تصعيد نووي إيراني يثير قلق أوروبا.. هل ينهار الاتفاق النووي؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقها البالغ بشأن مخزون إيران من اليورانيوم العالي التخصيب، واصفة إياه ب ـغير المسبوق ومن دون "مبرر مدني موثوق به. وجاء هذا التصريح في بيان صدر قبل اجتماع لمجلس الأمن الدولي خصص لمناقشة تطورات برنامج إيران النووي.

الدول الثلاث، المعروفة اختصارًا بـإي 3، شددت على ضرورة تراجع إيران عن تصعيدها النووي، محذرة من أن هذا المخزون قد يمنح طهران القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع عدة أسلحة نووية.

إيران تدافع عن برنامجها النووي

تؤكد إيران باستمرار أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية، بما في ذلك توليد الطاقة الكهربائية. وتنفي وجود أي نية لديها لصنع قنبلة ذرية، معتبرة الاتهامات الغربية بأنها تستند إلى تفسيرات خاطئة و"تعسفية".

السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، وصف اتهامات الدول الغربية بأنها "لا أساس لها من الصحة"، مشيرًا إلى أن هذه الدول هي من فشلت في احترام التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
 

برنامج إيران النووي: تصعيد مقلق

وفق البيان الأوروبي، فإن إيران رفعت تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 60%، وهي نسبة قريبة من مستوى 90% اللازم لصنع الأسلحة النووية. كما كثّفت طهران تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة، في خطوة اعتبرتها الدول الأوروبية ضربة جديدة للاتفاق النووي المبرم في عام 2015.

هذا التصعيد، بحسب الخبراء، يمنح إيران القدرة على إنتاج مواد نووية كافية لصنع عدة أسلحة ذرية في فترة زمنية قصيرة، ما يزيد المخاوف الدولية من حدوث سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.

خلفية الاتفاق النووي لعام 2015

في عام 2015، توصلت إيران إلى اتفاق مع القوى الكبرى (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، الصين، روسيا، والولايات المتحدة) في فيينا، يهدف إلى فرض قيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية.

لكن الاتفاق تعرض لضربة كبيرة بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018 خلال إدارة دونالد ترامب، التي أعادت فرض عقوبات شديدة على إيران. وردًا على ذلك، بدأت طهران بزيادة نشاطاتها النووية، مما دفع الأطراف الأخرى إلى التحذير من انهيار الاتفاق بالكامل.

مخاطر تجاوز الحدود النووية

إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك يورانيوم مخصبًا بنسبة 60% دون امتلاك سلاح نووي، وهو أمر غير مسبوق بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذا الوضع يثير قلقًا عالميًا، خاصة أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% يُعد الخطوة الأخيرة قبل تصنيع سلاح نووي.

طريق مسدود أمام الجهود الدبلوماسية

أمام مجلس الأمن، أشارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، إلى أن الأطراف وصلت إلى "طريق مسدود". يأتي ذلك قبل عشرة أشهر من انتهاء صلاحية قرار الأمم المتحدة الذي دعم الاتفاق النووي لعام 2015.

الأطراف الغربية، وعلى رأسها الدول الأوروبية، تهدد باللجوء إلى آلية إعادة فرض العقوبات على طهران، وهي خطوة قد تعقد الأمور أكثر وتجعل فرص العودة إلى الاتفاق شبه معدومة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق