يتساءل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن أسباب صمت أبو محمد الجولاني زعيم المعارضة السورية على التوغل الإسرائيلي في سوريا، بعدما توغلت قوات الاحتلال لنحو 20 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة دمشق.
التوغل الإسرائيلي وصمت الجولاني
ومن جانبه، أفاد مصدر أمني سوري، أن قوات الاحتلال وصلت إلى منطقة قطنا، والتي تقع على مسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.
وفي السياق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجيش الإسرائيلي منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، شن 250 غارة جوية على مختلف أنحاء سوريا، أسفرت عن تدمير أهم المواقع العسكرية.
وأوضح المرصد، أن هذه الغارات طالت مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية، بالإضافة إلى منشأة دفاع جوي وسفن حربية في ميناء اللاذقية.
وأقر يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي، أنه أوعز لجيش الاحتلال بإنشاء منطقة دفاعية خالية من السلاح ومن تهديدات الإرهاب على حدود مع سوريا، مؤكدًا أن سلاح البحرية عمل على تدمير الأسطول السوري بنجاح.
يأتي ذلك في ظل تجاهل أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والعدوان عليها، حيث أنه لم يذكرها سواء في خطبه أو بيانات الهيئة.
ومن جانبه، أوضح ماهر فرغلي الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، سر تجاهل الجولاني للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، لافتًا إلى أنه يعتمد على فكرة فقه الأولويات، حيث يضع أولويته الاستقرار والسيطرة على السلطة وعلى الحكم ومقاليد الأمور ثم سيبحث عن الأراضي التي ستُحتل.
أسباب صمت أبو محمد الجولاني على إسرائيل
وأضاف فرغلي، أن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني لن يتكلم عن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية حتى لا يُغضب أمريكا، لافتًا إلى أنه حاليًا تحت الاختبار وإذا تحدث سيستمر وضعه على قائمة الإرهاب وسيبحثون عن بديل له.
وأشار إلى أن الاعتداءات والهجمات الإسرائيلية موضوع مفصلي وأن الجولاني طبقًا لفقه الأولويات لن يتحرك ولن يتكلم الآن مطلقًا، مشددًا على أن الإسلاميين أكبر «البراجماتيين» ويرفعون شعار الغاية تبرر الوسيلة، فمن الممكن أن يفعلوا ما هو محرم شرعًا من أجل مصلحتهم الشخصية.
كما أكد محمود الأفندي الكاتب والباحث السياسي، أن سوريا استكملت شروط الدولة الفاشلة، وما يحصل عبارة عن انتقال سلطة عشوائي، مشددًا على أن هيئة تحرير الشام تخاف من إسرائيل وأميركا، حتى إلقاء بيان بخصوص الاعتداءات الإسرئيلية خاصة وأنها تريد اعترافا دوليا.
وأضاف الأفندي، في تصريحات صحفية، أن الائتلاف السوري المعارض ندد بالعدوان الروسي على أوكرانيا لكنه لا يصدر بيانا مماثلا بشأن الاعتداءات الإسرائيلية.
0 تعليق