسيطة، ويرتفع بنفس قيمة الذهب الجديد.
وقال وصفي أمين واصف مستشار شعبة الذهب باتحاد الصناعات، أن الذهب ذا قيمة كبيرة ولا ينقص ثمنه مع مرور الزمن، ويحتفظ المواطنون بأموالهم عن طريق شرائه بغرض حفظ مدخراتهم.
وتحدث وصفي عن حركة البيع في الفترة الأخيرة، وقال إنه خلال الثلاث سنوات الماضية، اضطر كل من كان يقتني ذهب أن يبيعه حتى يكون المال عونًا له في سد احتياجاته واحتياجات اسرته، أما عن حركة البيع في الفترة الحالية وصفها بأنها ضعيفة.
0 تعليق