الحب عربة مهترئة.. رحلة في أعماق الذات بين الحب والخوف والمصير - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم الحب عربة مهترئة.. رحلة في أعماق الذات بين الحب والخوف والمصير - في المدرج

أسماء سعد ومحمود عماد
نشر في: الجمعة 8 نوفمبر 2024 - 5:54 م | آخر تحديث: الجمعة 8 نوفمبر 2024 - 5:54 م

تدور رواية «الحب عربة مهترئة» للكاتب أحمد طيباوى حول تجربة عميقة لرجل قضى فترة من الزمن طريح الفراش فى أحد مستشفيات العلاج، حيث يمضى وقته غارقًا فى استرجاع تفاصيل حياته ومحاسبة نفسه على علاقاته مع من مرّوا فى مسيرته. هى ليست مجرد لحظات استذكار عابرة، بل أشبه بمحاكمة شاملة لكل الأشخاص والمواقف التى أثرت على وجوده.

وعبر استرجاع الذكريات، تبرز أمامه علاقته المعقدة بوالده، الذى شكّل له دائمًا مصدرًا للتوتر والصدام، وزوجته التى اختارت أن تتركه فى لحظة فارقة، مما زاد من شعوره بالعزلة والانكسار. كذلك يستحضر حبه العميق للفتاة الوحيدة التى استطاعت أن تلامس قلبه بصدق، متأملًا فرصته فى العودة إليها، بينما يفكر فى صداقته الوحيدة مع رفيقه، تلك العلاقة التى كان لها وقع خاص فى حياته.

الرواية، الصادرة عن دار الشروق، لا تتوقف عند حدود الماضي، بل يسترسل البطل فى تخيل سيناريوهات متباينة لمستقبله بعد الشفاء، حيث يرسم صورًا جديدة لما قد تكون عليه حياته وحياة الشخصيات التى ارتبط بها. هى محاولات لإعادة تشكيل مصيره، والتحكم بمصائر من حوله، فى إطار لحظة شديدة الهشاشة، مفعمة بالتأمل والخوف من المجهول.

ويمكن اعتبار «الحب عربة مهترئة» رواية تعكس بشكل صادق حالة جيل كامل يعيش ضمن خيارات محدودة، جيل تُفرض عليه مسارات لا يستطيع الفكاك منها، يمضى فى حياته وفق الاختيارات الوحيدة المتاحة له، محاصرًا بين طموحات لا تتحقق وواقع يقيّده بتفاصيله اليومية المتكررة.

الرواية هنا ليست مجرد قصة، بل هى شهادة على جيلٍ محبط وجد نفسه فى دائرة حتمية من القيود، يحاول أن يتصالح معها، رغم كل ما تحمله من تحديات وصعوبات.

يتأكد القارئ فى رواية «الحب عربة مهترئة»، يقدم الروائى الجزائرى أحمد طيباوى عملاً أدبيًا يسعى فيه لتفكيك مفهوم الحتمية، ويطرح تساؤلاً عميقاً حول ما إذا كانت هذه الحتمية حقيقية أم مجرد قيود صنعناها بأنفسنا، نغرق فى داخلها بوهم العجز وعدم القدرة على التغيير.

بطل الرواية يجد نفسه فى حالة صحية حرجة، يدفعه ذلك إلى استرجاع حياته الماضية بعينٍ يملؤها الأسى والحنين.

يستعرض علاقاته وأحداث حياته السابقة، ويقف عند تفاصيل اختياراته التى شكلت ماضيه، لكنه ينظر إلى المستقبل كفرصة جديدة؛ فلا يرى بالضرورة أن القادم يجب أن يكون امتدادًا لماضيه، ولا أن عليه السير على ذات الدرب الذى مشى فيه سابقا.

يعود بالتفكير إلى الأشخاص من أقرباء وزملاء عمل، يستعرض المواقف والتجارب التى مر بها، ويعيد النظر فيها، محاولاً أن يرسم لنفسه سيناريوهات جديدة تتيح له خيارات متنوعة لما قد تكون عليه حياته بعد التعافى.

هذه الرواية تعد بمثابة دعوة لإعادة تقييم الذات والتأمل فى الآخرين من حولنا، والوقوف عند تلك اللحظات التى اتخذنا فيها قراراتنا متذرعين بغياب الخيارات، ومقتنعين بفكرة الحتمية المصطنعة التى تلغى عنا مسئولية التعمق فى التفكير وتجنبنا خوض تجارب الحياة بكل جوانبها.

وتبرز هنا قوة الخوف الذى يكبلنا، والحب الذى يمنح لحياتنا بريقًا ومعنى، وكأن الكاتب يسعى لتأكيد أن كل تلك المشاعر، برغم صعوبتها وتعقيداتها، هى التى تجعل للوجود جمالاً وقيمة حقيقية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق