يعد كمال لزرق من أبرز مخرجي الجيل الجديد بالسينما المغربية، إذ استطاع من خلال شريطه الطويل الأول “عصابات” ملامسة الواقع بجرأة وخلق توازن بين الفن والرسالة، ما جعله واحدا من الأسماء التي يلتفت إليها النقاد والجمهور على حد سواء، ويحظى بتتويجات كبرى داخل وخارج الوطن.
في هذا الحوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، يتحدث كمال لزرق عن مشوار نجاح شريطه، مشاريعه الجديدة ومواضيع أخرى.
هل النجاح الكبير الذي حققه فيلم “عصابات” جعلك تحرص على حضور المهرجانات الوطنية؟
بالفعل، وأنا خريج “ورشات الأطلس” واستفدت من تجارب المخرجين والمنتجين. لذلك، حرصت على المشاركة في المهرجانات من أجل الحديث مع الجمهور ورواية مساري من كتابة السيناريو للتتويج الوطني والدولي وتقاسم تجربتي الخاصة معهم من أجل تبادل الأفكار.
ماذا تمثل لك التتويجات التي حصلت عليها بعد طرح شريطك الأول “عصابات”؟
تتويجات شريط “عصابات” شرف كبير لي ولكل الطاقم من تقنيين وممثلين؛ فقد كانت ظروف التصوير ليلا بين دروب مدينة الدار البيضاء صعبة كثيرا وقدموا مجهودا كبيرا. لذلك، عند الوصول إلى مرحلة التتويج في مهرجانات كبرى نحس بالتشجيع والاعتزاز؛ لأن الطريقة التي اعتمدتها ليست هينة، واستعنّا بممثلين غير محترفين وكانت هناك مغامرة، لكن النتيجة تظهر أننا كنا في المسار الصحيح.
هل الحرية في التطرق للمواضيع المسكوت عنها تساهم في تطور الصناعة السينمائية المغربية؟
بالنسبة لي، في الفن يجب توفر الحرية في التعبير، والناس لا يجب أن يخافوا من أفكارهم، خاصة في السينما، وهذا شيء إيجابي.
وفي المغرب لدينا مجموعة من المواضيع المسكوت عنها تستحق أن تروى، خاصة أن لدينا أطقما في مستوى عالمي وكل الظروف متوفرة لتقديم أفلام تلمس الجمهور المغربي والدولي، وهذا تشجيع للجيل الجديد من أجل المساهمة في تطور الصناعة السينمائية الوطنية.
ما رأيك في خطوة دبلجة الأفلام السينمائية المغربية بلهجات عربية؟ وما موقفك من هذا المشروع؟
صراحة، لدي صعوبات مع هذه الدبلجة؛ لأن شريطي تمت دبلجته أيضا إلى الفرنسية، وخلال مرحلة الترجمة تخسر عشرين في المئة من معنى الحوار وعمل الممثل. لذلك، يبقى من الأحسن مشاهدة الشريط في نسخته الحقيقية، ولكن إذا الدوبلاج سيمكن عددا كبيرا من الناس من مشاهدة الأفلام، لم لا.
وأنا شخصيا كمخرج وفنان من الصعب علي دائما مشاهدة أفلامي بلغة أخرى؛ فالطبيعي بالنسبة لي هو النسخة الأصلية.
هل في نظرك ساهمت كثرة الأفلام التجارية في القاعات في عدم صمود الأفلام الروائية؟
دائما هناك صعوبات في صمود الأفلام الروائية بالقاعات السينمائية، على غرار باقي دول العالم. لذلك، يجب على صالات العرض أن تعطي الفرصة لهذه الأفلام لكي تبقى، مع توفر أندية سينمائية ومنصات أخرى ووسائل لاكتشاف هذا النوع من الأفلام وإيجاد حلول لمحاربة هذه الظاهرة.
هل الانتقال من تجربة الأفلام القصيرة إلى الفيلم الطويل صعبة بالنسبة لك كمخرج؟
لقد كان ذلك صعبا قليلا، والصعوبة تكمن في أن الفيلم القصير لا يحتاج تقنيات كبرى، على عكس الفيلم الطويل، من أجل الحصول على النتيجة. لذلك، اشتغلت على مجموعة من الأعمال لكن لم تنجح معي إلى حين الوصول إلى فيلم “عصابات” الذي اقتنعت به وحظيت بثقة منتج متميز إضافة إلى طاقم عمل احترافي.
بعد “عصابات”، ما هي مشاريعك الفنية الجديدة وموعد طرح الشريط الطويل الثاني؟
فيلم “عصابات” جاء بعد فيلم قصير قمت بتطويره انطلاقا من الفكرة نفسها، والآن أيضا هذه التجربة سأطوّرها لتقديم شريط طويل ثان سيستعين بممثلين من الفيلم نفسه وبطريقة الإخراج والعمل ذاتها التي اكتشفتها، والآن أنا في مرحلة كتابة السيناريو وإن شاء الله سأقدمه للجمهور في غضون سنة أو سنتين على أبعد تقدير.
كلمة أخيرة..
شكرا لجريدة هسبريس الإلكترونية على مواكبة جديد الفن والسينما ودعمها للمخرجين.
0 تعليق