تجسد الآثار المصرية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية لمصر،لم تكن آثار الفراعنة مجرد آثار تذكار، بل هي رموز لحضارة قديمة نشأت منذ آلاف السنين،يعكس استرداد الآثار التي سُرقت أو هُربت من مصر تاريخًا طويلًا من الانتهاكات لحقوق البلاد في الحفاظ على تراثها الثقافي،تسعى مصر بجد لاستعادة الآثار التي كانت لها، لتعيدها إلى وطنها الأم وتعزز من ارتباط الشعب بتراث أجداده، وهو ما يمثل استجابة لحق تاريخي مفقود.
استرداد قطع أثرية من إيرلندا خطوة مهمة لملف استرداد الآثار
في الآونة الأخيرة، حققت مصر تقدمًا ملحوظًا في مساعيها لاستعادة آثارها المسروقة، حيث تم استرداد مجموعة من القطع الأثرية من إيرلندا،وفي هذا السياق، صرح الدكتور شعبان عبد الجواد، مدير إدارة الآثار المستردة، بأن هذه الخطوة تعتبر ذات أهمية كبيرة، مشيرًا إلى أن استرداد القطع الأثرية، يحمل رسالة واضحة للعالم مفادها أن مصر لن تتنازل عن حقوقها التاريخية وسوف تستمر في السعي لاستعادة كل جزء من آثارها المسروقة.
القطع الأثرية المصرية المستردة من الخارج
أوضح عبد الجواد أن عملية استرداد القطع الأثرية تحظى بدعم ورعاية من القيادة السياسية،وذكر أن مصر تمكنت حتى الآن من استعادة حوالي 30 ألف قطعة أثرية، من بينها تابوت خشبي يحتوي على مومياء ومجموعة من القطع الكرتونية الملونة التي كانت تستخدم لتغطية المومياء،كما أشار إلى أن الجهود الحكومية مستمرة لاستعادة المزيد من القطع، حيث تم استرداد نحو 5000 قطعة أثرية من الولايات المتحدة في عام 2021، و114 قطعة من فرنسا في عام 2025، بالإضافة لـ 36 قطعة من إسبانيا.
مصير القطع الأثرية المستردة من الخارج
أكد عبد الجواد أنه بعد استرداد أي قطعة أثرية، يتم ترميمها وعرضها على لجنة بالمجلس الأعلى للآثار، التي تحدد المتحف المناسب لعرضها،وأكد المسؤول أنه لا توجد أي قطع أثرية يتم تخزينها بصورة غير مناسبة، مما يعكس التزام الدولة بالمعايير الدولية لحماية التراث الثقافي.
تعكس جهود مصر لاستعادة آثارها الجنائزية والقديمة رغبة قوية في الانتماء للحضارة وتاريخها العريق،من خلال هذه العمليات، لا تسترجع مصر الآثار فحسب، بل تعيد أيضًا الأمل والاعتزاز لشعبها،إن القضايا المتعلقة بالآثار تستفيد من الوعي المتزايد بأهمية الثقافة والتاريخ في تشكيل الهوية الوطنية، مما يسهم في تعزيز الفخر والانتماء الوطني في الأوساط المصرية.
0 تعليق