تفاصيل جديدة عن طريق الطوب الأصفر في أعماق المحيط

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
google news

 يكمن مشهد غريب أثار دهشة العلماء وفضولهم؛ في أعماق بحر الشمال، بجزر هاواي، فهناك طريق مرصوف بأحجار صفراء تشبه الطوب، وكأنه مسار إلى عالم مجهول، تم اكتشاف هذا "الطريق الأصفر" بواسطة سفينة الأبحاث «نوتيلوس» أثناء استكشافها لسلسلة جبال ليليوكاواني داخل محمية باباهاناوموكوا كيا الوطنية البحرية، واحدة من أكبر المحميات البحرية في العالم. 

وعلى عمق يزيد عن 3000 متر، بدا قاع البحر جافًا ومقسمًا إلى قطع متجانسة بفعل ثورات بركانية قديمة، وهذا الاكتشاف الغريب منح العلماء نافذة جديدة لفهم جيولوجيا الأرض، وجذب اهتمامًا عالميًا حول أسرار المحيطات العميقة.

فما زال "الطريق المرصوف بالطوب الأصفر" الغامض في أعماق بحر الشمال بجزر هاواي يشدّ اهتمام العلماء، رغم مرور فترة على اكتشافه، فقد تعرفت سفينة الأبحاث «نوتيلوس» على هذا المشهد أثناء مسحها لسلسلة جبال ليليوكاواني داخل منطقة نصب باباهاناوموكوا كيا الوطني البحري، أحد أكبر المحميات البحرية عالميًا، وفقًا لما أورد موقع «ساينس ألرت».

ويُعتبر نصب باباهاناوموكوا كيا الوطني البحري محمية ضخمة تزيد مساحتها عن جميع المنتزهات الوطنية في الولايات المتحدة مجتمعة، ومع ذلك لم يتم استكشاف سوى 3% من قاعه البحري الممتد في أعماق المحيط، ويواصل الباحثون في مؤسسة "Ocean Exploration Trust" توسيع أفق الاكتشافات العلمية في هذه المنطقة، الواقعة على عمق يزيد عن 3000 متر، مانحين الجمهور فرصة مشاهدة الاكتشافات البحرية مباشرة.

وقد وثّق العلماء لحظة رصدهم لهذا الطريق الأصفر الغريب أثناء تشغيلهم لمركبة الاستكشاف العميقة، ويظهر في مقطع فيديو أحد الباحثين وهو يصف المشهد قائلًا: "هذا غريب.. إنه الطريق الأصفر"، بينما تساءل زميله بدهشة: "هل تمزح؟ هذا جنون!".

المثير في الأمر، أن قاع البحيرة المكتشف على قمة جبل "نوتكا" يبدو جافًا بشكل غير متوقع، حيث أشار الباحثون إلى أن الأرض تحت الماء تذكّر بقشرة خبز مقرمشة، وتظهر صخور القاع وكأنها مرصوفة بدقة على هيئة قطع طوب، وهو ما أرجعه الفريق إلى تأثيرات الضغط الناتج عن التسخين والتبريد المتكرر بفعل ثورات بركانية متعددة عند حافة هذا الجبل البحري، ووفقًا لتحليل العلماء، فإن الشقوق المستقيمة بزاوية 90 درجة تُعد نتيجة طبيعية لهذا النشاط البركاني، حيث تكسّرت الصخور البركانية بشكل منتظم، مُحدثة بذلك منظرًا يُشبه الطريق المرصوف.

ويشعر فريق البحث بالتفاؤل بهذا الاكتشاف الفريد، إذ يرون فيه دليلًا على التقدم في فهم جيولوجيا أعماق المحيط، ما يُساهم في إثراء معرفتهم بتاريخ الأرض الجيولوجي، ويصف العلماء هذه الظاهرة بأنها أشبه بمسار يؤدي إلى عوالم جديدة، مما يعكس عمق الروابط بين المشهد الغامض في أعماق البحر والواقع العلمي الذي يسعون لاستكشافه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق