تتسابق التطورات العسكرية على الأرض في سوريا، مع الجهود الدبلوماسية للدول الراعية لعملية «أستانا» (تركيا وروسيا وإيران) حيث من المقرر أن يلتقي وزراء خارجية هذه الدول في العاصمة القطرية الدوحة اليوم السبت، لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا وذلك على هامش منتدى الدوحة.

ومع التقدم السريع نحو العاصمة دمشق الذي أحرزته فصائل المعارضة السورية، حذّر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني من نشوب حرب أهلية في سوريا تهدد وحدة البلاد في حال لم يتم التوصل لحل سياسي.

وقال في مداخلة خلال منتدى الدوحة إن الرئيس السوري بشار الأسد «لم ينتهز فرصة الهدوء خلال السنوات الماضية ليبدأ تصحيح علاقته بشعبه».

وكانت فصائل المعارضة السورية المسلحة شنّت الأربعاء الماضي هجوماً كاسحاً نجحت خلاله في السيطرة على حلب، ثاني أكبر مدينة سورية تلتها السيطرة على مدينة حماة، والتقدم نحو حمص، مع أنباء عن السيطرة على درعا وتدمر والقنيطرة ومناطق أخرى هذا اليوم.

واستبق وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران اجتماعهم المرتقب بلقاءات ثنائية أكدوا خلالها على مواقف بلدانهم من الأوضاع في سوريا.

كما بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع نظيره التركي هاكان فيدان تطورات الأوضاع في سوريا.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن الجانبين أكدا خلال الاتصال على ضرورة التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية.

وشدد بلينكن على أهمية حماية المدنيين في شتى أنحاء سوريا.

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي على ضرورة تجنيب المدنيين أي تبعات لهذا الصراع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن تركيا تقدم الدعم اللازم في هذا الصدد.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد آل ثاني اليوم السبت إن الوضع في سوريا يتطور وقد يشتد خطورة.

وأضاف، خلال افتتاح النسخة 22 من منتدى الدوحة اليوم: «لم يتم انتهاز فرصة الهدوء لكي يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد تصحيح علاقته بشعبه»، محذراً من حرب أهلية.

وقال: «ينبغي إرساء الإطار المطلوب كي نتوصل إلى حل مستدام في سوريا»، لافتاً إلى أن الوضع في سوريا كان متوقعاً بسبب الصراع في غزة.

وتابع قائلاً: «لم نلاحظ أي تحرك جدي من بشار الأسد بشأن تصحيح العلاقة مع الشعب السوري»، موضحاً أن «هناك قلقاً من أن تهدد الحرب الأهلية وحدة سوريا إذا لم يتم التوصل لحل سياسي».

وكان الوزير القطري قد بحث مع نظرائه من تركيا والأردن وإيران آخر التطورات في سوريا، ومستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأوضحت وزارة الخارجية القطرية أن رئيس الوزراء وزير الخارجية أجرى اتصالين هاتفيين مع وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان، والإيراني عباس عراقجي، كما تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأردني أيمن الصفدي.

وجدد وزير الخارجية القطري خلال اتصاله مع وزيري خارجية تركيا وإيران موقف بلاده «الواضح بدعوة جميع الأطراف للحوار والتفاهم لإنهاء الأزمة السورية وفق قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة بلاده وسيادتها واستقلالها».

ويتعلق القرار رقم 2254 الذي صوّت عليه مجلس الأمن الدولي في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2015 ببدء مباحثات السلام والتوصل إلى حل سياسي للوضع بسوريا.