مبادرة جديدة لتعزيز سوق الكربون الطوعي في مصر بدعم الرقابة المالية
في خطوة هامة لدعم سوق الكربون الطوعي، قام الاتحاد المصري للتأمين بتنفيذ صفقة لشراء 350 شهادة خفض انبعاثات كربونية من مشروع محافظة المنيا المجمع، التابع للجمعية المصرية للزراعة الحيوية. هذه المبادرة جزء من جهود الهيئة العامة للرقابة المالية لتسريع تفعيل سوق الكربون الطوعي، الذي يشرف عليه وينظمه الجهات الرقابية للأسواق المالية.
تنظيم فعاليات سوق الكربون الطوعي
عملية الشراء تمت من خلال آلية "الصفقات المرتبة مسبقًا" عبر شركة بلتون لتداول الأوراق المالية، الحاصلة على رخصة التعامل في شهادات الكربون الطوعية. هذه الخطوة تأتي بعد إطلاق الهيئة العامة للرقابة المالية في أغسطس 2024 لأول سوق كربون طوعي في مصر، بدعم من وزارة البيئة وبحضور عدد من الوزراء.
معيار "اقتصاد المحبة" ودوره في الاستدامة
الأستاذ حلمي أبو العيش، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للزراعة الحيوية، أكد أن معيار "اقتصاد المحبة" يوفر أرصدة كربونية عالية الجودة، تتجاوز احتجاز الكربون في التربة، حيث يساهم في معالجة قضايا تغير المناخ، التنوع البيولوجي، وصحة الأفراد. من خلال تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، يقدم هذا المعيار فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية، ويعزز الأمن الغذائي والمائي.
تمكين صغار المزارعين والمساهمة في التنمية المستدامة
يتيح معيار "اقتصاد المحبة" لصغار المزارعين فرصًا لتدريبات متخصصة، دعم الموارد الأساسية، وحوافز مالية، مما يمكنهم من اعتماد أساليب زراعية ذكية مناخيًا واقتصاديًا، ويحقق لهم استقرارًا ماليًا ويضمن لهم مشاركة فعالة في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية.
علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين، أشار إلى أن شراء شهادات الكربون يساهم في جعل مؤتمر شرم الشيخ للتأمين من بين المؤتمرات المستدامة، مؤكدًا أن الهيئة العامة للرقابة المالية، بقيادة الدكتور محمد فريد، نجحت في تحقيق تحول إيجابي في سوق الكربون الطوعي ودعم استدامة التنمية في مصر.
خطوات التنظيم والهيكلة التي قامت بها الهيئة
في إطار تنظيم سوق الكربون الطوعي، قامت الهيئة العامة للرقابة المالية بتعديل اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال رقم 95 لسنة 1992، لتصنيف شهادات خفض الانبعاثات كأداة مالية، وتشكيل لجنة للإشراف والرقابة على هذه الشهادات. كما أصدرت الهيئة معايير قيد جهات التحقق والمصادقة، وإجراءات إصدار وتداول شهادات الكربون، وذلك لتفعيل السوق بشكل منظم وشفاف.
الجمعية المصرية للزراعة الحيوية ودورها البارز
تأسست الجمعية المصرية للزراعة الحيوية منذ 30 عامًا، وهي تعمل على تطوير معيار "اقتصاد المحبة" الذي يدعم التحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية والحيوية. حتى اليوم، استفاد من هذه المبادرات أكثر من 13،000 مزارع وتم تحويل 47،000 فدان إلى ممارسات زراعية مستدامة، مما يساهم في التنمية المجتمعية المستدامة.
تسهم هذه المبادرة في تعزيز مكانة مصر كنموذج يُحتذى به في تفعيل أسواق الكربون الطوعية والتصدي لتحديات تغير المناخ، بما يتماشى مع الرؤية الوطنية لتحقيق تنمية مستدامة متكاملة.
0 تعليق