أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، ضبط منصات إطلاق قذائف صاروخية ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون في جنوب لبنان. تأتي هذه العملية رغم سريان هدنة دخلت حيز التنفيذ مؤخرًا بعد مواجهة استمرت لأكثر من شهرين بين حزب الله وإسرائيل، خلفت آلاف القتلى ودمارًا واسعًا في المناطق الحدودية.
تفاصيل المضبوطات: أسلحة وصواريخ تهدد أمن المنطقة
وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي، تم العثور على عدة مستودعات للأسلحة خلال نشاط "اللواء 769". احتوت هذه المستودعات على منصات إطلاق متنقلة لقذائف صاروخية ثقيلة الوزن، والتي استخدمت، بحسب البيان، في إطلاق قذائف نحو بلدات إصبع الجليل الإسرائيلية خلال العام الأخير.
كما شملت المضبوطات عشرات قذائف الهاون، صواريخ مضادة للدروع، وعبوات ناسفة، بالإضافة إلى معدات عسكرية إضافية. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه صادر جميع الأسلحة والمعدات المكتشفة، في إطار "جهود إزالة التهديدات الأمنية" ومنع الانتهاكات على الحدود مع لبنان.
التوترات على الحدود: هدنة هشة وانتهاكات متكررة
تأتي هذه العملية بعد سريان هدنة تم التوصل إليها في 27 نوفمبر، أنهت مواجهات مفتوحة استمرت لشهرين بين حزب الله وإسرائيل، وأسفرت عن مقتل نحو 4 آلاف شخص في لبنان. ورغم الاتفاق على وقف إطلاق النار، سجلت العديد من الانتهاكات منذ دخوله حيز التنفيذ، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني على الحدود بين الجانبين.
الاتفاق الحدودي: انسحاب وتعزيزات عسكرية
ينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق الحدودية في جنوب لبنان خلال 60 يومًا، مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة "اليونيفيل" في المنطقة الجنوبية المتاخمة للحدود مع إسرائيل.
ويشمل الاتفاق تشكيل لجنة خماسية تضم ممثلين عن الطرفين وجهات دولية لمراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروقات. ومع ذلك، تشير تقارير إلى استمرار التوترات والمواجهات المحدودة، ما يهدد بعودة التصعيد مجددًا.
موقف الجيش الإسرائيلي: استهداف مستمر للتهديدات الأمنية
في بيانه، شدد الجيش الإسرائيلي على أنه يواصل العمل لإزالة التهديدات الأمنية من جنوب لبنان، مع الالتزام بشروط وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن عملياته تهدف إلى منع أي نشاط عسكري قد يهدد أمن حدوده الشمالية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن استمرار العثور على أسلحة ومعدات عسكرية يشير إلى "نية واضحة" لاستهداف بلداته الشمالية، ما يتطلب استمرار الجهود الاستخباراتية والعسكرية في المنطقة.
انعكاسات العملية: مستقبل الهدنة على المحك
تثير العملية الإسرائيلية مخاوف بشأن استقرار الهدنة الهشة بين حزب الله وإسرائيل. ورغم الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار، إلا أن الانتهاكات المستمرة تعكس احتمالية عودة التصعيد.
يشير مراقبون إلى أن استمرار العمليات العسكرية من أي طرف قد يعيد إشعال المواجهة، خصوصًا مع تراكم التوترات بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران، والذي يُنظر إليه كأحد أبرز اللاعبين في المنطقة الحدودية.
0 تعليق