الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 | 04:48 مساءً
الصين تنفي مزاعم التجسس وتصف فضيحة الأمير أندرو بأنها حملة تشويه
في أول رد رسمي على الجدل الذي أفضى إلى حظر مواطن صيني من دخول المملكة المتحدة بدعوى تهديد الأمن القومي، رفضت السفارة الصينية في لندن الانتقادات الموجهة لأنشطتها الخارجية، ووصفتها بأنها محاولات "لشيطنة" الصين والإساءة لعلاقاتها مع بريطانيا.
وقالت المتحدثة باسم السفارة في بيان صدر الثلاثاء: "الضجة التي أثارها بعض أعضاء البرلمان البريطاني لا تكشف سوى عن عقليات ملتوية تجاه الصين، وتعكس الغطرسة والوقاحة".
وأضافت: "هذا مثال على المثل القائل: 'اللص ينادي: امسكوا اللص.' الهدف الحقيقي من هذه المزاعم هو تشويه صورة الصين واستهداف الجالية الصينية في المملكة المتحدة، وتعطيل التبادلات الطبيعية بين البلدين".
تفاصيل القضية
تعود جذور الأزمة إلى المواطن الصيني يانغ تينغبو، البالغ من العمر 50 عامًا، والذي تم حظره من دخول المملكة المتحدة لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وفقًا لوثائق قضائية تم الكشف عنها مؤخرًا. الوثائق وصفت يانغ بأنه "مقرب جدًا" من الأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز الثالث.
تمت دعوة يانغ لحضور فعاليات في قصر باكنغهام، كما حصل على تصريح لتمثيل الأمير أندرو في صفقات تجارية. وظهر في صور مع رئيسي الوزراء السابقين ديفيد كاميرون وتيريزا ماي.
في المقابل، نفى يانغ يوم الاثنين الاتهامات الموجهة إليه، واصفًا إياها بأنها "لا أساس لها من الصحة"، وقال في بيان: "لم أرتكب أي فعل غير قانوني، والمخاوف التي أبدتها وزارة الداخلية ضدي لا تستند إلى حقائق".
مخاوف بريطانية
أثارت القضية ردود فعل قوية من السياسيين البريطانيين، خاصة المحافظين المتشددين تجاه الصين. وقال إيان دنكان سميث، الزعيم السابق لحزب المحافظين، إن "النفوذ الصيني في بريطانيا يشكل تهديدًا واضحًا". وانتقد محاولات رئيس الوزراء كير ستارمر لتحسين العلاقات مع الصين بعد توترها لسنوات في عهد المحافظين.
من المتوقع أن يُختتم تدقيق بريطاني شامل للعلاقات مع الصين في أوائل العام المقبل، وسط دعوات لتشديد الرقابة على النفوذ الصيني في البلاد.
رد الصين
السفارة الصينية رفضت هذه المخاوف ووصفتها بأنها محاولات سياسية لتعكير صفو العلاقات بين البلدين. وقالت في بيانها: "ندعو الجانب البريطاني إلى التوقف فورًا عن إثارة المشاكل والممارسات السياسية المناهضة للصين، والامتناع عن عرقلة التبادلات الطبيعية بين البلدين".
كما دافعت السفارة عن إدارة الجبهة المتحدة، وهي هيئة تابعة للحزب الشيوعي الصيني متهمة بالسعي للتأثير في الخارج. وأكدت أن دور الجبهة هو تعزيز التعاون والتفاهم بين مختلف الأطراف.
وقال المتحدث باسم السفارة: "عمل الجبهة المتحدة نزيه وشفاف. وعلى الرغم من محاولات بعض السياسيين البريطانيين تشويه سمعة هذا العمل، إلا أنهم لن ينجحوا".
موقف الحكومة البريطانية
ردًا على تصريحات الصين، أكد المتحدث الرسمي لرئيس الوزراء كير ستارمر أن الحكومة البريطانية ستستخدم كل صلاحياتها لمواجهة أي تهديدات للأمن القومي.
وأضاف: "نهجنا دائمًا هو حماية المصلحة الوطنية وضمان الأمن القومي والسلامة العامة قبل كل شيء".
0 تعليق