ذكرت صحيفة إيران انترناشيونال أن حدة التنافس بين القوتين الإقليميتين تركيا وإيران تصاعدت بعد أن برزت أنقرة كصاحبة نفوذ قوي في سوريا بعد سقوط حليف طهران الرئيس بشار الأسد.
وسلطت الضوء على تصريحات أخيرة لوزير الخارجية التركي حقان فيدان التي عكست تأملًا جديرًا بالتحليل حول التحول في الديناميكيات الإقليمية، قائلًا إن إيران يجب أن تفهم بشكل أفضل أفعالها بعد سقوط الأسد.
وقال فيدان: “أعتقد أن إيران ستتعلم أيضًا دروسًا في الفترة الجديدة؛ نحن بحاجة إلى مساعدة إيران بطريقة بناءة”.
وحدد فيدان رؤية تركيا للشرق الأوسط على أنها رؤية تقوم على التعاون واحترام السيادة، مضيفًا: "نحن لا نريد هيمنة إيرانية أو هيمنة تركية أو هيمنة عربية. لقد حان الوقت لنجتمع معًا وننشئ مصالحنا الخاصة ونظامنا الخاص في المنطقة، جنبًا إلى جنب".
وانتقد وزير الخارجية التركي عجز الأسد عن المصالحة مع شعبه أو إعادة بناء سوريا، قائلًا: "إما أن يتقاسم الأسد السلطة مع شعبه ويصنع السلام معهم، أو أن يتقاسم السلطة مع قوى الهيمنة الخارجية التي دعمته ضد شعبه".
ومن ناحية أخرى، ردت إيران بقوة على النفوذ التركي المتزايد، ففي يوم الاثنين، اتهمت صحيفة كيهان المتشددة الموالية للمرشد الأعلى علي خامنئي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستغلال الصراع في سوريا لتحقيق طموحاته السياسية الخاصة.
وفي افتتاحية بعنوان "هذا الجار لم يعد جديرًا بالثقة"، زعمت صحيفة كيهان أن أردوغان يسعى إلى إحياء "الخلافة العثمانية" وحذرت من ردود الفعل العكسية المحتملة.
وزعمت الصحيفة أن “مقامرة تركيا في سوريا قد تؤدي في نهاية المطاف إلى زعزعة استقرار نظام أردوغان نفسه، تمامًا كما فعلت مع نظام الأسد”.
كما اتهمت صحيفة كيهان تركيا بأنها "مديرة مسرح الأزمة" منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2012، زاعمة أن أردوغان أطال أمد عدم الاستقرار لخدمة الأهداف الاستراتيجية التركية.
بينما اتهمت الصحيفة الإيرانية أنقرة بتدبير أزمة في سوريا، رجح فيدان أن اعتماد الأسد على القوى الخارجية، بما في ذلك روسيا وإيران، كان جزءًا من سقوطه.
وقال فيدان: "بالطبع، عندما تقاسم الأسد هذه السلطة مع روسيا وإيران، قاتلوا معًا، ولم يتمكنوا من اتخاذ القرارات التي أرادوها لأن كل دولة لها مصالح مختلفة".
وتابع: "وبعد نقطة معينة، عندما فشل الأسد في المصالحة مع شعبه، وإعادة الملايين من الناس، وتوفير الخدمات للأشخاص الموجودين بالفعل في سوريا، وتوفير الخدمات الأساسية، وتوفير الخدمات للاقتصاد، انهار النظام من تلقاء نفسه".
وقد تم التلميح إلى استياء طهران من أنقرة في وقت سابق في خطاب المرشد الأعلى علي خامنئي الأسبوع الماضي - وهو أول رد فعل علني له على الإطاحة بالأسد.
ورغم أنه لم يذكر تركيا بالاسم، فقد أشار خامنئي إلى دولة مجاورة كجزء مما أسماه خطة أمريكية وإسرائيلية مشتركة في سوريا. وقد تم تفسير التعليقات على نطاق واسع على أنها انتقاد مبطن لتورط تركيا.
0 تعليق