عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم هل وجود دهون على الكبد قد يؤدى لإصابتك بمرض فى القلب؟ - في المدرج
برز مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) كواحد من أكثر أمراض الكبد انتشارًا على مستوى العالم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع معدلات السمنة ومرض السكري من النوع 2 ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومع ذلك، أبرزت الأبحاث الحديثة أن تأثيرات NAFLD تمتد إلى ما هو أبعد من الكبد، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة القلب والأوعية الدموية، لذلك فإن فهم العلاقة بين مرض الكبد الدهنى غير الكحولى وأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD) أمر بالغ الأهمية من أجل تحقيق نتائج أفضل للمرضى، حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف إنديا".
ما هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)؟
يشير مصطلح NAFLD إلى تراكم الدهون في خلايا الكبد لدى الأفراد الذين يستهلكون القليل من الكحول أو لا يستهلكونه على الإطلاق، وغالبًا ما يرتبط بعوامل الخطر الأيضية، مثل السمنة ومقاومة الأنسولين وخلل شحميات الدم، وفي حين لا يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمرض NAFLD من أي أعراض، إلا أنه قد يتطور إلى أشكال أكثر شدة من تلف الكبد.
فيما يلى.. أسباب الإصابة بمرض الكبد الدهنى غير الكحولى
قد يحدث مرض الكبد الدهنى غير الكحولى بسبب متلازمة التمثيل الغذائي، والتي تشمل مجموعة من الحالات مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والدهون الزائدة في البطن، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية، وتعد هذه المتلازمة عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل مرض الشريان التاجي (CAD)، وفشل القلب، والسكتة الدماغية.
ما العلاقة بين مرض الكبد الدهني غير الكحولي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟
إن الارتباط بين مرض الكبد الدهني غير الكحولي وأمراض القلب والأوعية الدموية ليس مجرد مصادفة، فهناك العديد من الآليات التي تساهم في هذا الارتباط، والتي يمكن أن تساعد في التشخيص المبكر والعلاج، على النحو التالى:
الالتهاب والإجهاد التأكسدي
غالبًا ما يصاحب مرض الكبد الدهني غير الكحولي التهاب مزمن منخفض الدرجة، وهو السمة المميزة لأمراض الكبد وأمراض القلب والأوعية الدموية، يلعب الالتهاب دورًا محوريًا في تطور تصلب الشرايين من خلال تعزيز تكوين اللويحات في الأوعية الدموية، علاوة على ذلك، يعمل الإجهاد التأكسدي، الذي يُرى عادةً في مرض الكبد الدهني غير الكحولي، على تسريع خلل وظائف بطانة الأوعية الدموية، مما يضعف صحتها ويسهل تطور الأحداث القلبية الوعائية.
مقاومة الأنسولين والخلل الأيضي
مقاومة الأنسولين، وهي الحالة التي يصبح فيها الجسم أقل استجابة للأنسولين، وهي سمة مشتركة لمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وتلعب دورًا مهمًا في تطور متلازمة التمثيل الغذائي وترتبط ارتباطًا وثيقًا بعوامل الخطر القلبية الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول وزيادة نسبة السكر في الدم، وكلًا من مرض الكبد الدهني غير الكحولي وأمراض القلب والأوعية الدموية لهما في مسارات مشتركة، مما يجعل الأفراد المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
اضطراب استقلاب الأحماض الدهنية
في مرض الكبد الدهني غير الكحولي، يساهم التمثيل الغذائي غير الطبيعي للأحماض الدهنية في الكبد في اختلال تنظيم الدهون، مما يؤدي إلى زيادة الأحماض الدهنية الحرة المتداولة، وهذه الأحماض الدهنية سامة للجهاز القلبي الوعائي، مما يساهم في خلل وظائف الخلايا البطانية وزيادة الإجهاد التأكسدي وتصلب الشرايين.
خلل وظائف الخلايا البطانية وتصلب الشرايين
يلعب الكبد دورًا محوريًا في استقلاب الدهون والكوليسترول، في الأفراد المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، يساهم ضعف وظائف الكبد في ارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية المتداولة، ويؤدي هذا الاضطراب في عملية التمثيل الغذائي للدهون إلى زيادة احتمالية تكوين اللويحات في الشرايين، مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وغيرها من الأحداث القلبية الوعائية.
عوامل الخطر المشتركة بين مرض الكبد الدهنى غير الكحولى وأمراض القلب
مثل السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم شائعة في كلًا من مرض الكبد الدهني غير الكحولي وأمراض القلب والأوعية الدموية، وغالبًا ما تتداخل هذه الحالات، مما يخلق حلقة مفرغة، حيث يؤدي أحدها إلى تفاقم الآخر، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين في مرض الكبد الدهني غير الكحولي إلى صعوبة السيطرة على ضغط الدم، مما يؤدي إلى ارتفاعه وهذا يزيد بدوره من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويتطلب التعامل مع مرض الكبد الدهني غير الكحولي وعواقبه القلبية الوعائية نهجًا متعدد الأوجه، وقد أدى الاعتراف المتزايد بمرض الكبد الدهني غير الكحولي كعامل خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية إلى تحفيز تطوير علاجات مختلفة تهدف إلى معالجة كلًا من الكبد والقلب.
التدخلات الدوائية
أظهرت عدة فئات من الأدوية نتائج واعدة في علاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي، بهدف منع تطور المرض إلى حالات أكثر خطورة للكبد وتخفيف مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتم استخدام الأدوية التي تستهدف مقاومة الأنسولين، مثل الميتفورمين والثيازوليدينيون (TZDs)، على نطاق واسع لإدارة كلًا من مرض السكري ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، كما أن الستاتينات، التي توصف عادة لإدارة الكوليسترول، فعالة أيضًا في تقليل الأحداث القلبية الوعائية لدى الأفراد المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، حيث يمكنها خفض مستويات الدهون وتقليل تصلب الشرايين.
العلاجات المحددة لالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي
جذب التهاب الكبد الدهني غير الكحولي، وهو شكل أكثر شدة من مرض الكبد الدهني غير الكحولي، اهتمامًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث تعمل شركات الأدوية بنشاط على تطوير عقاقير يمكنها استهداف الالتهابات والتليف والإجهاد التأكسدي المرتبط بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي، وتهدف هذه الأدوية، مثل حمض أوبيتيكوليك وسيلونسيرتيب وسينيسريفيروك، إلى تقليل تلف الكبد والتليف، مع تقديم فوائد للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية من خلال تحسين مستويات الدهون وتقليل الالتهاب الجهازي.
العلاجات المضادة للأكسدة والالتهابات
أظهرت مضادات الأكسدة مثل فيتامين هـ والبيوجليتازون إمكانات في علاج الجوانب الالتهابية لمرض الكبد الدهني غير الكحولي وقد تساعد أيضًا في تقليل مخاطر المضاعفات القلبية الوعائية، ويمكن أن تعمل هذه العلاجات بشكل تآزري لتقليل كلًا من التهاب الكبد والالتهاب الجهازي الذي يؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.
تعديلات نمط الحياة والتدخل المبكر
في حين أن العلاجات الصيدلانية ضرورية، تظل تدخلات نمط الحياة حجر الزاوية في إدارة كلًا من مرض الكبد الدهني غير الكحولي وأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث يمكن أن يكون لفقدان الوزن واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني المنتظم تأثير عميق على كلًا من وظائف الكبد وصحة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ذلك، فإن الاكتشاف المبكر والفحص للأفراد المعرضين لخطر كبير مثل (المصابين بالسمنة والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي) أمر بالغ الأهمية للإدارة الفعالة.
التعاون بين أطباء أمراض القلب وأمراض الكبد
يعد النهج التعاوني بين أطباء الكبد وأمراض القلب أمرًا حيويًا لإدارة المرضى المصابين بكلا الحالتين، من خلال الرعاية المتكاملة، ويمكن البدء في التدخلات المبكرة، ويمكن للمرضى تلقي إدارة شاملة تعالج دور الكبد في صحة القلب والأوعية الدموية، ولا يمكن إنكار الصلة بين مرض الكبد الدهني غير الكحولي وأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تشترك كلتا الحالتين في عوامل الخطر والآليات البيولوجية.
0 تعليق