السبت 14 ديسمبر 2024 | 01:55 مساءً
متظاهرون يتجمعون خارج مبنى البرلمان
تجدر الإشارة إلى أن رؤساء جورجيا يُنتخبون من قبل هيئة تضم أعضاء البرلمان وممثلي الحكومات المحلية. وفي جلسة يوم السبت، صوت 224 من أصل 225 ناخبًا لصالح كافلاشفيلي، الذي كان المرشح الوحيد للمنصب.
تعيش البلاد حالة من الاضطراب منذ إعلان حزب "الحلم الجورجي" الحاكم فوزه في الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل في أكتوبر الماضي.
كما أدى قرار الحزب تأجيل محادثات انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي، في الشهر الماضي، إلى اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات الشعبية.
المعارضة الجورجية اعتبرت انتخاب كافلاشفيلي "غير شرعي"، وأكدت أن الرئيسة الحالية، سالومي زورا يشفيلي، تظل القائدة الشرعية الوحيدة للبلاد. زوراب يشفيلي، التي تتعارض سياساتها مع حزب "الحلم الجورجي"، رفضت التنحي وطالبت بإجراء انتخابات برلمانية جديدة، مما يهدد بتفاقم الأزمة السياسية والدستورية في البلاد.
في صباح السبت، تجمع المحتجون أمام مبنى البرلمان الذي كان محاطًا بقوات الشرطة. واختار المتظاهرون مشاركة الشاي للتدفئة في الصباح البارد، بينما كانت مدافع المياه جاهزة بالقرب منهم. كتبت زورا يشفيلي على وسائل التواصل الاجتماعي قائلة: "جورجيا لا تفقد حس الفكاهة أبدًا، تحتفل بانتخاب لاعب كرة قدم رئيسًا". وشاركت فيديو لمحتجين وهم يلعبون كرة القدم في الثلج، في إشارة ساخرة إلى كافلاشفيلي.
قالت إحدى المحتجات، ناتيا أفقازافا، إنها حضرت مبكرًا "لحماية مستقبلنا الأوروبي". وأكدت: "تم تزوير الانتخابات البرلمانية.
وأضافت: "نحتاج إلى انتخابات جديدة، "لقد كنا نحتج هنا لمدة 16 يومًا، وسنواصل القتال من أجل مستقبلنا الأوروبي".
من المتوقع أن تستمر الاحتجاجات في مختلف مناطق العاصمة تبليسي، حيث يواصل المحتجون التعبير عن دعمهم لزوار يشفيلي وتطلعات جورجيا الأوروبية. ورغم أن كافلاشفيلي هو المرشح الوحيد لهذا المنصب الشرفي إلى حد كبير، إلا أن معارضته للغرب ولحقوق المثليين تجعل من رئاسته عرضة للطعن والنقد منذ البداية.
وفي هذا السياق،صرح، أحد مؤلفي الدستور الجورجي، إلى أن جميع قرارات البرلمان الجديد باطلة، نظرًا لأنه صادق على تفويضات النواب الجدد قبل صدور حكم قضائي في القضية المرفوعة من الرئيسة زورا يشفيلي ضد نتائج الانتخابات.
أزمة دستورية غير مسبوقة تعيشها جورجيا، بينما تظل الحكومة في موقف صعب في ظل تمسك زورابيشفيلي بمنصبها ورفضها التنحي. من غير الواضح كيف ستتعامل الحكومة مع الوضع بعد تنصيب الرئيس الجديد في 29 ديسمبر.
من جهتها، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه خلال أكثر من أسبوعين من الاحتجاجات، واعتقلت أكثر من 400 متظاهر، وفقًا لمنظمة "مركز العدالة الاجتماعية". كما أكدت منظمة العفو الدولية أن المتظاهرين تعرضوا لـ "تكتيكات قمع وحشية، واحتجاز تعسفي وتعذيب".
وقد تزايدت الإدانات الدولية للقمع العنيف من قبل السلطات الجورجية، حيث وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة إلى الشعب الجورجي، مؤكدًا دعم فرنسا لآمالهم الأوروبية والديمقراطية. وكرر ماكرون التأكيد على أن "حلم جورجيا الأوروبي يجب ألا يُطفأ".
وفي وقت لاحق، اتصل ماكرون بمؤسس حزب "الحلم الجورجي"، بيدزينا إيفانيشفيلي، في خطوة تعكس تردد الغرب في الاعتراف بشرعية الحكومة الجديدة للحزب. من جانبها، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من المسؤولين الجورجيين، شملت حظر دخول حوالي 20 شخصًا من وزراء وأعضاء في البرلمان بتهمة "تقويض الديمقراطية في جورجيا".
0 تعليق