أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن موافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على توسيع الاستيطان في هضبة الجولان السورية، التي قدمها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بميزانية تتجاوز 40 مليون شيكل، تواجه غضب عربي ودولي غير مسبوق، ما يضع إسرائيل في عزلة دولية جديدة.
ووفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، فإن الخطة جاءت "في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا، ورغبة في مضاعفة عدد سكان مرتفعات الجولان".
تحركات إسرائيلية في سوريا
وأوضحت الصحيفة أن خطة نتنياهو في سوريا تتضمن مشاريع لتعزيز البنية التحتية في الجولان، مثل تطوير التعليم والطاقة المتجددة، وإنشاء قرية طلابية، وبرنامج لتطوير الهيكل التنظيمي لمجلس الجولان الإقليمي لاستيعاب القادمين الجدد.
وقال نتنياهو: "تعزيز الجولان هو تعزيز لدولة إسرائيل، وهذا الأمر له أهمية خاصة في هذا الوقت، سنواصل التمسك بهذه الأرض، ونعمل على ازدهارها واستيطانها".
وأثارت الخطة موجة من الإدانات العربية والدولية، فقد طالبت مصر بالتحرك الدولي لمواجهة الانتهاك الإسرائيلي للقوانين، كما وصفت وزارة الخارجية السعودية القرار بأنه "عقبة أمام استعادة سوريا لاستقرارها وأمنها".
ونددت قطر بالخطة، معتبرة أنها "عدوان إسرائيلي جديد على سوريا وانتهاك صارخ للقانون الدولي".
وحذرت وزارة الخارجية في الإمارات من أن القرار "قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة"، مشددة على دعمها لوحدة الأراضي السورية، وفي العراق، اعتبرت وزارة الخارجية أن "الجولان أرض سورية محتلة، وأي خطوة لتغيير وضعها القانوني والديموجرافي غير شرعية".
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، عززت إسرائيل وجودها العسكري في الجولان، وفي الليلة التي انهار فيها النظام، سيطر الجيش الإسرائيلي على جبل الشيخ السوري، الذي كان قد أعيد لسوريا بموجب اتفاق فك الاشتباك بعد حرب أكتوبر 1973، وتم اعتبارها منطقة عازلة، كما دمرت إسرائيل قدرات الجيش السوري بالكامل من خلال نهب مستوعات الأسلحة وقصف المناطق العسكرية.
تُظهر خطة إسرائيل لتوسيع الاستيطان في الجولان رغبتها في تعزيز قبضتها على المنطقة وسط تصاعد التوترات الإقليمية، ورغم الإدانة الدولية والعربية، تستمر إسرائيل في تنفيذ سياسات تعزز وجودها في الجولان، مما يضع المنطقة أمام تحديات جديدة في ظل التحولات السياسية الراهنة.
وأوضحت الصحيفة أن مثل هذا التحول من شأنه وضع إسرائيل في ورطة كبرى ويعزز اتهاماتها بالتوسع على حساب الأراضي العربية المحيطة.
0 تعليق