تحليل: بعد سوريا...هل اقترب الملف اليمني من الحل؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد سوريا...هل اقترب الملف اليمني من الحل؟

ثابت حسين صالح*

على افتراض أن ما حصل في كل من صنعاء ودمشق عام 2011م يعتبر ثورة...فإن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد اضطر -وكحل لمشكلة الصراع على السلطة- للتنازل عن هذه السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي قبل نهاية العام 2011م، فيما استمر الرئيس السوري بشار الأسد حاكما هناك حتى أواخر عامنا هذا 2024م.

اما في اليمن فقد انقلبت جماعة الحوثي الإرهابية بدعم من الرئيس الأسبق صالح، على الرئيس المتوافق عليه هادي بعد اقل من عامين.

سيطر الحوثيون على اليمن الشمالي في خلال أقل من أشهر ، ثم توجهوا لغزو الجنوب في النصف الثاني من شهر مارس 2015م...

وبينما قاوم الجنوبيون الغزو الحوثي وطردوه من كل او معظم اراضيهم... بقي اليمن الشمالي تحت سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية حتى الآن باستثناء بعض مناطق في مأرب وتعز...وبقيت سلطة الشرعية بصورة عامة خارج اليمن.

لسنا بصدد تقديم قراءة لهذه الحرب ولا لوضع مقارنة بين الملفين السوري واليمني...لكن مما لا شك فيه إن الأحداث المتسارعة في سورية التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد قد رفعت باب التوقعات نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية والتي تشكل جزءا من  ما يُسمى "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ،وإيجاد حل سياسي جذري وشامل للأزمة والحرب في اليمن.

أفشل الحوثيون كل جهود ومبادرات وقف الحرب واخرها ما سميت بخارطة الطريق رغم تواضعها وابتعادها عن ملامسة جذور الأزمة والحل.

وقد اعترف المبعوث الأممي إلى اليمن بنفسه بذلك بقوله "من غير الممكن المضي قدماً بخريطة الطريق الآن، لأنني لا أعتقد أن تنفيذ تلك الخريطة سيكون ممكناً"، فيما يبدو أنها رسالة مبطنة أراد إرسالها للمليشيا الحوثية.

من المؤكد أن الحوثيين قد هزتهم بقوة عواصف سقوط نظام بشار الأسد وهزيمة حزب الله وعدم انتصار حماس وردود الفعل الايرانية الضعيفة والغريبة والمتخاذلة...

وما يضاعف من قلق الحوثيين هو التغير في الموقف الأمريكي باعتبار الجماعة ارهابية، المطالب بوضع حد للهجمات التي تشنها جماعة الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ضد الملاحة الدولية.

لكن السؤال الملح يظل هل اليمنيون الشماليون تحديدا في الداخل والمنضوين تحت سلطة الشرعية في الخارج، هل هم مهيأين وجاهزين وراغبين في مقاومة وإسقاط الحوثيين في صنعاء؟ وهل هم مستعدين للذهاب إلى حل سياسي شامل وجذري ينهي أزمة اليمن الممتدة منذ حرب 1994؟

*باحث ومحلل سياسي وعسكري

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق