شهدت قاعة الوزراء، مساء اليوم الأربعاء، أمسية سينمائية مميزة خلال تقديم شريط “الكل بحب تودا” للمخرج المغربي نبيل عيوش، ضمن فقرة “العروض الاحتفالية” في مهرجان مراكش الدولي للفيلم.

العرض الذي حضره جمهور غفير من النقاد، الفنانين والمثقفين، أتاح للجميع فرصة اكتشاف أسلوب عيوش الفريد في التعامل مع المواضيع الاجتماعية والإنسانية في قالب سينمائي مبتكر.

“الكل يحب تودا” هو عمل سينمائي جديد في قالب اجتماعي إنساني يحمل توقيع مخرج عُرف بقدرته على تسليط الضوء على قضايا المجتمع المغربي بجرأة وواقعية مثيرة للجدل، وهو ما تجلى بوضوح في هذا الشريط.

وعلى الرغم من أن عرض الفيلم جاء في فقرة “العروض الاحتفالية”، إلا أن تفاعل الجمهور كان إحدى أبرز سمات هذا العرض، وكثيرون عبروا عن إعجابهم بطريقة معالجة القضايا الاجتماعية من خلال الشخصيات المرسومة بدقة، بينما أبدى آخرون إعجابهم بتقنيات الإخراج التي تُقدّم الواقعية بشكل شاعري، خاصة مع إدراج الموسيقى الشعبية المغربية تكريما للتراث.

وفي حديثه عن الفيلم، أعرب نبيل عيوش، في تصريح لهسبريس، عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مؤكدا أهمية هذه التظاهرة في تقديم السينما المغربية إلى العالم وتعزيز التبادل الثقافي.

كما أشار إلى أن “الكل يحب تودا” هو تجربة سينمائية جديدة تعكس حبه للإبداع وروحه التفاعلية مع الجمهور، معبرا عن امتنانه لفريق العمل والممثلين الذين ساهموا في إنجاح هذا المشروع.

وعلى مدار 100 دقيقة، يسلط هذا الشريط الذي يمثل المغرب في جوائز “الأوسكار” لسنة 2025، الضوء على مهنة “الشيخات” وفن “العيطة”، من خلال تركيز المخرج بعينه السينمائية على جوانب خفية ومسكوت عنها في هذا المجال، عبر حكاية مؤثرة لـ”شيخة” تقاوم مجتمعيا على أكثر من جبهة لفرض الذات وضمان القوت اليومي بعيدا عن الهامش متحدية محاولات التحرش بها واستغلالها جنسيا رغم وقوعها في المحظور، حيث تظل متشبثة بقيمها رغم “المستنقع” الذي تحوم حوله.

وتقدم “تودا”، بطلة الفيلم، فن “العيطة” الذي يشكل جزءا من التراث الشعبي المغربي عبر مجموعة من الأغاني المختلفة والمتميزة التي تعبر عن أجيال مختلفة، والتي حرص عيوش على تكريمها في شريطه.

وتشارك في هذا الشريط السينمائي المرتقب أن يحط رحاله بصالات العرض الوطنية خلال الأيام القليلة القادمة، الممثلة نسرين الراضي في دور البطولة، مع جود شامحي وجليلة التلمسي وأمين الناجي وعبد اللطيف شوقي، بالإضافة إلى عبد الرحيم المنياري ومونية لمكيمل وعبد الإله رشيد، وهو من إنتاج شركة “عليان” بشراكة مع شركات إنتاج من فرنسا وبلجيكا والدنمارك وهولندا والنرويج.