عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم واشنطن تتعارض مع الجزائر في وصف حركة رشاد والماك بالارهاب
- في المدرج هبة بريس-يوسف أقضاض
في الآونة الأخيرة، تصدرت قضية إلغاء مؤتمر ديب، الذي كان من المقرر تنظيمه في فندق ميركيور في روان، الأنباء وأثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية.
كان المؤتمر مخصصًا لبحث موضوع تاريخي يتعلق بإضراب الحقيبة في التسعينيات، الذي نظّمته الحركة الثقافية الأمازيغية للمطالبة بالاعتراف بالهوية الأمازيغية.
ورغم محاولات البعض ربط الحدث بمؤامرات سياسية أو دعم من شخصيات بارزة مثل نيكولا ساركوزي، إلا أن الأمر لا يتعلق بأي مؤامرة سياسية، بل هو ببساطة نتيجة لسوء فهم وقع فيه مدير الفندق بسبب قلة خبرته.
تم إلغاء المؤتمر بعد أن تلقى مدير الفندق سلسلة من المكالمات من شخصيات جزائرية، حيث تم تهديد الفندق بضغط إعلامي من وسائل الإعلام الجزائرية.
وقد دعت هذه الشخصيات مجموعة أكور المالكة لفندق ميركيور إلى عدم السماح بتنظيم أي فعاليات تتعلق بالحركة الثقافية الأمازيغية، التي يُنظر إليها على أنها تهديد للأمن الجزائري بسبب ارتباطاتها بجماعة “ماك” المطالبة بالاستقلال.
ورغم أن الحركة الأمازيغية لا تدعو إلى العنف أو الانفصال، إلا أن هناك من يعتبرها تهديدًا للوحدة الوطنية.
لكن من الواضح أن الفندق وقع ضحية لسوء الفهم، حيث لم يكن مديره مدركًا للعمق السياسي للمؤتمر. كان الحدث مجرد مناقشة لموضوع تاريخي بعيد عن الأنشطة السياسية الحديثة.
بعد إلغاء الحدث في فندق ميركيور، تم نقله إلى مكان آخر في المدينة بتكلفة أقل، مما يشير إلى أن الحجز لم يكن مجانيًا وأن الفندق لم يتعاطف مع الأيديولوجيات السياسية للمؤتمر.
من المهم التأكيد على أن هذه القضية تتعلق بإدارة فندق ميركيور فقط، ولا تمت بصلة إلى مؤامرات سياسية كبيرة أو تدخلات فرنسية في الشؤون الجزائرية.
فرنسا تركز على مصالحها الاقتصادية والسياسية وليست طرفًا في دعم الحركات الانفصالية أو الإرهابية في الجزائر.
كما أن واشنطن تتعارض مع الجزائر في تصنيف حركة “الماك” كحركة إرهابية، حيث تعتبر هذه الحركة غير عنيفة ولا تستخدم أساليب العنف.
في الوقت نفسه، تستمر منطقة القبائل في مواجهة القمع المستمر من قبل النظام الجزائري، الذي يواصل ممارسة أساليب التهديد والترهيب ضد شعبها.
المنطقة تعد من آخر المستعمرات الإفريقية التي ما زالت تحت وطأة نظام “الكابرانات”، حيث يُعتقل العديد من أبنائها في ظروف وحشية، ويتم تصفيتهم جسديًا في بعض الحالات.
وهذا يعكس حالة من التدهور السياسي والاجتماعي في البلاد، ويزيد من تعقيد الوضع الداخلي في الجزائر.
من الواضح أن نظام الكابرانات في الجزائر قد فقد هويته الحقيقية وأصبح يعيش في عالم من الوهم، حيث بدأ يختلق مؤامرات من وحي خياله المريض.
إن تبني نهج المؤامرات واستخدام أساليب العصابات يعكس تدهورًا كبيرًا في تفكير القيادة الجزائرية، ويزيد من تعقيد الأوضاع السياسية في البلاد.
0 تعليق