ما بين المعارضة والفصائل الأخرى.. خريطة السيطرة على سوريا بعد رحيل الأسد

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كان سقوط نظام بشار الأسد في سوريا نتيجة للتقدم المفاجئ وغير المتوقع من قبل الفصائل السورية المعارضة، وعلى الرغم من سيطرة هذه الفصائل على المدن الرئيسية في سوريا (دمشق، حلب، حماة، حمص)، إلا أنها لا تحكم البلاد بأكملها، ما يضع المستقبل في المنطقة الرمادية حيث الوضع على الأرض لا يزال في حالة تغير مستمر.

ويرى المحللون أن إيجاد إجماع حول كيفية إدارة البلاد قد يكون صعبًا، حيث في شمال البلاد كانت هناك اشتباكات بين هذه الفصائل المتنافسة، فضلًا عن الوجود الأجنبي الكبير والذي ينتشر في معظم أنحاء البلاد. 

وكانت سوريا لسنوات تحت سيطرة مجموعة من الجماعات المسلحة المعارضة بما في ذلك ما تسمى بهيئة تحرير الشام في إدلب والجماعات التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد المدعومة من الولايات المتحدة، والتي استولى بعضها أيضًا على أراضٍ في الأيام والأسابيع الأخيرة.

إذن ما هى مواقع السيطرة والوجود الأجنبي في سوريا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 22 مليون نسمة، وتقع على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتحدها تركيا من الشمال، ولبنان وإسرائيل من الغرب والجنوب الغربي، والعراق من الشرق والأردن من الجنوب. 

جنوب غرب سوريا ومرتفعات الجولان

تسيطر جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث استولت عليها من سوريا  في المراحل الختامية لحرب الأيام الستة عام 1967 وضمتها من جانب واحد عام 1981، ولم يتم الاعتراف بهذه الخطوة دوليًا، على الرغم من أن الولايات المتحدة فعلت ذلك من جانب واحد في عام 2019.

في الأيام القليلة الماضية، انشأت دولة الاحتلال في جنوب غرب سوريا ومرتفعات الجولان - وهى (هضبة صخرية تبعد حوالي 60 كيلومترًا (40 ميلًا) جنوب غرب دمشق) - منطقة عازلة واتخذت مواقع أخلاها الجيش السوري عندما بدء هجوم فصائل المعارضة.

ومنذ سقوط نظام الأسد، نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية مئات الغارات الجوية في جميع أنحاء سوريا، مستهدفة منشآت عسكرية للجيش السوري، بما في ذلك مستودعات الأسلحة ومستودعات الذخيرة والمطارات والقواعد البحرية ومراكز الأبحاث، تحت ذريعة شعورها بالقلق إزاء ما تسميه "التمركز العسكري الإيراني في سوريا.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة إنها وثقت أكثر من 300 ضربة شنتها إسرائيل منذ سقوط نظام الأسد يوم الأحد، بما في ذلك العاصمة دمشق وحلب وحماة. 

وقالت تقارير مختلفة إن العديد من المنشآت التي ضربت دمرت بالكامل، وكانت معظمها في جنوب وغرب البلاد، وخاصة حول العاصمة دمشق.

وزعمت دولة الاحتلال الإسرائيلي أن أفعالها تهدف إلى منع وقوع الأسلحة "في أيدي المتطرفين" مع انتقال سوريا إلى حقبة ما بعد الأسد. 

وقالت أيضًا إنها سيطرت مؤقتًا على منطقة عازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، قائلة إن اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 مع سوريا "انهارت" مع استيلاء المتمردين على البلاد، كما قالت إن بعض القوات الإسرائيلية تعمل في الأراضي السورية خارج المنطقة العازلة.

شمال سوريا – منبج

في مدينة منبج الشمالية، اندلعت اشتباكات بين القوات المدعومة من تركيا والتي تسمى "الجيش السوري الحر"، والأكراد أو ما يسمى بقوات"سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، وقد ادعى الجانبان أنهما سيطرا على أجزاء من المدينة، ويقال إن القتال مستمر في بعض الأحياء، بالرغم من سيطرة المعارضة على معظم المدينة.

وقال محللون في معهد دراسة الحرب إنهم لم يتمكنوا بعد من التأكد من هوية من يسيطر على منبج.

إلى جانب تلك القوات هناك وجود عسكري أمريكي في هذه المنطقة وتحديدًا في المنطقة الشمالية الشرقية للبلاد، منذ 2015،  والتي تضم محافظات (الحسكة- ودير الزور- والرقة)، حيث أنشأت الولايات المتحدة 17 قاعدة و13 نقطة عسكرية، لتقديم الدعم اللازم لقوات (قسد) في عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش.

ووفق دراسة صادرة عن مركز جسور للدراسات، نُشرت في يوليو 2024، تتمركز القوات الأمريكية في 17 موقع في الحسكة، و9 في في دير الزور، و3 في الرقة وواحدة في كل من حمص وحلب وريف دمشق.

ومن أبرز القواعد الأمريكية في سوريا: "قاعدة كوباني أو عين العرب بريف حلب الشمالي- قاعدة تل أبيض على الحدود السورية مع تركيا- قاعدة رميلان شرق القامشلي - قاعدة تل بيدر شمال الحسكة - قاعدة الشدادي قرب مدينة الشدادي النفطية- قاعدة عين عيسى شمال سوريا".

شمالي غرب سوريا- منطقة إدلب

ومنذ مطلع 2020، يسيطر على هذه المنطقة بالكامل الجيش السوري الحر وتركيا داعمه الأول، ووفق التقارير المختلفة تحتفظ أنقرة في  محافظة إدلب بوجود كبير وتدير نقاط مراقبة أنشئت بموجب اتفاقيات مع روسيا وإيران لمراقبة وقف إطلاق النار في المنطقة.

وفي المجمل، تمتلك القوات التركية 126 موقعا عسكريا في سوريا، معظمها في الشمال الغربي من البلاد، وتشمل 12 قاعدة و114 نقطة عسكرية، منها 58 موقعا في محافظة حلب، و51 في إدلب، و10 في الرقة، و4 في الحسكة، واثنتين في اللاذقية، وواحدة في حماة.

غرب سوريا – منطقة اللاذقية

يتركز في هذه المنطقة التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، الوجود الروسي العسكري والذي بدأ في عام 2015، عندما أرسلت موسكو آلاف الجنود إلى سوريا للمساعدة في إبقاء الرئيس الأسد في السلطة.

حصلت روسيا مقابل هذه المساعدة العسكرية، على عقود إيجار لمدة 49 عامًا لقاعدتين عسكريتين رئيسيتين، وتقع كلتاهما في غرب البلاد، في منطقة اللاذقية، على ساحل البحر الأبيض المتوسط. 

وتقع قاعدة حميميم الجوية جنوب مدينة اللاذقية وحوالي ميلين (3 كيلومترات) في الداخل من مدينة جبلة، وتقع قاعدة طرطوس البحرية على بعد حوالي 40 ميلًا (60 كيلومترًا) إلى الجنوب في المدينة التي تحمل الاسم نفسه.

ويعد ميناء طرطوس القاعدة البحرية الرئيسية الوحيدة لروسيا في الخارج وأيضًا قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط.

إلى جانب القاعدة الجوية في حميميم، والتي تُستخدم غالبًا لنقل المتعاقدين العسكريين الروس إلى داخل وخارج إفريقيا، تلعب القاعدتان دورًا مهمًا في قدرة روسيا على العمل كقوة عالمية، وقال الكرملين إنه سيجري مناقشات مع الإدارة السورية الجديدة حول مستقبل كلا الموقعين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق