أكدت تركيا الأربعاء، أنَّها تتوقع بأن يسرّع العديد من اللاجئين السوريين على أراضيها البالغ عددهم ثلاثة ملايين عودتهم إذا تمكنّت فصائل المعارضة من إبقاء سيطرتها على مدينة حلب التي انتزعتها من القوات الحكومية الأسبوع الماضي.

لكن وزيرا في الحكومة حذّر من أن الوقت لم يحن بعد لعودة أعداد كبيرة من الناس إلى حلب، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا: «نعرف بأن المتحدرين من حلب يحبونها كثيرا. نلتقي بهم وهم متحمسون للغاية».

وأضاف: «لكننا نقول لأولئك الذين يقولون إنهم يرغبون بالعودة الآن تريّثوا، ليست آمنة حاليا».

وتابع: «الجميع يأملون بالعودة إلى أرضهم فور شعورهم بأن هناك سلاما وأمنا"، لافتا إلى أن 42 في المئة من السوريين المقيمين حاليا في تركيا (أي ما يعادل 1,25 مليون شخص) يتحدرون من محافظة حلب».

واستكمل: «سيكون هناك اهتمام كبير بالعودة»، بعدما سيطرت هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة المتحالفة معها على حلب، ثاني المدن السورية والتي لم تخرج عن سيطرة القوات الحكومية بالكامل على مدى أكثر من عقد من الحرب.

ولجأ نحو 880 ألف سوري إلى محافظات غازي عنتاب وشانلي أورفا وهاتاي المحاذية لسوريا.

وهناك 500 ألف أيضا مسجلون في إسطنبول، بحسب الإحصاءات الرسمية.

وتفيد تركيا التي يحتل جيشها أجزاء من شمال سوريا في وقت تواصل التحرّك ضد المقاتلين الأكراد، بأن نحو 110 آلاف سوري عادوا بالفعل إلى بلادهم منذ مطلع العام.

لكن الخبراء لا يتوقعون عودة السوريين بأعداد كبيرة إذ أن بعض اللاجئين أمضوا أكثر من عقد في تركيا ونحو 1,5 مليون منهم قصر تلقوا الجزء الأكبر من تعليمهم إن لم يكن كله في تركيا.

وقال عامل في مجال الإغاثة في تركيا: «إننا في خضم الشتاء ولذا لن يرغب الناس بالعودة في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة إلى منازل مدمرة وأنظمة تعليمية وصحية مدمرة»، بينما أقر بأن البعض قد يعودون، وإن كان موقتا، لمراقبة الوضع في حلب.

وأفاد المصدر ذاته الذي طلب عدم الكشف عن هويته بأن عدد الناس الذين سيعودون سيعتمد إلى حد كبير على السرعة التي ستتمكن من خلالها فصائل المعارضة من تعزيز مكاسبها الميدانية.