كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تحليل اعتمد على صور الأقمار الاصطناعية ومصادر عسكرية، أن الجيش الإسرائيلي أنشأ 19 قاعدة كبيرة وعشرات النقاط العسكرية الصغيرة في قطاع غزة، وسط تصاعد العمليات العسكرية الجارية. هذه التحركات تُشير إلى استراتيجية عسكرية تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية في المنطقة، وسط انتقادات واسعة لما تسببه من معاناة إنسانية لسكان القطاع.
ممر نتساريم: تقسيم قطاع غزة وتحكم في الحركة
تضمن التحليل تفاصيل حول ممر نتساريم، الذي بات يمثل نقطة استراتيجية للجيش الإسرائيلي، إذ يمتد من الحدود الجنوبية مع إسرائيل وصولًا إلى البحر المتوسط. الممر، الذي أطلق عليه اسم مستوطنة إسرائيلية سابقة، أصبح الآن منطقة عازلة تقدر مساحتها بأكثر من 46 كيلومترًا مربعًا.
هذا التوسع في السيطرة على الأراضي جاء بعد تدمير أكثر من 600 مبنى خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ويهدف الجيش من خلال ذلك إلى تقسيم القطاع إلى منطقتين، شمالية وجنوبية، ما يتيح له التحكم الكامل في حركة الفلسطينيين، وفق التقرير.
الآثار الإنسانية والسياسية للتحركات العسكرية
وفقًا للتقرير، فإن هذه القواعد تتيح للجيش الإسرائيلي إبقاء مئات الآلاف من النازحين في جنوب القطاع، ومنعهم من العودة إلى الشمال. هذا الواقع يفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعاني السكان من انعدام الأمن الغذائي ونقص الخدمات الأساسية.
في السياق نفسه، يرى مراقبون أن هذه التحركات العسكرية ليست مجرد خطوات دفاعية، بل تعكس نوايا إسرائيلية لإعادة رسم الوضع الجغرافي والديموغرافي في غزة، بما يتماشى مع أهداف سياسية طويلة الأمد.
تسارع غير مسبوق في بناء التحصينات العسكرية
أظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن الجيش الإسرائيلي زاد من وتيرة إنشاء القواعد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. تم بناء أو توسيع 12 قاعدة جديدة منذ سبتمبر، بينما تم تعزيز نقاط عسكرية أخرى كانت قائمة بالفعل. يشير هذا التسارع إلى استراتيجية إسرائيلية تستغل الظروف الحالية لتعزيز وجودها العسكري في القطاع.
تزامن التحركات العسكرية مع المفاوضات السياسية
يأتي هذا التوسع العسكري في وقت تحاول فيه الأطراف الدولية استئناف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار. تشير تقارير إلى استعداد حركة حماس لتقديم بعض التنازلات، إلا أن الخطط الإسرائيلية الميدانية قد تعقد أي تسوية سياسية.
ويبدو أن تل أبيب تسعى لفرض واقع جديد على الأرض يضمن لها الهيمنة على غزة، بغض النظر عن نتائج أي اتفاق محتمل.
0 تعليق