ربما اعتاد أهل جنوب لبنان بعض ما اعتاده أهل قطاع غزة، في فقد ذويهم في قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنازلهم، فيرتقوا جلهم أو أغلبهم، لكن هذه المرة اختلفت المعادلة مع سيدة لبنانية تدعى فاطمة، والتي تفاجأت بزوجها "علي حُب الله" ينفذ عملية مقاوِمة لجنود الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني.

وتقول فاطمة إنها شاركت مقطع فيديو على صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك، لأحد المقاومين في جنوب لبنان، أعجبت بشجاعته وإقباله في مقاومة الغزو البري الإسرائيلي هناك، لتفاجأ بعد ذلك من خلال تدقيق النظر أنه زوجها.

ونشرت فاطمة مقطع الفيديو عبر صفحتها معلقه: "مرق كتير قدامي هالفيديو وكنت بقول شو بطل، طلع زوجي".

وظهر علي خلال الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال، ممسكا بسلاحه ومستترا خلف عربة، بينما كان يطلق النار على الجنود الإسرائيليين في الجنوب اللبناني، لتستهدفه قوات الاحتلال ويرتقى شهيدا.

وحصد الفيديو 4 آلاف مشاركة و24 ألف إعجاب و3 آلاف تعليق، ممن هنأوها باستشهاد زوجها.

وشاركت فاطمة صورة زوجها الشهيد "علي"، قائلة: "يوم الشهيد مختلف جدا هذا العام فقد أصبحتُ من عوائل السُّعداء، هوّن عليّ ما نزل بي أنّه بعينكَ يا الله".

-تمسُك بالشهادة

في شهر يونيو الماضي كتب "علي" عبر صفحته الشخصية بموقع فيسبوك: "كلنا سنموت يوماً لكن هنيئاً لمن غادر الدنيا شهيدا".

وفي 20 سبتمبر الماضي، في خضم الاشتباكات بين إسرائيل حزب الله، قبل الغزو الإسرائيلي البري لجنوب لبنان بـ10 أيام، كتب منشورا آخر عبر صفحته يتمسك فيه بالجهاد، قائلا: "قُتل كل من في محور الإمام الحسين عليه السلام وبقى وحيداً إلى أن استشهد وانتصر وكانت له الغلبة.. لن نهزم".

وظهر علي في فيديو آخر يحمل طابع عائلي، وهو محاطا ببناته الصغيرات، وطفلته الصغيرة التي لا تزال في مرحلة الرضاعة.