في أروقة محكمة الأسرة، وقف خالد صاحب الـ48 عامًا وحيدًا، تتلاطم بداخله أمواج من الحزن والخذلان ويحمل على أكتافه ثقل السنين التي مضت، عيناه تحملان نظرة شاردة، لا تدري إن كانت تبحث عن إجابة أم عن ذكرى تطمئن قلبه المنهك، في يده أوراق الطلاق، وفي قلبه حكاية حب استمرت 15 عامًا، انتهت بقرار زوجته الذي جاء كصفعة صامتة على وجه العشرة الطويلة، يحاول استيعاب كيف انتهى كل شيء بهذه القسوة، وكيف تحوّل الحب الذي كان يومًا ملاذه إلى ساحة معركة يطالب فيها بحقوقه المنسية، على حد قوله فما القصة؟
الزوجة تهدم حب 15 سنة
بينما وقف خالد في المحكمة يحاول أن يجد سبب دعوى الطلاق، بدأت الذكريات تنهال عليه كالمطر، تعيده إلى أيام لم يكن يتخيل أنها ستصبح مجرد أطلال، تذكر اليوم الأول الذي التقى فيه بزوجته؛ كانت فتاة بسيطة، عفويتها جذبت قلبه منذ اللحظة الأولى، وأحبها حبًا خالصًا وتقدم لخطبتها بعد أشهر قليلة، وفقًا لحديثه مع "الوطن" معتقدًا أن هذا الحب هو الحصن الذي سيحميهما من تقلبات الحياة، عاشا معًا 15 عامًا، كانت مليئة بتفاصيل بسيطة صنعت عالمهما الخاص، ولم تكن حياتهما مثالية، لكنها كانت تشبه الحلم بالنسبة لهما، حلمًا يتخلله صوت ضحكات أبنائهما الـ3، الذين كانوا ثمرة لهذا الحب.
كانت حياتهم مستقرة خالية من المشاكل الكبيرة، حتى أن الناس كانوا ينظرون إليهم بحسد خفي، يتحدثون عن حبهم وكأنهما يعيشان قصة من قصص الأفلام ولكن مع مرور السنوات، تسللت الرتابة والروتين إلى حياتهما دون أن يدركا، بين العمل وتربية الأطفال ومسؤوليات الحياة اليومية، ولم يكن يشعر أن شيئًا تغير، فقد ظن أن ما بينهما أقوى من أن يهتز، لكنها ترى الأمور من زاوية أخرى، وفقًا لتعبيره.
"بدأت الخناقات بيننا تكون بسبب ومن غير سبب، حتى الولاد بقيوا ملاحظين التغيير اللي بينا وكترة الخناقات، وكنت دايمًا بقول بسبب الولاد والبيت الضغط، ومع الوقت بدأت ألاحظ أنها عايشة حياة مش بتاعتنا وبقيت وحدة تانية"، استكمل خالد حديثه وهو يحاول أن يجمع شتات كلماته، قائلًا "ماكنتش فاهم إيه اللي حصل فجأة، من كام سنة بدأت تبعد، مش زي الأول.. بقت دايمًا عصبية وأسألها لو في حاجة مضايقاها، وأقول يمكن إحنا اتغيرنا مع المسؤوليات ومع الشغل ومع تربية العيال، لكن ما تخيلتش أبدًا إنها عايزة تسيب كل حاجة وتهرب".
دعوى طلاق وطلب 5 ملايين جنية في محكمة الأسرة
منذ عامين زاد الأمر سوءًا فقررت أن تخرج عن صمتها، وقال خالد خلال حديثه: "قالت لي إنها تعبت، وإنها عايزة تعيش حياتها، حياتها بعيد عن مسؤوليات البيت والعيال.. كانت شايفة إن كل حاجة بقت حمل تقيل عليها، وكل اللي كنت بقوله إننا نقدر نبدأ من جديد، نرجع زي الأول بس هي ما كانتش عايزة تسمع، كنت شايف تمرد في عينيها وكأنها بتلومني على حاجة أنا مش عارفها، أنا اتحملت كتير عشان البيت والأولاد، وكنت فاكر إننا بنعمل ده مع بعض، بس اكتشفت إنها كانت بتشوفني عقبة بدل ما تشوفني شريك".
طلبت الزوجة من خالد الطلاق أكثر من مرة لكنه رفض، فبدا وجهها الحقيقي يظهر على حد حديثه، وأننها طالبته بأن يكتب لها منزل الزوجية باسمها ويتركه لها مقابل أن تعيش مع الأولاد وغير ذلك سوف تتركهم له ولم تراع مشاعر أحدًا منهم، لكنه رفض.
تفاجأ أنها أقامت ضده دعوى طلاق للضرر في محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة حملت رقم 625 وتركته له الأولاد، وزورت كل شيء، حتى تستولى على كل شي مادي ومعنوي، فقرر أن يلاحقها بدعوى طالبها من خلالها بـ5 ملايين جنيه هو قيمة مؤخر الصداق والذهب الذي باعته على حد قوله.
0 تعليق