مع اقتراب عيد الميلاد المجيد، سلطت صحيفة "كرستيانتي توداي" في تقرير لها الضوء على فضل مصر.
وأكدت الصحيفة، أن رحلة العائلة المقدسة ليست مجرد قصة تثير الفضول حول التاريخ، ولكنها تشير إلى الأرض المباركة وتشير كذلك إلى اتساع وجمال قيمة الفداء والتضحية لله، فهي قصة الرسول وأحد أولي العزم في عالم قاس، ورحلة صعبة من الناصرة إلى بيت لحم، وقصة رعاية الله للعائلة االمقدسة وزيارات الملائكة؛ والهجرة والفرار من البطش إلى أرض آمنة لإنقاذ الحياة، وهي قصة بالكاد تسمح لقائها بالتقاط أنفاسه.
وفي خضم هذا الخطر تشاء إرادة الله أن تحدث تغيير مفاجئ من الخوف إلى الأمن، وكانت الهجرة والابتعاد عن بطش وطغيان الملك هيرودس من الدروس المهمة، بعد أن علم هيرودس الكبير بالولادة الوشيكة لغلام لديه رسالة سماوية سيهدد عرشه، ثار غضبه عندما سمع تلك النبوءة، وأمر بقتل كل الأطفال الذكور في المنطقة ثم أضافت الأمهات الباكيات أصواتهن إلى أغاني الملائكة، وهربت العائلة المقدسة جنوبًا بعد أن حذرها ملاك من هذه الكارثة الوشيكة وظلوا في مصر حتى بعد وفاة هالملك الروماني هيرودس، ومن قبل زمن المسيح، أرسل موسى إلى المصريين، وفي أرضها المباركة تلقى من الله الشريعة.
لم تكن مصر في العهد القديم مكانًا للراحة، حتى وإن كان كراثها وبصلها لذيذًا وطعامها لذيذًا كما يقول الكتاب المقدس، ومع ذلك، وكانت المفارقة هي أن يخرج موسى من مصر لتجنب خطر فرعون المحدق، ولكن للتدليل على طلاقة القدرة الإلهية، في تطور مدهش وجدير بالتأمي، تصبح الأرض التي خرج منها موسى ملاذًا للمسيح.
من المؤكد أن مصر كانت مكان اللجوء لعائلة النبي يعقوب، وكان ابنه يوسف وزيرًا فيها، وكانت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بمثابة بداية لتغيير في علاقة مصر بالسماء، وفي القرون القليلة الأولى بعد المسيح، أصبحت مصر واحدة من أهم مراكز المسيحية المبكرة.
تقول الأسطورة إن القديس مرقس جاء إلى الإسكندرية، مصر، في وقت مبكر من عام 41 م، ليفتتح الكنيسة هناك. وفي العقود التي تلت ذلك، كانت الإسكندرية مركزًا للنقاش حول المسيح، وهو الحوار الذي أدى إلى أول مجمع كبير للكنيسة في نيقية عام 325 م.
وكانت مصر أيضًا مركزًا للرهبنة المسيحية المبكرة في الصحراء وساعدت أبرشية مصر المبكرة في دعم المسيحية في جميع أنحاء شمال إفريقيا، وكانت موطنًا لأثناسيوس وأوريجانوس وأنطوني وكيرلس - جبابرة المسيحية المبكرة.
واليوم، تظل مصر موطنًا لأحد أقدم التقاليد المسيحية، الكنيسة القبطية.
0 تعليق