رواية أيام الهروب لباسل الحيني.. عن الغزو العراقى للكويت وحياة بعض المصريين وقت الحرب - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم رواية أيام الهروب لباسل الحيني.. عن الغزو العراقى للكويت وحياة بعض المصريين وقت الحرب - في المدرج

محمود عماد
نشر في: الجمعة 6 ديسمبر 2024 - 7:08 م | آخر تحديث: الجمعة 6 ديسمبر 2024 - 7:08 م

الغزو العراقى للكويت عام 1990، أو حرب الخليج الثانية، واحدة من الأحداث التى زلزلت المنطقة العربية بل العالم أجمع، وأصبح ما بعدها ليس كما قبلها، وزعزع التوافق العربى، بأن تغزو دولة عربية وهى العراق دولة شقيقة لها، وهى دولة الكويت، والتناول لحرب الخليج الثانية، أو الغزو العراقى للكويت يظل غير مكتمل بصورة أو بأخرى، رغم أنه حدث معاصر عاشه وعاصره الكثيرون ممن هم على قيد الحياة وفى أعمار ما زالت صغيرة نسبيا، ولكن يبقى التناول الدرامى لذلك الحدث الجلل سطحيا ومقتصرا على الأمور الرسمية التى يعرفها الجميع، وهنا يأتى دور الأدب ودور الفن الروائى من أجل معالجة حدث سياسى وعسكرى كغزو العراق للكويت، ليحوله إلى حدث إنسانى من المقام الأول، وهذه هى نقطة الانطلاق التى ينطلق منها الكاتب باسل الحينى فى روايته الأولى «أيام الهروب.. الكويت - القاهرة 1990»، والصادرة حديثا عن دار الرواق للنشر والتوزيع، والتى ليست فقط تتناول حرب الخليج الثانية من وجهة النظر الإنسانية للأفراد داخل المجتمع الكويتى، ولكنها تركز أكثر على ما حدث للعاملين من جنسيات أخرى فى الكويت، وأهمهم هم المصريون، وكأن الرواية تسلط الضوء على المصريين فى الكويت وتفاعلهم مع الغزو.
إن الكويت هى دولة لم يشهد تاريخها أى عنف، شعبها ينعم بالأمان، ولديها وافدون كثيرون يعيشون فى استقرار وخاصة المصريين، وفجأة، بين عشية وضحاها، تغزو العراق الكويت، فكأنما إعصار أو زلزال أطاح بكل مظاهر الأمان ودمر الاستقرار، وأضحت الكويت بعدها، ومع انقطاع الاتصالات مع العالم الخارجى، سجنًا كبيرًا، لا مخرج منه إلا بالهروب عبر صحراء تحمل طياتها المجهول الحافل بكل ما يخيف.
ومن خلال يوميات الانقلاب الذى اعترى حياة أسر مصرية وكويتية وعربية، تُبحر بنا الرواية الزاخرة بالأحداث التى تجرى تحت نير الاحتلال فى الكويت، وتتنقل بين عواصم عربية وأجنبية متابعة زعماء الدول فى سباق محموم مع الزمن، ثم فى مغامرات الهروب لمجموعة فريدة من البشر يسعون للنجاة بحياتهم وسط أجواء عصيبة ومثيرة.
الرواية تتناول المجتمع الكويتى فى بداية تسعينيات القرن العشرين عام 1990، وذلك بالطبع هو تاريخ بداية الغزو العراقى للكويت، واشتعال ما تعرف حرب الخليج الثانية، كما ذكرنا فى البداية.
الرواية تحاول تسليط الضوء على تأثير ذلك الغزو وتلك الحرب على الأجانب المقيمين فى الكويت فى ذلك الوقت، وبالطبع هم العاملون بالكويت، وخاصة المصريين الذين كانوا متواجدين بأعداد كبيرة فى الكويت فى ذلك الوقت، وكانوا يشكلون جزءا كبيرا من العمالة المختلفة فى الكويت.
يحاول الكاتب باسل الحينى فى روايته الأولى نسج خيوط شخصياته ليعطى نماذج مصرية مختلفة بأشغالهم المختلفة، ويقسم الرواية لثلاثة كتب، الكتاب الأول تحت عنوان «الكويت»، وهو الكتاب الأكبر الذى يضم تفاصيل الشخصيات المختلفة مثل كريم، طارق، مدحت، وغيرهم، ويتناول الغزو العراقى للكويت وأثاره على هؤلاء المقيمين فى الكويت، بل والمجتمع الكويتى بشكل عام، ويحاول تسليط الضوء على تفاصيل الغزو من الجانب العراقى، ويعنون فيه الفصول بعناوين مثل «الزلزال»، «الزلزال الثانى»، «توابع الزلزال»، وغيرها، كما توجد الكثير من التواريخ عن تلك الفترة للأيام العصيبة التى مرت على الكويت.
هنالك أيضا الكتاب الثانى، وهو تحت عنوان «الخروج»، وهو الجزء الذى يصف فيه الكاتب خروج هؤلاء المصريين من جحيم الحرب فى الكويت فى محاولتهم العودة إلى وطنهم مصر، ورحلتهم العسيرة فى الصحراء من الكويت، للعراق، للأردن، وأخيرا مصر، أما الكتاب الثالث فهو بعنوان «بعد العودة»، وهو يتناول ما حدث لهؤلاء المصريين بعد العودة أخيرا لأرض الوطن، الرواية من الممكن أن نعتبرها توثيق لذلك الغزو العراقى للكويت ولبداية اشتعال حرب الخليج الثانية، ولما حدث للمقيمين والعاملين بالكويت، وتأثير ذلك الغزو عليهم وعلى حياتهم، وكل ذلك بلغة بسيطة استخدم فيها الكاتب السرد بالفصحى، والحوار بالعامية لتناسب أجواء الرواية.
باسل الحينى هو مصرفى وخبير مال واستثمار مصرى مرموق ومن أهم المصرفيين العرب، ذوى الخبرة المحلية والإقليمية العريضة شملت محطات حياته العديد من المناصب القيادية فى مؤسسات مصرية وإقليمية ودولية فى مصر ودول الخليج، منها الشركة العربية للاستثمارات البترولية، وبنك أى بى إن أمرو، وبنك مصر الذى كان مديرا عاما به، ثم عضوا منتدبا لبنك القاهرة، ثم رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر القابضة للتأمين، كما شغل منصب مستشار وزير المالية، وهو حاليا رئيس مجلس إدارة بنك التعمير والإسكان. حاصل على بكالوريوس الاقتصاد من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وعلى ماجستير الاقتصاد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتعتبر «أيام الهروب» هى روايته الأولى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق