من المعتقد أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد فر من البلاد التي تحكمها عائلته منذ أكثر من 50 عاما في الوقت الذي قال فيه المتمردون إنهم سيطروا على العاصمة بعد تقدم خاطف اكتمل في أقل من أسبوعين، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.
وقال ضابطان سوريان كبيران لرويترز إن الأسد فر من دمشق إلى جهة غير معلومة. ورفض الدبلوماسي الإماراتي البارز أنور قرقاش القول ما إذا كان الأسد توجه إلى الإمارات العربية المتحدة.
وعلق الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في تصريحات للصحفيين خلال مؤتمر بالبحرين "عندما يسأل الناس إلى أين سيذهب بشار الأسد، أقول، كما تعلمون، عندما تنظرون إلى هذا الأمر، تجدون أنه في نهاية المطاف مجرد هامش غير مهم في كتب التاريخ".
وغاب بشار عن الأنظار في الوقت الذي قاد فيه المتمردون الإسلاميون المسلحون هجوما كاسحا بدأ في جيب صغير في شمال غرب سوريا، وبدا أنه أطاح بحكم الأسد في غضون 11 يوما.
وفي أول إعلان لهم على التلفزيون الرسمي بعد الهجوم الذي فاجأ العالم، قال المتمردون إنهم أنهوا حكم الأسد الاستبدادي المستمر منذ 24 عاما وظهرت مجموعة من الأشخاص في استوديو الأخبار في التلفزيون السوري الرسمي، يقرأ أحدهم بيانًا من "غرفة عمليات فتح دمشق" يعلن "تحرير مدينة دمشق وسقوط الطاغية بشار الأسد والإفراج عن كل المعتقلين ظلمًا من سجون النظام"، ويدعو المقاتلين والمواطنين إلى الحفاظ على "أملاك الدولة السورية الحرة".
وقال ضابط سوري مطلع لرويترز إن قيادة الجيش السوري أبلغت ضباطها يوم الأحد بأن نظام الأسد انتهى. وقال المتمردون إنهم حرروا سجناء من سجن صيدنايا سيئ السمعة في دمشق، بينما أظهر مقطع فيديو من دمشق رجلا يتسلق لافتة مستشفى لتمزيق صورة لوجه الأسد. وفي الساحة المركزية بالعاصمة، صعد الناس على الدبابات وهتفوا وهم يدوسون على تمثال مقلوب لوالد الأسد حافظ الأسد، حسبما أظهرت صور وكالة فرانس برس.
وفي ثاني أكبر مدينة في سوريا، حلب، التي سيطرت عليها قوات المتمردين قبل أسبوع واحد فقط، تخلل البث الإذاعي الاحتفالي من مكبرات الصوت في المساجد صوت الزغاريد والهتافات التي تتعالى عبر أسطح المنازل.
حكمت عائلة الأسد سوريا منذ عام 1971 عندما استولى حافظ الأسد على السلطة في انقلاب عسكري، قبل أن يرث ابنه بشار الرئاسة في عام 2000. وقد فرضت سيطرتها على البلاد من خلال دولة أمنية واسعة النطاق، وسحقت المعارضة من خلال شبكة واسعة من مراكز الاحتجاز والمراقبة الحكومية.
وسمح التدخل الروسي والإيراني للأسد بالبقاء على قيد الحياة بعد ما يقرب من 14 عامًا من الاضطرابات والصراعات الأهلية، مما جعله مسؤولًا عن دولة ممزقة. بدا حكمه لسوريا أمرًا لا مفر منه، حتى بدأ تقدم المتمردين بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام في الاستيلاء على السيطرة على المدن الرئيسية على طول الطريق السريع المؤدي إلى دمشق.
ومع اقتراب التمرد على طول الطريق السريع المؤدي إلى العاصمة، سيطرت جماعات المتمردين في مختلف أنحاء جنوب سوريا على قطاع من البلدات الواقعة جنوب دمشق. واقتربت جماعات المعارضة المسلحة من العاصمة من ثلاثة اتجاهات، بينما تراجع ضباط الجيش السوري أو فروا. وأظهر مقطع فيديو من دمشق جنودًا يغيرون ملابسهم بسرعة إلى ملابس مدنية في شوارع العاصمة قبل أن يتفرقوا.
وبينما لا يزال موقع الرئيس السوري بشار الأسد غير معروف، تحدثت تكهنات عن وجهته الجديدة بعد مغادرته سوريا في وقت مبكر من صباح الأحد.
وأشارت بيانات موقع فلايت رادار إلى أن إحدى طائرات الخطوط الجوية السورية يعتقد أن الأسد كان على متنها، أقلعت من مطار دمشق، في الوقت الذي سيطرت خلاله فصائل المعارضة على دمشق، وحلقت الطائرة في بادئ الأمر باتجاه الغرب إلى الساحل السوري، لكنها استدارت فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي عن الخريطة.
وكان ضابطان كبيران في الجيش السوري، أكدا لـ"رويترز" أن الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة. وأكد رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي أن مكان تواجد الأسد ووزير دفاعه "غير معروف منذ ليل السبت".
وأشارت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر إسرائيلية، إلى أنه "ليس من المؤكد مغادرة الأسد الأراضي السورية".
بينما قالت صحيفة "إسرائيل هيوم"، إن التقديرات تشير إلى أن الأسد "تحت الحماية الروسية في سوريا أو روسيا".
ولفت موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي نقلا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية، إن الأسد غادر دمشق منتصف الليل نحو إحدى القواعد الروسية في سوريا.
وأضاف "أكسيوس"، أن الأسد ـ على الارجح ـ توجه إلى قاعدة حميميم بنية السفر إلى موسكو، ولا مؤشرات على أنه غادر سوريا، ورجحت شبكة "سي إن إن" هذا الاحتمال.
0 تعليق