تطهير عسكري في الصين: شي جين بينغ يطيح بأقرب حلفائه

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاثنين 16 ديسمبر 2024 | 01:34 مساءً

الزعيم الصيني شي جين بينغ يتفقد القوات خلال عرض عسكري

الزعيم الصيني شي جين بينغ يتفقد القوات خلال عرض عسكري

كتب : محمود أمين فرحان

في السنوات الأولى لحربه ضد الفساد، عمل الرئيس الصيني شي جين بينغ على تعزيز سيطرته على الجيش الصيني، أكبر جيش في العالم، عبر التخلص من جنرالات أقوياء ينتمون إلى فصائل منافسة، واستبدالهم بحلفاء مقربين يضمن ولاءهم الشخصي له. كما ورد فى تقرير نشرته شبكة ال سى إن إن الأمريكية

ومع مرور عقد من الزمن، وبعد إجراء تغييرات هيكلية في القوات المسلحة الشعبية (PLA) وتعيين رجال موالين له في المناصب العليا، لا يزال شي غارقًا في صراعه المستمر مع الفساد وقلة الولاء داخل الجيش.

وكما هي الحال مع العديد من الزعماء المستبدين عبر التاريخ، بدأ شي يوجه ضرباته الآن ضد المخلصين الذين اختارهم بنفسه، وهي خطوة تعكس أزمة الثقة التي يعاني منها.

في الشهر الماضي، أطاح شي بأحد أتباعه المقربين في الجيش، الأميرال مياو هوا، الذي كان يشغل منصب عضو في اللجنة العسكرية المركزية (CMC)، أعلى هيئة قيادية في الجيش الصيني. تم تعليق مياو ووضعه قيد التحقيق بتهمة "انتهاك خطير للانضباط"، وهي عبارة شائعة تستخدم للإشارة إلى الفساد وعدم الولاء.

يُعتبر مياو أكبر مسؤول يتم إقالته في أحدث عملية تطهير عسكري يقودها شي. ومنذ الصيف الماضي، تم إبعاد أكثر من عشرة من كبار الشخصيات في القطاع الدفاعي الصيني، بما في ذلك آخر وزيرين للدفاع الذين تم تعيينهما في اللجنة العسكرية المركزية من قبل شي. لكن مياو كان يتمتع بعلاقة قوية وطويلة الأمد مع شي، تمتد لعقود من الزمن منذ أن كان شي يشق طريقه في الحياة السياسية في مقاطعة فوجيان الساحلية.

إن التحقيق مع مياو يمثل تطورًا جديدًا في الحملة التي يشنها شي ضد الفساد داخل الجيش، وهو ما يثير تساؤلات بشأن قدرة الزعيم الصيني على القضاء على الفساد المنهجي وتعزيز قدرة الجيش القتالية في وقت تشهد فيه المنطقة توترات جيوسياسية متصاعدة.

على مدار العقد الماضي، أشرف شي على إصلاحات طموحة لتحويل الجيش الصيني إلى قوة قتالية من الطراز العالمي قادرة على مواجهة الجيش الأمريكي. ومن أبرز أهداف هذه الإصلاحات ضمان استعداد الصين لخوض حرب محتملة حول تايوان، الجزيرة الديمقراطية ذات الحكم الذاتي التي تطالب الصين بسيادتها.

ومع ذلك، فإن سقوط مياو يعيد طرح الأسئلة التي أثيرت في أعقاب تطهير الصيف الماضي حول مدى الثقة التي يضعها شي في جنرالاته، الذين سيكونون المسؤولين عن قيادة حرب في حال نشوبها. يقول جويل ووتنو، الزميل البارز في جامعة الدفاع الوطنية الأمريكية: "إذا كان شي يعتقد أنه جلب أشخاصًا ليسوا مخلصين له أو لأجندته، فهذه ستكون مشكلة كبيرة."

ويرى الخبراء أن تطهير شي لأحد أتباعه المخلصين يسلط الضوء على معضلة مألوفة للدكتاتوريين، بما في ذلك سلفه ماو تسي تونغ: بعد التخلص من منافسيه السياسيين، يستمر الزعيم الأعلى في البحث عن تهديدات جديدة لسيطرته المطلقة على السلطة، حتى وإن كانت هذه التهديدات تأتي من أقرب المقربين إليه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق