الأزهر ينظم احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. ويؤكد: العربية ستظل باقية ما بقي القرآن الكريم

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
كتب : علاء خليفة

تحت شعار "اللغة العربية: أصالة وريادة"، نظّم الأزهر الشريف احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.

حضر الاحتفالية عدد من كبار العلماء والمسؤولين بالأزهر، على رأسهم فضيلة أ.د محمد الضويني وكيل الأزهر، وفضيلة أ.د سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والشيخ أيمن عبدالغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، بجانب لفيف من القيادات البارزة.

بدأت الاحتفالية بكلمات تناولت أهمية اللغة العربية ودورها المحوري في الحفاظ على هوية الأمة.

كما تم افتتاح معرض للفنون التشكيلية والخط العربي، شارك فيه طلاب المعاهد الأزهرية ونخبة من الفنانين، بهدف إبراز جماليات اللغة العربية كفنٍّ وثقافة.

وشهدت الاحتفالية كلمات مؤثرة ودعوات جادة لتعزيز مكانة اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم وأساس الهوية الإسلامية.

وكيل الأزهر: اللغة العربية هي الحصن الأول لهويتنا

في كلمته الافتتاحية، أكد فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي وعاء الشريعة وحافظة التراث الإسلامي.

وقال الضويني: "اللغة العربية ليست لغة ماضٍ فقط، بل هي لغة المستقبل، وهي قادرة على استيعاب كافة التحديات إذا أُعطيت حقها من الاهتمام".

كما شدد على ضرورة تطوير المناهج التعليمية بما يعزز ارتباط الأجيال الناشئة بلغتهم الأم.

رئيس جامعة الأزهر: تعريب العلوم أولوية استراتيجية

ألقى فضيلة أ.د سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلمة قوية دعا فيها إلى ضرورة تعريب العلوم، مشيرًا إلى أن العلوم الإسلامية والعربية حققت ريادتها العالمية عندما كانت تُدرَّس باللغة العربية.

وأضاف داود: "من غير المقبول أن تكون اللغة العربية، التي كانت لغة العلم والحضارة لقرون، على الهامش اليوم، تعريب العلوم ليس مجرد خيار، بل ضرورة لإعادة الاعتبار للغتنا".

كما أشار إلى أن الأزهر يعمل على إعداد خطط شاملة لتطوير المناهج وتدريس العلوم الطبيعية والتطبيقية باللغة العربية.

الشيخ أيمن عبدالمغني: اللغة العربية رسالة خالدة عبر الأزمان

أكد الشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي رمز أصالة وهوية، واختيار الله لها لغة للقرآن الكريم يعكس علوّ مكانتها.

وأضاف أن أمتنا العربية لن تزدهر إلا بازدهار هذه اللغة التي حملت عبر التاريخ معاني الدين والحضارة.

وأشار عبدالغني إلى أن سلف الأمة حثوا على تعلم العربية، مستشهدًا بقول عمر بن الخطاب: "تعلموا العربية فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة".

واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة الاعتزاز باللغة العربية وتوظيفها في مختلف مجالات الحياة.

تحديات اللغة العربية في العصر الحديث

تحدث فضيلة د. حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء، عن التحديات التي تواجه اللغة العربية في ظل العولمة.

وأشار إلى ضعف تداولها بين الأجيال الجديدة بسبب تعقيد قواعدها في المناهج الدراسية، داعيًا إلى تبسيط طرق التعليم وإعادة ربط الشباب بلغتهم الأم.

وأضاف أن اللغة العربية أثبتت كفاءتها عبر التاريخ في استيعاب مختلف الحضارات، وكانت لغة العلم والفكر خلال العصور الذهبية للحضارة الإسلامية.

وختم بدعوة المؤسسات التعليمية إلى التركيز على حفظ النصوص الأدبية والدينية كوسيلة لتعزيز مهارات اللغة لدى الطلاب.

معرض الخط العربي

افتتح فضيلة وكيل الأزهر معرضًا للخط العربي والفنون التشكيلية على هامش الاحتفالية، حيث عُرضت:

مخطوطات نادرة توثق جماليات اللغة العربية عبر العصور.

لوحات فنية إبداعية لطلاب المعاهد الأزهرية.

نسخ قرآنية نادرة مكتوبة بخطوط عربية متنوعة.

وأشاد الحضور بمشاركة طلاب الأزهر في إبراز التراث العربي من خلال لوحات أظهرت براعتهم في الخط والتصميم.

توصيات الاحتفالية

اختُتمت الاحتفالية بعدد من التوصيات، أبرزها:

تعزيز حضور اللغة العربية في كافة مناحي الحياة، بما في ذلك الإعلام والتعليم.

تفعيل قوانين حماية اللغة، ومنع استبدالها باللغات الأجنبية في الإعلانات واللافتات.

دعم تعريب العلوم وتقديم مناهج علمية باللغة العربية لتعزيز ارتباط الطلاب بلغتهم الأم.

زيادة الاهتمام بـالخط العربي كأحد رموز الهوية الثقافية.

الأزهر.. حارس اللغة وعنوان الهوية

أكدت كلمات العلماء والمشاركين في الاحتفالية أن الأزهر الشريف كان وسيظل الحصن المنيع للغة العربية، حارسًا لتراثها، وراعيًا لمسيرتها.

كما أكد الحاضرون أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي ركيزة أساسية لهوية الأمة الإسلامية وحضارتها.

الاحتفالية جاءت لتعيد التذكير بأن اللغة العربية ليست مجرد لغة قومية، بل هي لغة عالمية تحمل رسالة الإسلام وقيمه إلى البشرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق