عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم كتاب يهاجم الاحتلال في يد بايدن.. كيف أكدت فصوله عن تناقضات وأكاذيب إسرائيل؟ - في المدرج
محمد حسين
نشر في: الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 10:28 ص | آخر تحديث: الإثنين 2 ديسمبر 2024 - 10:28 ص
في رحلة تسوقه بيوم "البلاك فرايدي"، غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن مكتبة نانتوكيت بوكوركس في ولاية ماساتشوستس، وهو يحمل أمام المصورين نسخة من كتاب "حرب المئة عام على فلسطين: تاريخ الغزو الاستعماري الاستيطاني والمقاومة، 1917-2017" للأستاذ الفخري بجامعة كولومبيا رشيد الخالدي.
وكان لتلك اللقطة وقع الدهشة على المتابعين، حيث إن بايدن يتبنى موقفا مساندة للاحتلال طيلة أشهر الحرب على نحو غير مسبوق، وعبر عن موقفه الداعم للاحتلال الإسرائيلي في زيارة له في الأيام الأولى للعدوان على غزة بقوله: "لا يجب أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، أنا صهيوني".
- مؤلف الكتاب لبايدن: لقد قرأته متأخرا 4 سنوات
وتعليقا على الصورة، قال الدكتور رشيد الخالدي، وهو كاتب أميركي من أصل فلسطيني، إن عزم بايدن على قراءة الكتاب "متأخر 4 سنوات"، بإشارة إلى مغادرة الرئيس البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته التي شهدت أعنف حرب إسرائيلية على قطاع غزة بدعم أميركي غير محدود.
ونستعرض في التقرير التالي، بعضا من الأفكار التي تناولها الكتاب، والتي من المرتقب أن يقرأها بايدن في نصها الإنجليزي.
-اليهودية قبل الديمقراطية
ويقول الخالدي: "أَصَرَّ الصهاينة على مرّ عقود على أن إسرائيل يمكن أن تكون (يهودية وديموقراطية) وهم يشيرون إلى إعلان استقلال الدولة، إلا أن التناقضات الكامنة في هذه الصيغة قد أصبحت أكثر وضوحاً بشكل متزايد، وأقرَّ بعض الزعماء الإسرائيليين في الواقع أعلنوا ذلك بفخر بأنهم إذا اضطروا للاختيار فإن الجانب اليهودي سيأخذ الأولوية".
وأضاف، "قَنَّنَ الكنيست ذلك الاختيار في يوليو 2018 في قانون دستوري وتبنى (القانون الأساسي للدولة القومية اليهودية) الذي أسس عدم المساواة القانونية بين المواطنين الإسرائيليين بمنح حَقٌّ تقرير المصير القومي حصرياً للشعب اليهودي، وخفض وضع اللغة العربية، وأعلن أن المستوطنات اليهودية قيمة قومية" أولوية على أي احتياجات أخرى".
وكانت وزيرة العدل السابقة إيليت شاكد، وهي واحدة من أكثر المؤيدين صراحة للهيمنة اليهودية وراعية لهذا القانون، قد طرحت القضية صراحة قبل بضعة أشهر من طرح القانون للتصويت "هناك مواضع تجب فيها المحافظة على هوية دولة إسرائيل كدولة يهودية، ويأتي ذلك أحياناً على حساب المساواة."
وأضافت "إسرائيل.. ليست دولة لجميع قومياتها، أي حقوق متساوية لجميع المواطنين وليس حقوقاً قومية متساوية".
وتم تلخيص ما تقود إليه هذه الإيديولوجية بكلمات صريحة طرحها ميكي زوهار، عضو الليكود في الكنيست، حيث قال: "إن الفلسطيني لا يمتلك حق تقرير المصير لأنه ليس مالك الأرض، أريده أن يكون ساكناً بسبب أمانتي وتبلي لأنه ولد هنا ويعيش هنا، ولن أطلب منه أبداً أن يغادر، وأنا آسف للقول إنهم يعانون من نقيصة واحدة كبيرة، إنهم لم يولدوا يهوداً".
- إسرائيل تناقض أفكار داعميها الغربيين
هذا الربط بين الحق الحصري بالأرض والانتماء للشعب يعد مسألة مركزية في مفهوم "الدم والتراب" الذي ظهر في القومية الأوروبية الوسطى، حيث نشأت الصهيونية.
وأشار المؤرخ المختص بالفاشية الأوروبية، زئيف شترنهيل، إلى أن نسخة أولية من القانون الأساسي للدولة القومية اليهودية تتناغم مع أفكار شارل مورا، المفكر الفاشي الجديد المعادي للسامية في فترة الثلاثينيات، وكذلك مع أفكار القوميين البولنديين والهنغاريين المعاصرين، و"المتعصبين الأوروبيين المتشددين"، وأكد شترنهيل أن هذه الأفكار تتعارض تماماً مع المبادئ الليبرالية التي قامت عليها الثورات الفرنسية والأمريكية.
يزداد تناقض الصهيونية المعاصرة مع المبادئ العليا التي ترتكز إليها الديمقراطيات الغربية، خاصة فيما يتعلق بمبدأ المساواة، فرغم أن الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تعتز بهذه القيم، إلا أنها أصبحت مهددة بسبب تصاعد الاتجاهات اليمينية التسلطية، ومع ذلك تظل هذه القيم محوراً مهماً، خاصة أن إسرائيل ما زالت تعتمد على دعم هذه الدول الغربية.
0 تعليق