شريف صالح: نبيل الحلفاوى بطل مهيب يمثل معنى التمثيل لا النجومية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ودع القاص شريف صالح، كغيره من الكتاب والمثقفين المصريين الذين أفجعهم رحيل الفنان نبيل الحلفاوي، ونعاه بمنشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك". 

ولفت "صالح" إلى: "كنت ممن يعتقدون أن نبيل الحلفاوي رحمه الله.. صعيدي بسبب ملامحه السمراء الجبلية المنحوتة ونظرته الصارمة العميقة، حتى فاجأتني الكاتبة الكبيرة فاطمه المعدول ــ دفعته في معهد المسرح ــ في دردشة معها منذ شهور طويلة أن والده دمياطي الأصل، فارسكوري تحديدا، أي بلديات السنباطي العظيم وبلدياتي طبعًا". 

نبيل الحلفاوي بطل مهيب يمثل معنى التمثيل لا النجومية

وأوضح "صالح": "وتميز حضور جسده ممثلًا طول نصف قرن بمجموعة من المعاني كلها باتت موضع شك في أيامنا، أولها الرجولة، فهو يطل مهيبًا أميل إلى الصمت يتكلم بالنظر لا باللسان، في أقل حد ممكن من الجمل، وهي رجولة نادرة الآن في ظل هيمنة تسلعية لا تفضل ذكورة خالصة ولا أنوثة ناعمة".

واستكمل "صالح" حديثه عن الفنان الرحل نبيل الحلفاوي: "ثانيها، لفت نظري الحلفاوي لأول مرة في مسلسل "غوايش" من أربعين سنة، وكانت قصة تقليدية مكررة قبل وبعد، كما في الليل وآخره، صحيح كان البطل الأول فاروق الفيشاوي لكن نبيل الحلفاوي حرقه حرفيًا في معنى أن تكون صعيديًا، ومن وقتها انتبهت إنه ــ الحلفاوي ــ  يجسد معنى التمثيل لا النجومية".

وشدد "صالح" على أنه: "ليس مهمًا أن تصمم لك الأفلام والمسلسلات والشائعات والغراميات، المهم أنك تمثل بغض النظر عن المساحة وتصل للقلب، وهو هنا ينتمي لكتيبة كبيرة فيها أسماء بحجم محمود المليجي وتوفيق الدقن، مع قناعتي أنه أقل حظًا من أبناء جيله مثل الفخراني ونور الشريف ومحمود ياسين وأحمد زكي، ربما لأنه لا يبرع في المواءمات ولا يرغب في أدوار تخدش صورته عن ذاته".

وأضاف: "ثالثها، الحلفاوي الشاب الذي كسرته النكسة مع أبناء جيله اختار أن يعيش فنه وحياته كمناضل يرفض الهزيمة ويتمسك بمعنى وقيم مصر، وهو ما يظهر حتى في تعليقاته الكروية الخاصة بالمنتخب والأهلي، ويبدو أقرب هنا للتصور القومي الناصري الحريص على بناء مصر متقدمة تتمتع بالحس المدني والعدالة الاجتماعية، لذلك ظل شريكًا في أكثر من عمل لأسامة أنور عكاشة".

وتابع: "رابعها، باعتباره مواليد السيدة زينب زي نور الشريف وشخصيات كتيرة عظيمة أتولدت وجاورت أم هاشم، حافظ نبيل الحلفاوي على حالة ابن البلد البسيط الذي يتفاعل مع الجميع بمحبة وشهامة في الواقع او الافتراض". 

واختتم "صالح": "لذلك وفاته خسارة لكل المعاني والقيم التي جسدها وعاشها بالاتساق نفسه في بدء الرحلة كما في ختامه".

محطات في مسيرة نبيل الحلفاوي

وكان الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، قد غادر عالمنا أمس الأحد، عن عمر ناهز السابعة والسبعين، حيث ولد سنة 1947 بحي السيدة زينب، والتحق بكلية الهندسة ولكن أسرته طلبت منه أن يتركها ويدرس الصيدلة؛ ولأنه لم يكن يحبها فقد قام بدراسة إدارة الأعمال في كلية التجارة في جامعة القاهرة، وبعد تخرجه فيها التحق بقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج في سنة 1970، وبعد احترافه العمل بالفن قام بتجسيد العديد من الشخصيات الشهيرة والهامة في الأعمال الفنية التي شارك فيها.

ومن أشهر الشخصيات التليفزيونية التي جسدها بخلاف رجل المخابرات "نديم هاشم" في مسلسل "رأفت الهجان"، شخصية المعلا قانون في "غوايش"، ورفاعي في "زيزينيا"، وزكريا بن راضي في "الزيني بركات"، بجانب الشخصيات التي جسدها في مسلسلات "كناريا وشركاه"، و"الحب وأشياء أخرى"، و"الملك فاروق"، و"جواري وقصور"، و"دموع صاحبة الجلالة"، و"أوراق مصرية"، وغيرها.

ومن أشهر الشخصيات السينمائية التي جسدها في أفلام السينما المصرية شخصية رجل الجيش ورجل البوليس ورجل القانون، التي جسدها في عدد من الأفلام منها "الطريق إلى إيلات"، و"الأوباش"، و"المحاكمة"، و"اغتيال مدرسة"، وشبكة الموت"، و"العميل رقم 13".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق