مشروع مدارس الريادة بأكادير: اختلالات وتدبير عشوائي يهددان التجربة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم مشروع مدارس الريادة بأكادير: اختلالات وتدبير عشوائي يهددان التجربة

- في المدرج هبة بريس- عبد اللطيف بركة 

في ضوء تحليل خبراء تربويين، يمكن القول إن مشروع “مدارس الريادة” في مديرية أكادير إداوتنان، الذي انطلق في الموسم الدراسي 2023/2024، شهد فشلاً في التنفيذ بسبب عدة اختلالات أساسية. وفقًا للخبراء التربويين، يتطلب أي مشروع تربوي ناجح تخطيطًا دقيقًا ورؤية واضحة، وهو ما غاب بشكل ملحوظ في هذا المشروع.

أحد أبرز المشكلات التي أشار إليها الخبراء هو “التحكم القبلي” في اختيار المدارس والمشاركة في المشروع. حيث تم فرض المشروع على المؤسسات التعليمية دون الأخذ برأي الأطر الإدارية والتربوية، وهو ما يعد خرقًا لأسس المشاركة الفعالة التي تنص عليها المذكرة المؤطرة. كما أن غياب التخطيط القبلي وترتيب الأولويات أدى إلى اختيار مؤسسات تعليمية لا تفي بالمعايير المحددة، مثل مؤسسات تعاني من خصاص كبير في الأطر التربوية، بينما تم استبعاد مؤسسات أخرى كانت أكثر استقرارًا وقدرة على تطبيق المشروع بنجاح.

أشار الخبراء أيضًا إلى غياب التوجيهات الواضحة من المديرية الإقليمية، حيث لم تصدر أي مراسلات للمؤسسات التعليمية بشأن تفاصيل المشروع، ولم تُنظم أي زيارات للتعريف بالمذكرة الوزارية وأهدافها. هذا العجز في التواصل والتوجيه يعكس ضعف إدارة المشروع، مما يزيد من ارتباك المؤسسات التعليمية ويحول دون تحقيق الأهداف المرجوة.

الخبراء التربويون شددوا أيضًا على أن اختيار ثلاث مدارس فقط لتطبيق المشروع في مديرية أكادير إداوتنان، رغم توفر المديرية على إمكانيات بشرية ومالية كبيرة، يعد قرارًا غير منطقي. كان من الأجدر توزيع المشروع بشكل أوسع على عدة مدارس لتجنب التركز المفرط في عدد قليل من المؤسسات، مما كان سيتيح فرصًا أفضل لتطوير النماذج التربوية المبتكرة.

ومن جانب آخر، لفت الخبراء إلى أن دورة التكوين التي جرت للأساتذة كانت مشوبة بشبهة المحسوبية وعدم الشفافية. حيث تم اختيار بعض المشاركين بناء على معايير غير تربوية، ما أدى إلى انتقالات غير قانونية لبعض الأطر التربوية، وهو ما يثير القلق بشأن نزاهة العملية. وفي الوقت ذاته، كانت هناك ملاحظات حول تدهور مستوى التجهيزات الأساسية في المدارس المختارة، مثل ضعف الإنترنت ونقص الأدوات التربوية، مما أثر سلبًا على سير العملية التعليمية.

من ناحية أخرى، يرى الخبراء أن غياب الرقابة والمساءلة قد ساهم في تفاقم هذه المشاكل. لم يتم محاسبة المسؤولين عن الخروقات التي حدثت، ما أدى إلى استمرار تدبير المشروع بشكل عشوائي ومرتجل في الموسم الدراسي 2024/2025، الأمر الذي يهدد بتكرار الفشل وتفاقم الاختلالات.

في النهاية، يشير الخبراء التربويون إلى أن نجاح أي مشروع تربوي يتطلب التخطيط الشامل، والشفافية في التنفيذ، والمساءلة على كافة المستويات. إن ما شهدته مدارس الريادة في أكادير إداوتنان من اختلالات يعكس ضرورة إعادة النظر في آليات تنفيذ المشاريع التربوية، وتأكيد أهمية تحصين هذه المشاريع ضد التلاعبات والمحسوبيات لضمان تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق