تواصل الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية وتآمرت فيها المليشيات الإخوانية، إحداث كوارث مروعة على صعيد الأوضاع المعيشية والإنسانية.
وفي توثيق لحجم المأساة التي خلّفتها الحرب، يتزايد عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، في ظل الانهيار الاقتصادي الذي أحدثته الحرب.
وارتفع عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنسبة 34% عن العام السابق ليصل إلى 600 ألف طفل وذلك في الجنوب والمناطق اليمنية المحررة.
جاء ذلك استنادًا إلى التصنيف المرحلي المتكامل الأخير لسوء التغذية الحاد الذي تبنته منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونيسيف".
في الوقت نفسه، قالت المنظمة الأممية، إن مديريات المخا في تعز والخوخة وحيس في الحديدة على الساحل الغربي شهدت مستويات حرجة للغاية من سوء التغذية الحاد، وهي المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل، لأول مرة.
وقدَّرت اليونسيف، أن أكثر من 36% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد.
المنظمة الأممية أرجعت زيادة سوء التغذية الحاد في اليمن إلى تفشي الأمراض وانعدام الأمن الغذائي الشديد ونقص الوصول إلى مياه الشرب النظيفة.
في الوقت نفسه، حذرت اليونسيف من أن سوء التغذية قد يكون قاتلاً إذا لم يتم علاجه، خاصة في مناطق الساحل الغربي.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الفيضانات وانتشار الأمراض في الأشهر الأخيرة من تعقيد الوضع، بالإضافة إلى نقص الوعي الصحي حول تنظيم الأسرة وأهمية التطعيم.
ودمرت الأمطار الغزيرة المنازل وشردت الأسر، وضاعف انتشار الكوليرا والملاريا وحمى الضنك من حدة سوء التغذية، إلى جانب نقص الوعي بالعناصر الغذائية الصحيحة.
توثق هذه الأرقام حجم المآسي التي خلفتها الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية، وتآمرت فيها المليشيات الإخوانية من أجل إطالة أمدها على مدار الفترات الماضية.
وتبرهن هذه المآسي على أن المدنيين وتحديدًا الأطفال هم الذين يدفعون ثمن الحرب في المقام الأول، في ظل ما باتت تُوصف بأنها أبشع أزمة إنسانية على مستوى العالم.
0 تعليق