كشف وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان الجهود التي تنفّذها المملكة للتعامل مع تحديات تغير المناخ، مشددًا على أهمية تعزيز إمدادات الطاقة بصفتها الركيزة الأساسية لتحقيق الاستدامة في المجالات المختلفة.
وقال خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمنتدى مبادرة السعودية الخضراء -تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)-، إن المملكة تتقدم بشكل متسارع في مراحل تحول الطاقة، وتعدّ الدولة الوحيدة التي تستفيد ماديًا من هذا التحول.
وأضاف وزير الطاقة السعودي أن المملكة تعيش مرحلة "تحول الطاقة" بدلًا من الاكتفاء بالحديث عنها، مشددًا على أن ضمان أمن الطاقة أساس لتأمين الاستدامة، وأنه لا يمكن التهاون بمسألة أمن الطاقة في عملية التحول.
وأشار إلى أن المملكة تقوم بخطوات تحول الطاقة وفق الدراسات، وبالتعاون مع الشركاء في عدد من المجالات، بما فيها الطاقة المتجددة والبتروكيماويات، وغيرها.
استبدال الغاز والطاقة المتجددة بالنفط
أكد وزير الطاقة السعودي أن خطط المملكة لاستبدال الغاز والطاقة المتجددة بمليون برميل من النفط في توليد الكهرباء تعدّ إنجازًا كبيرًا.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن السعودية في كل عام تحقق إنجازات جديدة، مسلّطًا الضوء على الدور المحوري للشباب في تعزيز تقدم المبادرات البيئية والمناخية وبناء مستقبل أفضل للجميع.
واستعرض الأمير عبدالعزيز بن سلمان عددًا من المبادرات البيئية والمناخية الجارية في المملكة، وحرص بلاده على تعزيز آفاق التعاون مع الشركاء العالميين بهدف ضمان أعلى مستويات التأثير لهذه المبادرات على مستوى العالم.
وأكد وزير الطاقة السعودي أنه "لا نستطيع أن نكون الأفضل دون أن نتشارك مع الأخرى"، قائلًا: "نفتح أيدينا وبلادنا لمن يرغب في زيارتنا والتعاون معنا ويكون شريكًا لنا وجزءًا من قصّتنا".
وأشار إلى أن بلاده تواجه تحديات مختلفة، ومستعدة بالعديد من الأدوات التي لم تكن موجودة من قبل، موضحًا أن السعودية اليوم لا تتطور مع الزمن، بل هي التي تصنع الزمن وما وراءه.
وسلّط وزير الطاقة، الضوء على حجم مشروعات الطاقة المتجددة التي تنفّذها المملكة، موضحًا أنها تسهم بتحقيق هدف المملكة الطموح في مجال خفض الانبعاثات، بالتوازي مع تسريع رحلة الانتقال الأخضر في قطاع الطاقة.
وتطرَّق وزير الطاقة السعودي إلى رؤية المملكة 2030 وما تحققه من إنجازات، قائلًا: "لدينا مزيد من الإنجازات والمبادرات، وسنعمل باستمرار لدعم الاقتصاد الدائري للكربون".
مبادرة السعودية الخضراء
شهد منتدى مبادرة السعودية الخضراء، اليوم الثلاثاء، توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، برعاية وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، منها مذكرة بين وزارة الطاقة والهيئة الملكية للجبيل وينبع لإنشاء مركز لالتقاط الكربون والاستفادة منه في مدينة ينبع الصناعية.
كما وقّعت وزارة الطاقة مذكرات تفاهم مع كل من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لاحتجاز الكربون، و"أكاديمية 32" لدعم مبادرة التعاون الإقليمي للتقليل من الانبعاثات.
من جهتها، وقّعت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مذكرة مع شركة "Climeworks" لتقييم جدوى تقنية احتجاز الكربون المباشر من الهواء.
وتضمنت الاتفاقيات توقيع مذكرة تفاهم بين ترشيد ومطارات جدة للتعاون في مجالات كفاءة الطاقة، بالإضافة إلى عدد من الاتفاقيات التي تتعلق بكفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات.
وعلى هامش المنتدى، كرّم وزير الطاقة -بحضور وزير الاقتصاد والتخطيط، فيصل الإبراهيم- عددًا من المبتكرين في حلول استعمالات الكربون.
وقال وزير الاقتصاد والتخطيط: "إن الفائزين يتحلّون بروح الابتكار والسعي إلى عالم مستدام، ونتطلع إلى تنفيذ الحلول والابتكارات والتوسع بها على أرض الواقع، ونسعى أن يكون لدينا مبتكرون ومفكرون للخروج بحلول لتحديات أزمة المناخ".
وأضاف الإبراهيم أن الحلول القائمة على الابتكار والمنافسة ستؤدي إلى الأثر الفعلي على الأرض، والمملكة ستكون القائدة في هذا المجال.
وانطلقت فعاليات منتدى مبادرة السعودية الخضراء اليوم الثلاثاء تحت شعار "بطبيعتنا نبادر"، إذ يجمع المنتدى نخبة من القادة العالميين، وخبراء المناخ، وكبار المسؤولين الحكوميين، وقادة الشركات؛ لإجراء نقاشات واسعة وتسريع وتيرة العمل للتصدي للتحديات المناخية والبيئية العالمية.
وتُعقَد النسخة الرابعة من "منتدى مبادرة السعودية الخضراء" يومَي 3 و4 ديسمبر/كانون الأول، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون وتسريع الجهود لبناء مستقبل مستدام.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أطلق في عام 2021 مبادرة السعودية الخضراء، التي نجحت في إحداث تأثير إيجابي ملموس؛ إذ رُفعت السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة المستعملة إلى أكثر من 4 غيغاواط، وزُرِع أكثر من 95 مليون شجرة، وأعيد توطين أكثر من 1660 حيوانًا مهددًا بالانقراض في مختلف أنحاء المملكة.
وتدعم المبادرة طموح المملكة المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني من الانبعاثات بحلول 2060، عبر تبنّي نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، كما تعمل على تسريع رحلة انتقال المملكة نحو الاقتصاد الأخضر.
وتسعى إلى تحقيق 3 أهداف تتمثل في:
- تقليل الانبعاثات الكربونية
- تشجير المملكة
- حماية المناطق البرية والبحرية
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق