قبل شهرين ونصف على موعد إجراء الانتخابات العامة المبكرة في ألمانيا، أعرب أكثر من ثلثي مواطني البلاد عن مخاوف من حدوث تلاعب في النتائج عبر هجمات سيبرانية، وحملات تضليل مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وأظهر استطلاع أجراه معهد "سيفي" لقياس مؤشرات الرأي، بتكليف من شركة "مايكروسوفت" للبرمجيات، أن حوالي 68% من المشاركين، من مختلف الانتماءات الحزبية يرون هذا الخطر "مرتفعا" أو "مرتفعا إلى حد ما".

ومن بين أنصار حزب الخضر، ذكر 82% أنهم يخشون مثل هذا التلاعب. وجاءت المخاوف أعلى من المتوسط بين أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي والتحالف المسيحي وحزب اليسار (من 74 إلى 75%).

أما بالنسبة لأنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، فكانت نسبة المخاوف تقل قليلا عن 57%.

وشمل الاستطلاع 5 آلاف فرد يحق لهم التصويت، كما شمل 1500 مسؤول في شركات مهمة للبنية التحتية الألمانية، بالإضافة إلى 500 مسؤول في المجال السياسي والإداري للدولة.

وتوصل الاستطلاع إلى نتيجة مفادها أن تقييم الناخبين يتوافق إلى حد كبير مع تقييم الوضع من قبل صناع القرار في السياسة والإدارة، وكذلك من قبل الشركات المهمة للبنية التحتية الألمانية، حيث أعرب 70% منهم أيضا عن خشيتهم من أن تتأثر نتائج الانتخابات بهجمات سيبرانية.

ويرى المدير المختص بأمن البرمجيات في فرع شركة مايكروسوفت بألمانيا، رالف فيجاند، أنه لا ينبغي الاستهانة بهذا الموضوع، مشيرا إلى أن هناك جهات حكومية وبعض مجموعات المصالح تحاول على نطاق واسع التأثير على نتائج انتخابات ديمقراطية لصالحها من خلال حملات تضليل، وقال: "يجب علينا أيضا أن نرى بوضوح هذا الخطر بالنسبة لألمانيا".

وأشار فيجاند إلى نتائج تقرير مايكروسوفت الحديث حول الدفاع الرقمي لعام 2024، والذي قامت فيه شركة البرمجيات بتحليل أكثر من 78 تريليون عملية تقنية يوميا.

وتبين من خلال التحليل أن عملاء الحلول السحابية الخاصة بمايكروسوفت وحدهم يتعرضون للهجوم أكثر من 600 مليون مرة يوميا.

وبحسب التحليل، تضاعف عدد الهجمات باستخدام برامج الابتزاز "برامج الفدية" ثلاث مرات تقريبا مقارنة بالعام السابق. وفي هجمات برامج الفدية، يحاول المتسللون اختراق شبكات ضحاياهم، وسرقة البيانات، ثم تشفير أنظمة الضحايا بالكامل وابتزازهم لدفع فدية.