المتجرد من ثيابه في بورصة طوسون.. حكاية أول دار سينما بالإسكندرية (صور) - في المدرج

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم المتجرد من ثيابه في بورصة طوسون.. حكاية أول دار سينما بالإسكندرية (صور) - في المدرج

09:48 م الأحد 08 ديسمبر 2024

الإسكندرية – محمد عامر:

في 5 نوفمبر من العام 1896، توافد المصريون والجاليات الأجنبية، طليان ويونانيين وأرمن وآخرون، على كافيه "زافاني" بمبنى بورصة طوسون باشا في الإسكندرية، الكل ينتظر رؤية الاختراع الجديد الذي تتحدث عنه باريس وهو "السينماتوجراف".

ومع إطفاء الأنوار في القاعة، وبدء تشغيل الآلة التي اخترعها الأخوان الفرنسيان "أوجست ولوي لوميير"، علت الدهشة والذهول وجوه الحاضرين من صفوة المجتمع السكندري، الجميع يرطنون بلغة بلدهم الأصلية، ويتساءلون: كيف تتحرك الصور؟.

عاصمة الفن

كانت الإسكندرية هي المحطة العالمية الثانية التي تعرض فيها دار لوميير الفرنسية الأفلام بعد فرنسا، ربما لمكانتها الثقافية والاقتصادية العالمية وقتها، فاستحقت أن تكون عاصمة للفن وصاحبة السبق في أن تستضيف أول دور عرض سينمائي في مصر.

ويشغل مركز الحرية للإبداع، التابع لوزارة الثقافة، منذ عام 2001، مبنى بورصة طوسون، ذو الطراز الإيطالي، والأثاث الفرنسي، الذي أنشئ على أنقاض "كلوب محمد علي" في نهاية شارع رشيد "فؤاد الأول" أو طريق الحرية حاليًا وسط الإسكندرية.

المتجرد من ثيابه

وتشير الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" إلى العروض السينمائية التي عُرضت وقتها في بورصة طوسون باشا مثل "المصارعون" و"المتجرد من ثيابه" و"أهالى مدغشقر" و"غابة بولونيا".

4 قروش، كانت سعر تذكرة السينما- مبلغ كبير في ذلك الوقت- ما استدعى تخفيضه إلى قرشين فقط، للاستمتاع بعرض الأفلام بدءًا من الساعة الخامسة عصرًا وحتى 11 مساءًا، إذ كان يعرض فيلم كل 30 دقيقة- بحسب إدارة السياحة والمصايف.

هوليود الشرق

ويقول الأديب والروائي السكندري مصطفى نصر، إن أول عرض سينمائي في العالم كان في أمسية 28 ديسمبر 1895في الجراند كافيه بباريس لفيلم وصول القطار لمحطة سيوتا للأخوة لوميير.

وأشار إلى أن الإسكندرية كانت هي مدينة السينما وهوليود الشرق التي بدأ بها أول عرض سينمائي في مصر بإحدى صالات بورصة طوسون باشا في 5 نوفمبر 1896، قائلًا:"دخول السينما إلى مصر كان عن طريق الإسكندرية، ولم يتأخر كثيرا عن بدء ظهورها في العالم".

تياتيرو الهمبرا

وبحلول أواخر العام 1896 توقفت عروض السينما ببورصة طوسون باشا، ليجري افتتاح سينماتوغراف ليميير، في موقعها الفسيح الجديد بالإسكندرية، وتحديدًا بين بورصة طوسون و"تياتيرو الهمبرا" الذي جهزه صاحب حق الإمتياز مسيو ديللو سترولوجو.

ودارت الآلة الرائعة من جديد، واستهلت عروضها في يومها الأول، وتحديدًا في 30 يناير 1897 بـ 10 أفلام من بينها " مساقط مياه الراين في شافوز، نزاع الأطفال، شارع السوق في بوسطن، مجموعة لاعب الورق، هجوم فرقة المدرعات الفرنسية، موكب البر والخير فى ستوتجارت، التنين يعبر نهر السون".

الحريم الأوروبيات

ولجذب أكبر عدد من الجمهور خصصت السينما حفلات للسيدات فقط من المصريات والأوربيات، حيث نشرت إعلانًا كتبت فيه: "نقدم غدًا من الساعة 3 إلى الساعة 5 مساء عرضًا عظيمًا محجوزًا لسيدات الحريم الأوروبيات فقط تحت الرعاية السامية لصاحب السعادة إسماعيل باشا صبري محافظ المدينة".

مصر في السينماتوغراف

وفي 8 مارس 1897، نشرت جريدة "لاريفورم" الناطقة بالفرنسية، والتي كانت تصدر في الإسكندرية، خبرًا عنوانه " مصر في السينماتوغراف" جاء فيه: "يصل غدا بالباخرة الفرنسية مسيو بروميو، المصور الأول لدار ليميير في ليون ..ويحضر مسيو بروميس من أجل تصوير مناظر مصرية سيتم عرضها بعد ذلك في السينماتوغراف".

صور "مسيو بروميو" على أرض الإسكندرية فيلمين سينمائيين لصالح دار لوميير الفرنسية، حملا رقم 11 و12 عالميًا بعد 10 أفلام أخرى جرى تصويرها في فرنسا- بحسب إدارة السياحة والمصايف.

ووفقًا لجريدة "لاريفورم"، كانت مدة الفيلمين الذين جرى تصويرهما في الإسكندرية لا تتعدى بضع دقائق، عن ميدان القناصل "المنشية حاليًا" ومناظر في محطة شوتس لوصول القطار من سان ستيفانو ورحيله إلى الإسكندرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق