عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم «البحر الأحمر السينمائي»: منصة عالمية تُعزّز مكانة السعودية في صناعة الفنّ السابع - في المدرج
جذبت انطلاقة أعمال الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، في جدة التاريخية، التي تُعدّ أحد مواقع التراث العالمي لـ«اليونيسكو»، أنظار صنَّاع السينما العالميين والإقليميين في احتفالية ضخمة؛ فأكد فنانون عالميون أنّ الحدث الذي أصبح علامة فارقة في صناعة السينما بالمنطقة، قدَّم فرصة فريدة لإبراز مواهب جديدة وتعزيز التعاون الثقافي بين الدول.
خلال حفل الافتتاح، جسَّدت الكلمة المُلهمة لرئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، رؤية المهرجان في الإضاءة على مكانة السعودية في صناعة السينما العالمية، فقالت: «استقبل هذا المكان على مرّ آلاف السنوات التجّار والمستكشفين والحالمين بأذرع مفتوحة، وشكَّل مسرحاً خالداً تُسطَّر فيه قصص الأبطال. اليوم، تُمنح هذه القصة لنا، لتدعونا إلى كتابة أبياتنا الخاصة، والدخول إلى دائرة الضوء، ليس بوصفنا متفرّجين، وإنما بكوننا قصّاصين، ورؤيويين، وحالمين».
إلى «الأوسكار»
وأكدت جمانا الراشد الإنجازات الملموسة التي حقّقتها المؤسّسة في السنوات الأخيرة، مشيرةً إلى أنّ المهرجان أصبح منصة حيوية لدعم الأفلام والمشروعات السينمائية الواعدة من جميع أنحاء العالم. كما أضاءت على نجاح الأفلام المدعومة منه في مهرجانات سينمائية مرموقة مثل «كان» و«فينيسيا» و«تورونتو»، متوقّفةً عند جائزة «الأوسكار» التي حصدها فيلما «بنات الأربعة» و«الرجل الذي باع جلده» لكوثر بن هنية، المدعومان من المؤسّسة.
وتحت شعار «للسينما بيت جديد»، تستعرض الدورة الحالية 122 فيلماً من 85 دولة، مع تقديم 46 فيلماً عالمياً للمرة الأولى، بالإضافة إلى 15 عرضاً دولياً أول. كما ركَّزت الدورة على دعم مُخرِجات من 19 دولة وتمكينهنّ، مما يعكس التزام المهرجان بتعزيز السرد القصصي النسائي في السينما.
قالوا عن المهرجان
وعبَّر الفنانون المشاركون، من بينهم حسن عسيري، عن تقديرهم الكبير للمهرجان ودوره في تطوير المشهد السينمائي العربي والعالمي. وفي هذا السياق، قال عسيري لـ«الشرق الأوسط» إنّ «البحر الأحمر» يعكس تطوُّر السينما المحلّية، ويُبرز المواهب الإقليمية على الساحة العالمية، مما يعزّز التبادل الثقافي بين السينمائيين من مختلف البلدان. وأضاف أنه «يقدّم منصة أساسية للأفلام العربية للوصول إلى جمهور عالمي، ويُسهم في التعريف بالسينما المحلّية التي قد تكون مجهولة في عدد من الأسواق الدولية».
وفاء وعطاء
وفي حديثها مع «الشرق الأوسط»، قالت الفنانة هدى حسين: «تمسّكوا بهذا الوطن العظيم الذي يوفّر لكم كل الفرص والدعم، فهو يشهد تطوراً كبيراً في مختلف المجالات، ويستحق منا جميعاً الوفاء والعطاء»، موجِّهةً هذه الرسالة إلى الفنانين السعوديين الذين يطمحون لبدء مسيرتهم، ومشيدةً بالإنجازات الكبيرة التي تحقّقها السعودية في مختلف القطاعات.
وعن سرّ نجاح أعمالها، أوضحت أنّ الصدق والإحساس يقرّبانها من قلوب الناس، ويُكسبانها ثقتهم وتفاعلهم مع ما تقدّمه.
بصمة في السينما
أما الممثل السوري البارز عابد فهد، فعبّر في حديثه مع «الشرق الأوسط» عن امتنانه للمملكة العربية السعودية على دعمها المستمر لصناعة السينما، مشيراً إلى أنّ هذا الدعم أسهم في ولادة إنتاجات ضخمة، مما يُعَدّ إنجازاً مهماً. وأكد على أهمية استثمار طاقات الشباب، بعدما باتت السينما منصة تتيح لهم ترك بصماتهم في المشهد السينمائي العربي.
وعن تجربته الشخصية، أوضح أنّ التمثيل مهنته الوحيدة التي يتقنها، إذ يتقمّص الشخصيات بكل شغف وحبّ، وهو ما يشكّل، برأيه، سرّ النجاح.
محطّ أنظار
وأشاد الفنان التركي أنجين ألتان بالمهرجان، متوقّفاً عند التطوّر الملحوظ الذي يشهده عاماً بعد عام. وأعرب عن إعجابه بالجهود المبذولة في تنظيم هذا الحدث السينمائي الذي أصبح واحداً من أبرز المهرجانات في المنطقة، لإسهامه في تعزيز مكانة السينما العالمية والإقليمية.
وأكد أنّ «البحر الأحمر» أصبح محطة مهمّة في أجندة صنّاع السينما، إذ تتنافس أفلام من مختلف دول العالم للحصول على فرصة العرض ضمن فعالياته. وأضاف أنه يخلق منصة مميّزة للتواصل وتبادل الخبرات بين المخرجين، والمنتجين، والمواهب الصاعدة، مما يعزّز من مستوى صناعة السينما ويشجّع على الابتكار والإبداع.
حدث مُرتقب
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمهرجان «الجونة السينمائي»، عمرو منسي، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ المهرجانات السينمائية تؤدّي دوراً مهماً في تعزيز السياحة، إذ يعود النجوم العالميون المشاركون فيها إلى بلادهم مُحمَّلين بتجارب فريدة، ما يُسهم في إثراء المهرجانات بخبراتهم. ومن الناحية الصناعية، تُعدّ فرصة ذهبية للشباب المهتمّين بصناعة السينما لحضور الندوات والتفاعل مع الخبراء.
ورأى في المهرجانات سوقاً متكاملة لصُنَّاع الأفلام، لتوفيرها منصة تجمع المنتجين والمخرجين، ما يساعد على إتمام المشروعات السينمائية وتطويرها.
أما عن «البحر الأحمر السينمائي»، فأشار إلى أنّ موقعه في جدة، خصوصاً في المنطقة التاريخية، يُعدّ من أبرز مميزاته، إضافةً إلى عدد كبير من النجوم العالميين الذين يحضرونه، ما يجعله حدثاً مرتقباً من صنّاع الأفلام حول العالم.
دعم صنّاع السينما
وبيَّن الإعلامي والممثل السعودي ياسر السقاف أنّ المهرجان يمثّل منصة عالمية ليس فقط لعرض الأفلام، وإنما أيضاً لتقديم محاضرات وورش عمل وحوارات مهنية غنية. على مدار 10 أيام، يجتمع صنّاع السينما من مختلف أنحاء العالم للتفاعل مع الخبراء، مما يعزّز مهاراتهم ويوفّر لهم فرصاً للتعلُّم، مشيراً إلى أنّ هذه الفعاليات تُعدّ جزءاً أساسياً من الحدث، إذ تُسهم في تحسين صناعة السينما بالمنطقة، وتدعم التعاون الثقافي بين الدول المختلفة.
يُذكر أنّ مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» يستمرّ 10 أيام؛ من 5 إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ليقدّم مجموعة أفلام تروي قصصاً متنوّعة وتفتح آفاقاً جديدة للإبداع السينمائي، مما يُسهم في تعزيز مكانة المملكة على خريطة السينما العالمية.
0 تعليق