بست أصابع.. هل يجب أن يزور غوارديولا الطبيب النفسي؟ - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم بست أصابع.. هل يجب أن يزور غوارديولا الطبيب النفسي؟ - في المدرج

هذه أصعب فترة في مسيرة بيب غوارديولا التدريبية على الإطلاق، حيث أمضى 7 مباريات متتالية دون أي انتصار، بواقع 6 هزائم وتعادل وحيد، وجاء ليفربول ليلة الأحد ليصب مزيدًا من الملح على جرح مانشستر سيتي غير المندمل.

أمام 60 ألف مشجع في ملعب "أنفيلد" زاد ليفربول معاناة مانشستر سيتي، وهزمه بنتيجة 2-0 في قمة مباريات الجولة 13 من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليبتعد الريدز في صدارة المسابقة بـ34 نقطة، بفارق 11 نقطة عن غريمه السماوي.

في الحقيقة لقد بدا مانشستر سيتي كفريق هاوٍ صعد للتو إلى الدرجة الممتازة يحاول مقارعة الكبار. خط دفاع متضعضع، ووسط ركيك، وهجوم بائس، ربما النقطة المضيئة كان الحارس أورتيغا الذي تصدى إلى 5 هجمات خطيرة ضد مرماه.

هذه الوضعية أثارت تساؤلات حيال مدى إفلاس غوارديولا، لا سيما أنّهُ جرّب كل شيء في المباريات السبعة الماضية، والمُحصّلة "صفر" حيث ذكّرنا بالمثل القائل "الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين مع انتظار نتائج مختلفة". فما بالك بسبع مرات؟

غوارديولا احذر.. من هنا أفلس مورينيو!

فلنعد بالذاكرة إلى الوراء.. لقد حقق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو كل شيء وكتب نجاحات تاريخية في كل الدوريات وكل الفرق، لكن بداية من 2018 بدأ انهياره وإفلاسه في عالم كرة القدم، وتحديدًا إبان فترته مع مانشستر يونايتد.

في مجموعات دوري أبطال أوروبا موسم 2018-2019، أشهر مورينيو 3 أصابع في وجه جماهير يوفنتوس حينما حل مانشستر يونايتد ضيفًا على البيانكونيري، ودخل في مناوشات كبيرة معهم، وقد رفع أصابعه الثلاث في إشارة إلى أنه المدرب الوحيد في تاريخ إيطاليا الذي حقق الثلاثية الكبرى (الدوري والكأس وأبطال أوروبا) وكان ذلك في عام 2010 رفقة إنتر ميلان.

لقد أعاد غوارديولا استنساخ نفس المشهد في 2024. فقرب نهاية المباراة، أنشدت جماهير ليفربول الأنشودة الشهيرة في أوساط الكرة الإنجليزية "سوف تتم إقالتك في الصباح" وهي فلكلور مميز لجماهير البريميرليغ تنشدها نكاية في مدرب الخصم.

فما كان من غوارديولا إلا أن أشهر 6 أصابع في وجه الجماهير، في إشارة إلى الألقاب الستة التي أحرزها في الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي، ورُغم أن المشهد قد يبدو عاديًا، لكن في طيّاته يحمل العديد من مؤشرات الانهزام النفسي لدى بيب.

غوارديولا يشير إلى جماهير ليفربول بـ6 ألقاب بريميرليغ التي حققها (Getty)


هل يجب أن يزور غوارديولا الطبيب النفسي؟

بعدما كان متأخرًا بثلاثية نظيفة، استطاع فينورد روتردام قلب الطاولة والخروج متعادلًا (3-3) أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي، وقد أحدث غوارديولا ردة فعل مرعبة، حينما جرح أنفه ورأسه بأظافره. والمرعب أكثر أنه اعترف بذلك في تصريحات للصحافة، والمثير للريبة أنه ضحك وابتسم حينما أجاب عن مصدر الجروح الموجودة في وجهه.

يمكن ملاحظة مدى الألم النفسي العميق لدى بيب، الذي يحاول إخفاءه بالابتسامات الزائفة والنظرات الثاقبة خلال المباريات وفي المؤتمرات الصحفية، وهذا الألم بالمناسبة يزداد كل أسبوع عن سابقه، والذي وصل ذروته اليوم حينما انخرط في مناوشات مع جماهير ليفربول. هذه من المرات النادرة التي يتفاعل فيها بيب بالسلب مع الجماهير.

بالأحرى، لقد تم جر بيب إلى لعبة الاستفزازات بسهولة، وما سمح بذلك هي الحالة النفسية المضطربة، في السابق وفي حالته الاعتيادية، لم يكن غوارديولا يلقي بالًا بهتافات الجماهير أو أسئلة الصحافة المزعجة.

لا ضير من زيارة الطبيب النفسي بالفعل، وهو أمر شائع في كرة القدم، ففي إسبانيا اعترف رودريغو غوس إنه استعان بطبيب نفسي للتغلب على ضغوط البدايات مع ريال مدريد، وبالمثل فعل فيتور روكي لاعب برشلونة.

مع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت آراء الجماهير يُحسب لها ألف حساب، ووسيلة ضغط فعّالة على الأندية، سواء لإقالة مدرب أو التعاقد مع لاعب أو ما شابه ذلك، ومن هنا نشأ علم النفس الرياضي.

أصبحت الأندية الكبرى في أوروبا تُعيّن طبيبًا نفسيًا رياضيًا، هدفه مساعدة اللاعبين والهيكل الإداري والفني على تخطي العقبات، والتعامل الأمثل مع ظروف الحياة المرتبطة بالرياضة.. وأشهرهم الطبيب تيم أوبراين من أرسنال.

تعريف جديد للغباء!

كما ذكرنا أعلاه، فالغباء هو فعل نفس الشيء مرتين وانتظار نتائج مختلفة، بيد أن غوارديولا أعاد تعريف هذا المصطلح عن بكرة أبيه، حيث ما يزال يمارس نفس كرة القدم التموضعية المملة المحفوفة بالمخاطر عند تحضير الهجمة، والتي تترك مساحات شاسعة في الدفاع حينما يتقدم الفريق في الحالة الهجومية.. لقد فعلها بيب 7 مرات متالية!

ربما على غوارديولا إعادة التفكير جديًا في فلسفته -على الأقل هذه الفترة- للخروج من عنق الزجاجة واستعادة النسق، مثل أن ينتهج كرة قدم دفاعية نوعًا ما، مع الاعتماد على اللعب المباشر، وهذا بالمناسبة ليس عيبًا أو انتقاصًا، بل على النقيض، المدرب الفائق هو من يطوّع لاعبيه وفق الظروف ويغير فلسفته تماشيًا مع المعطيات الحاصلة من حوله.

اقرأ المزيد

إن سألت عن أكثر مؤشر على إفلاس المدربين، سنجيب مباشرة أن يلعب برسم تكتيكي مختلف، وبتشكيلة لاعبين مختلفة، في كل مباراة.. هذا مؤشر قوي على التخبط وعدم الاستقرار.. وهذا ما حدث مع بيب في المباريات الماضية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق