دعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، السلطة الفلسطينية إلى فتح تحقيق "شامل وشفاف" في سلوك قوات الأمن الفلسطينية في مدينة جنين والمناطق المحيطة بها، بعد مقتل شاب وإصابة آخر بنيران عناصرها بالمدينة الواقعة شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت المفوضية في بيان صحفي "ضرورة تصدي السلطة الفلسطينية لهذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ومحاسبة الجناة وفقًا للمعايير الدولية".

وأشار البيان إلى أنه في التاسع من الشهر الجاري أطلقت قوات أمن فلسطينية النار على فلسطينيين كانا يستقلان دراجة نارية، مما أسفر عن مقتل الشاب ربحي محمد الشلبي وإصابة حسن الشلبي، في حادث أثار موجة من الاستنكار بعد أن أظهرت لقطات فيديو أحد الشابين وهو يرفع يديه قبل أن يتعرض لطلقة قاتلة في الرأس.

ووفق البيان "تنفذ قوات الأمن الفلسطينية عمليات أمنية في مخيم جنين منذ الخامس من الشهر الجاري، ما تسبب في تعطيل الخدمات الأساسية في المنطقة، بما في ذلك مستشفى جنين الحكومي"، حيث علّقت وكالة الأونروا خدماتها الصحية والتعليمية في المدينة نتيجة لإطلاق النار داخل المستشفى.

ووفق بيان مفوضية الأمم المتحدة، فقد نفت قوات الأمن الفلسطينية مسؤوليتها عن مقتل شلبي في البداية، لكنها أعلنت عن فتح تحقيق يوم العاشر من الشهر الجاري بعد ظهور مقطع الفيديو الذي وثق الحادثة.

في المقابل، أفاد البيان بأن مسلحين فلسطينيين قاموا بإطلاق النار وزرع عبوات ناسفة بدائية الصنع أثناء العملية، مما أسفر عن إصابات بين المارة.

وفي هذه الأثناء، أكد نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمود العالول، خلال اجتماع عقد في جنين يوم الأربعاء على "الدور الوطني للمؤسسة الأمنية في تطبيق النظام والقانون وحفظ كرامة الوطن والمواطن وصون الدم الفلسطيني".

وكان الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، صرح في وقت سابق بأن مؤسسة الأمنية تؤكد التزامها الكامل بدورها الوطني في حفظ النظام والقانون، وإرساء الاستقرار والأمن المجتمعي.

وأوضح رجب في بيان صحفي أن الأجهزة الأمنية ستقوم في وضع الرأي العام بصورة التطورات والنتائج التي سيتم التوصل اليها بشأن حادث مقتل الشاب الشلبي بكل شفافية وشجاعة.

في الوقت نفسه، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن تصرفات أجهزة الأمن الفلسطينية تمثل "تجاوزا للمحرمات الدينية والوطنية"، واعتبرت أن هذه الأعمال تسعى إلى "جر الضفة الغربية إلى الفتنة والاقتتال".

وأشارت الحركة في بيان صحفي إلى أن "الاشتباكات بين قوات الأمن الفلسطينية وقوى المقاومة في مدينة جنين ومخيمها تتواصل لليوم السادس على التوالي، بعد اعتقال مجموعة من المقاومين من كتيبة جنين ومصادرة أموال لعائلات الشهداء".

وقتلت أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية 7 مدنين بينهم صبيان منذ 7 أكتوبر الماضي، بحسب بيان مفوضية الأمم المتحدة .