مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا: تحديات الاستقرار والنفوذ في الشرق الأوسط(خاص)

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاربعاء 11 ديسمبر 2024 | 04:13 مساءً

كتب : بسمة هاني

شهدت سوريا في الآونة الأخيرة تطورات سياسية وعسكرية هامة قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل الوجود العسكري الروسي في البلاد.

مع التغيرات المتسارعة في الأوضاع الداخلية، تزداد التساؤلات حول مصير القواعد العسكرية الروسية المنتشرة في سوريا، التي تضم نحو 100 موقع عسكري روسي، هذه القواعد تمثل أحد أبرز أوجه التعاون العسكري بين موسكو ودمشق منذ تدخل روسيا العسكري في 2015 لدعم النظام السوري بقيادة

التغيرات السياسية وتأثيرها على الوجود العسكري الروسي

في وقتٍ يشهد فيه الصراع السوري تحولات سياسية غير مؤكدة، باتت مسألة مستقبل سوريا بعد انهيار النظام الأسدي في حكم دمشق محط تساؤلات عدة وبحسب ما أُشير في تصريحات رسمية من قبل وزارة الخارجية الروسية، فإن موسكو لم تشارك في أي تفاهمات بشأن رحيل الأسد، مؤكدة أن روسيا تتعامل مع الأزمة السورية من خلال تحالفاتها الحالية وتدعم التفاهمات الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، إلا أن تصريحات رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي، والتي أعلن فيها أن مسألة الوجود العسكري الروسي في سوريا ستُحسم من قبل السلطات الجديدة، تطرح العديد من الأسئلة حول طبيعة التحولات السياسية المقبلة، والتي قد تؤثر بدورها على مستقبل التعاون العسكري بين البلدين.

الموقف الروسي من القواعد العسكرية في سوريا

مؤخراً، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا في حالة تأهب قصوى، وأنه لا يوجد تهديد مباشر على هذه المنشآت

ومن الواضح أن موسكو تتعامل مع القواعد العسكرية الروسية في سوريا كعنصر أساسي في تعزيز نفوذها الإقليمي ومع ذلك، في ظل التغيرات السياسية المحتملة في سوريا، يظل مصير هذه القواعد غير واضح.

هل ستبقى موسكو قادرة على الحفاظ على هذه القواعد في مرحلة ما بعد الأسد؟

وفي هذا السياق تقدم بلدنا اليوم ,تحليلًا لمستقبل القواعد الروسية العسكرية في سوريا

يري الباحث المتخصص في الشؤون الدولية والاستراتيجية الدكتور طارق البرديسي أن تسعى روسيا إلى التعاون مع تركيا لتنسيق موقف مشترك يضمن استقرار المنطقة ويحافظ على المصالح الروسية، حيث إن تركيا بفضل موقعها الجغرافي المؤثر وعلاقتها مع العديد من الفصائل المعارضة في سوريا، في وضع يمكنها من التأثير في مجريات الأمور.

وأضاف أنه من خلال التعاون مع تركيا، يمكن لروسيا أن تسهم في تشكيل الحلول السياسية والتمسك بوجودها العسكري على الأراضي السورية بشكل أكثر مرونة.

ولفت إلى أن سقوط الأسد ضربة كبيرة لمصالح روسيا الاستراتيجية في سوريا، حيث كانت موسكو قد استثمرت بشكل كبير في بقاء النظام السوري، فهي ليست حليفًا عسكريًا فحسب.

وأكد البرديسي ,أن روسيا كانت  تسعى إلى تحويل سوريا إلى قاعدة استراتيجية لتعزيز نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث إن قاعدتاها العسكريتان في طرطوس وحميميم تمثلان نقطة مهمة في السياسة الروسية لتوسيع وجودها العسكري في المنطقة، وبعد سقوط نظام الاسد ستواجه موسكو تحديًا كبيرًا في الحفاظ على هذه القواعد، ما سيجعلها تبحث عن تفاهمات مع الأطراف الدولية والإقليمية لضمان استمرار وجودها العسكري في سوريا.

وفيما يتعلق بالتداعيات المحتملة للوجود العسكري الروسي في سوريا، يرى الباحث في العلاقات الدولية محمد العبادي أن القواعد الروسية ستظل موجودة في البلاد لعدة أسباب.

ويشير إلى أن الحكومة السورية الجديدة تتبع نهجًا تصالحيًا وواقعيًا فيما يخص تعاملها مع القوى الدولية مثل الولايات المتحدة وروسيا.

كما لفت العبادي إلى أن وجود روسيا في سوريا كان شرعيًا وقانونيًا، مما يجعل الحجة القانونية ورقة قوية في يد روسيا.

وأضاف أن هذا الوجود كان بناءً على استدعاء رسمي من الحكومة السورية وفقًا لاتفاقية قانونية.

وأكد العبادي على أن طرد روسيا من سوريا سيعني أن النفوذ الأمريكي قد أصبح له دور أكبر، خاصة في ظل وجود أكثر من 900 عنصر أمريكي في الأراضي السورية. وفي هذا السياق، لفت العبادي إلى أن الوجود الروسي في سوريا يعادل إلى حد ما النفوذ الأمريكي في البلاد.

وأشار العبادي إلى أهمية التعاون العسكري الروسي في سوريا، خاصة في ما يتعلق بالتسليح,فروسيا قد قدمت يد العون في تأهيل الجيش السوري وتزويده بأسلحة متطورة، مما يجعل من الضروري استمرار هذا الدعم.,مؤكدًا أن القيادة السورية الجديدة ستحتاج إلى قوة عسكرية بناءً على هذه الأسلحة، خاصة بعد تدمير إسرائيل لبعض الأسلحة السورية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق