أكد د.منصور أبو كريم، الباحث السياسي الفلسطيني، أستاذ العلاقات الدولية، أن المرحلة الحالية تتطلب من الفصائل الفلسطينية، خاصة حركتي فتح وحماس تقديم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني على أي اعتبارات أخرى، مشددًا على ضرورة إنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
أشار أبو كريم، لـ"الدستور"، إلى أن المأساة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية، من حصار خانق وتدمير مستمر وأوضاع إنسانية كارثية، تستوجب الإسراع في تشكيل حكومة توافق وطني قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية بعد الحرب، مضيفًا أن استمرار الانقسام يُضعف القضية الفلسطينية ويُضر بالمصالح الوطنية، خاصة في ظل التحضيرات لأي تسويات سياسية قد تلوح في الأفق.
الوضع الإنساني في غزة بلغ مستوى كارثي
وأوضح أبو كريم أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستوى كارثيًا، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الدقيق والسكر، إضافة إلى الحصار الخانق والحرب المستمرة التي تتسبب في دمار شامل. وشدد على أن هذه الظروف تستدعي من الفصائل الفلسطينية التوافق على آلية لإدارة المرحلة الانتقالية، بما يضمن التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.
وأعرب عن قلق الشارع الفلسطيني من إمكانية تكرار فشل جولات المصالحة السابقة، لكنه أكد أن الوضع الحالي بات أكثر إلحاحًا، ما يستدعي من الفصائل إدراك خطورة المرحلة وتقديم تنازلات حقيقية لصالح الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن تجربة حزب الله في لبنان حيث قدم تنازلات كبيرة لصالح الدولة بهدف إنهاء الحرب، يمكن أن تكون نموذجًا لحركة حماس والفصائل الفلسطينية.
وختم أبو كريم بتأكيده أن استمرار الانقسام والمراهنة على حرب استنزاف طويلة يعني مزيدًا من الدمار والمعاناة للشعب الفلسطيني، ما يستوجب تحركًا عاجلًا نحو الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
0 تعليق