تركيا تتقدم على الولايات المتحدة بخطوات في القرن الأفريقي

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

علق سينان سيدي زميل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وأستاذ مشارك لدراسات الأمن القومي في جامعة مشاة البحرية الأمريكية على تحدي تركيا النشط لديناميكيات القوة التقليدية، مرجحًا أن مثل هذا التحدي يأتي غالبًا على حساب الولايات المتحدة وحلفائها.  

وتوسطت تركيا في التوصل إلى اتفاق بين إثيوبيا والصومال، منهية بذلك تنافسا دام قرابة عقد من الزمان بين الدولتين الأفريقيتين. وفي حين أن الاتفاق يشكل تطورا مرحبا به فيما يتصل بالاستقرار الإقليمي، فإن وساطة تركيا تعمل على تعقيد استراتيجية واشنطن للقارة السمراء.

وفي القرن الأفريقي، وفقا لمقال سينان سيدي بموقع ناشيونال إنترست، فهذه ليست الحالة الوحيدة التي تهيمن فيها تركيا على العناوين الرئيسية. فقد أصبحت أنقرة أكثر قوة في الشرق الأوسط الأوسع، وخاصة في سوريا. 

ويُعزى الانتفاضة الأخيرة التي أسقطت نظام الأسد على نطاق واسع إلى إعطاء أنقرة الضوء الأخضر لهيئة تحرير الشام والحملة العسكرية للجيش الوطني السوري على دمشق، والتي فاجأت العالم بأسره، وأظهرت عجز روسيا وإيران عن دعم حليفيهما. وتهتم تركيا بتأكيد إرادتها في جميع المجالات التي تبدو فيها واشنطن غائبة أو مشتتة للغاية بسبب عملية الانتقال بين إدارتي بايدن وترامب.

وبالنسبة للولايات المتحدة، ينبغي أن تكون مناورة تركيا بمثابة جرس إنذار. ففي حين يتم تهميش منطقة القرن الأفريقي في بعض الأحيان في السياسة الخارجية الأمريكية، فإن المنطقة تشكل أهمية استراتيجية لمكافحة عدم الاستقرار، وكبح جماح التطرف، وتأمين الطرق البحرية الرئيسية في أسرع قارات العالم نموًا. وتسلط قدرة تركيا على التوسط في صفقة في غياب واشنطن عن الضوء على كيفية استغلال فراغات القوة.

وبدون وجود إقليمي، تخاطر واشنطن بالتنازل عن النفوذ لقوى ذات أهداف متباينة. ومن الممكن أن تعيد الوساطة الفعّالة في النزاع على نهر النيل بين مصر وإثيوبيا ترسيخ مصداقية الولايات المتحدة واستقرار منطقة القرن الأفريقي. وقد يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى تعميق الانقسامات بين حلفاء الولايات المتحدة، وإضعاف نفوذها في مشهد عالمي متزايد التنافسية ــ أو ما هو أسوأ من ذلك، منح أنقرة فرصة أخرى لتعزيز موقفها بشكل أكبر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق