تستعد روسيا لعرض أبرز 3 منظومات دفاعية تمتلكها S-400 Triumf، وS-350 Vityaz، وBuk-M3 (Viking)، في النسخة الخامسة عشرة من معرض تشوهاى الجوي في الصين، الذي يقام في الفترة من 12 إلى 17 نوفمبر الجاري. 

وتأتي هذه الخطوة بعد أن هبطت الطائرة الشبحية الروسية من الجيل الخامس من طراز SU-57 في الصين للمشاركة في المعرض الجوي للمرة الأولى، حسبما نقل موقع EurAsian Times. 

وتعرض روسيا أيضاً، مجموعة كبيرة من الرادارات المتطورة وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة في المعرض الجوي الصيني. 

وقالت شركة Almaz-Antey الروسية، المصنعة لأبرز منظومات دفاع جوي روسية، إنه خلال المعرض، سيتم عرض نماذج من منظومة الصواريخ المضادة للطائرات بعيدة المدى S-400، ومنظومة الدفاع الجوي S-350، ومنظومة الصواريخ المضادة للطائرات متوسطة المدى Buk M3، وأنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى من عائلة TOR، ونظام المدافع والصواريخ المضادة للطائرات Tunguska-M1، بالإضافة إلى المدافع المضادة للطائرات من منظومة Typhoon. 

وسيناقش ممثلو الشركة الروسية مع الشركاء والعملاء المحتملين تحديث أنظمة الدفاع الجوي، وصيانة وإصلاح المعدات المسلمة سابقًا، والتدريب التشغيلي واستخدام المنتج. 

وباعتباره أكبر معرض جوي سنوي في الصين، يجذب معرض تشوهاي حشوداً ضخمة من الجمهور.  

وقال مراقبون عسكريون مؤيدون لروسيا، إن هذه ستكون فرصة ممتازة لموسكو لتسويق بعض أفضل أنظمة الدفاع الجوي في ترسانتها. 

وتبحث العديد من الدول التي كانت تشتري الأسلحة الروسية تقليدياً عن بدائل بسبب مشاكل الإنتاج الروسية بسبب العقوبات الغربية والتأخير في التسليم.  

وأدى عدم قدرة روسيا على تلبية الطلبات في الوقت المناسب إلى استياء بين الحلفاء. 

ويعتبر ترويج روسيا لمعداتها العسكرية للتصدير "أمراً مثيراً للاهتمام". ويفترض المحللون أن روسيا ربما تعمل على تجهيز أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها للمشترين المحتملين استناداً إلى الخبرة القتالية التي اكتسبتها في حرب أوكرانيا. 

وحظيت الدفاعات الجوية الروسية بالثناء طوال الحرب، بسبب قدرتها المذهلة على الصمود على الرغم من فعاليتها القتالية غير المتسقة نسبياً. 

وظهرت تكهنات بأن روسيا تراهن على حقيقة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية شهدت قتالا أكثر من نظيراتها في سوق تصدير الأسلحة الدولية.

أفضل نظام دفاعي 

وتروج روسيا لنظام S-400 باعتباره أفضل نظام دفاع جوي في العالم. ومع ذلك، أسفر الغزو الروسي عن نتائج متباينة فيما يتعلق بفعالية أنظمة S-400.

وزعمت وزارة الدفاع البريطانية، في نوفمبر 2023، أن أوكرانيا ربما دمرت ثلاثة من أنظمة S-400 في أكتوبر 2023.  

وظهرت المزيد من هذه الادعاءات حول تدمير منظومات S-400 في يونيو وأغسطس وسبتمبر من العام الجاري. 

وقال موقع EurAsian Times، إنه بالرغم من هذه الخسائر، لا تزال منظومة S-400 بجاذبية كبيرة بين المشترين، وذلك بسبب قدراتها المتقدمة "التي لا مثيل لها".

ومثلاً، يمكن لنظام S-400 اعتراض الصواريخ المجنحة على مدى حوالي 40 كيلومتراً. وتستخدم الصواريخ التوجيه بالرادار شبه النشط أو النشط. ويمكن لوحدة كاملة التعامل مع 36 هدفاً في وقت واحد. 

وعلى الرغم من أن الغرب غالباً ما يأخذ الادعاءات الروسية بحذر، أقر المحللون في الغرب بفعالية النظام.

نظام Viking

ومن بين الأنظمة الأخرى التي من المقرر عرضها في تشوهاي، نظام BUK-M3، الذي يُعرف إصداره التصديري باسم Viking. وهو نظام دفاع جوي قتالي متوسط ​​المدى مصمم لمواجهة الأهداف الديناميكية الهوائية القادرة على المناورة، والاشتباك مع الأهداف الأرضية ذات التباين الراديوي، وضرب الأهداف البحرية تحت نيران العدو المكثفة والتشويش. 

ويعمل النظام فيما يسمى بمنطقة "العمليات العسكرية الخاصة" (حرب أوكرانيا) منذ مارس 2022. 

ورغم أن نظام الدفاع الجوي الروسي كان له الفضل في إسقاط مجموعة من التهديدات الجوية طوال الصراع، ضربت أوكرانيا عدة بطاريات BUK-M3، تماماً مثل أنظمة الدفاع الجوي الأخرى المنتشرة على الخطوط الأمامية.

وادعت أوكرانيا الشهر الماضي، أنها دمرت نظامي BUK-M3 على الأقل. وتعتبر معظم أنظمة الدفاع الجوي الروسية عُرضة لهجمات الطائرات الأوكرانية بدون طيار، أو الطائرات الانتحارية.

ولاحظ المحللون، أن هذه الثغرة ليست مقتصرة على روسيا، وأن ظهور الطائرات بدون طيار يشكل تهديداً لجميع أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة في جميع أنحاء العالم.

ومثالاً، زعمت روسيا الشهر الماضي، أنها ضربت نظامين للدفاع الجوي الأوكراني من طراز Patriot؛ لكن كييف نفت هذا الادعاء.

من جانبها، زعمت تقارير إعلامية روسية سابقة، أن نظام BUK-M3 لا مثيل له على مستوى العالم، وفعاليته تعادل ضعف فعالية إصداراته السابقة، وذلك بفضل صاروخه الجديد. 

ونشرت روسيا صواريخ S-350 على نطاق واسع ضد أوكرانيا.  وجرى نشر النظام في قاعدة جوية تبعد أكثر من 40 ميلاً عن أوكرانيا في أغسطس 2022 فيما تم الترويج له باعتباره أول نشر قتالي عملي.  

وبحسب مصادر موثوقة، تتمتع منظومة S-350 بقدرات تشغيلية مذهلة، إذ يمكنها التعامل مع الأهداف الجوية الديناميكية الهوائية، مثل الطائرات والطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية والأجهزة المماثلة، على مدى يتراوح بين 120 و150 كيلومتراً، فضلاً عن التعامل بكفاءة مع الأهداف الباليستية على مدى أقصى يبلغ 25 كيلومتراً. 

وبفضل قدرتها على اعتراض الأهداف التي تتحرك بسرعة تصل إلى كيلومترين في الثانية، توفر صواريخ S-350 حماية سريعة وفعالة ضد التهديدات في الجو. 

ويمكن نشر نظام S-350، الذي يتمتع بقدرة كبيرة على الحركة، بسرعة في مناطق القتال في غضون دقائق. 

وقال رئيس مكتب التحليل العسكري السياسي ألكسندر ميخائيلوف في معرض "إيرو إنديا 2023"، إن نظام صواريخ أرض-جو S-350 قادر على ضرب الأهداف بدقة أكبر وسيكون أقل تكلفة من نظام Patriot الأميركي الصنع.  

وأشار إلى أنه في حين أن نظام صواريخ S-350 المضاد للطائرات يضاهي نظام Patriot، فإن الصواريخ الروسية أسرع ويمكنها ضرب الأهداف المنخفضة الطيران. 

وقال إن نظام Patriot لا يسقط الأهداف التي تحلق على ارتفاع أقل من 100 متر، في حين أن S-350 يسقط الأهداف على ارتفاع 10 أمتار وأعلى. 

وحتى الآن، يُعتقد أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي حصلت على هذا النظام. 

وأثبتت منظومة S-350 جدارتها في مايو 2023 من خلال اكتشاف الأهداف الجوية الأوكرانية وتتبعها وتدميرها بشكل مستقل دون تدخل المشغل.  

ويمثل هذا "الإنجاز" أول حالة يعمل فيها النظام تلقائياً بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي في ظروف القتال. وفي ذلك الوقت، كان نظام S-350 قادراً على العمل في وضعي الرادار النشط والسالب في نفس الوقت. 

وأدى هذا الأسلوب ثنائي الوضع إلى تحسين قدرات الاكتشاف والتصنيف للمركبة بشكل كبير، كما زاد من مقاومتها للتدخل الخارجي. 

وكما ذكر مراقبون على وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المحتمل أن تستغل روسيا المعرض الجوي الأكثر انتظاراً ومتابعة في الصين لاستعادة مكانتها المهيمنة كواحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم.