قال الدكتور محمد كمال الأستاذ بجامعة القاهرة، إن الامتحانات الموضوعية «البابل شيت» تعد أداة شائعة لتقييم الطلاب، لما تتميز به من سهولة التصحيح ودقتها في قياس المعرفة الأساسية، ومع ذلك، فإن الاقتصار عليها كوسيلة وحيدة للتقييم يثير تساؤلات حول مدى تحقيقها لتقييم شامل وعادل، موضحا أن أبرز الانتقادات الموجهة لهذا النوع من الامتحانات أنه يركز بشكل أساسي على الحفظ والاسترجاع، مما يؤدي إلى إهمال تنمية مهارات التحليل والتفكير النقدي والإبداع، إضافة إلى ذلك، يعتمد الطلاب أحيانًا على التخمين في اختيار الإجابات الصحيحة، مما يجعل النتائج أقل تعبيرًا عن مستواهم الفعلي.
وأشار كمال، لـ كشكول، إلى أن من المشكلات الأخرى المرتبطة بامتحانات «البابل شيت»، صعوبة تصميم أسئلة دقيقة تعكس أهداف التعلم بوضوح، إذ يتطلب إعداد الأسئلة الموضوعية جهدًا كبيرًا من المعلمين لضمان عدم وجود خيارات مضللة، مع الحفاظ على اتساق الصياغة لتجنب تأثير اللغة على فهم الطلاب للسؤال، كما تظهر الدراسات أن هذا النوع من التقييم قد يدفع الطلاب إلى دراسة سطحية تركز على التفاصيل دون فهم عميق، ما يحد من قدرتهم على الربط بين المفاهيم المختلفة أو تطبيق المعرفة في سياقات جديدة.
وأكد، أن الامتحانات الموضوعية تقلل من الفرص المتاحة لتمييز الفروق الفردية والإبداع بين الطلاب، خصوصًا في التخصصات التي تتطلب مهارات تحليلية وإنسانية عميقة، مشيرًا إلى أن أثناء جائحة فيروس كورونا، فرضت الظروف اعتماد الامتحانات الموضوعية «البابل شيت» بشكل موسع، وهو ما أثار انتقادات واسعة، ومع الوقت أدركت الجهات الأكاديمية ضرورة الجمع بين الامتحانات الموضوعية والمقالية لتلبية متطلبات التخصصات المختلفة.
0 تعليق