عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم "براجماتي يحمل رسائل إيجابية ".. مسؤولة أميركية تكشف تفاصيل لقاء الشرع - في المدرج
كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، الجمعة، عن انطباعاتها وتفاصيل لقاءها في دمشق مع زعيم "هيئة تحرير الشام" وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني" والذي تدرجه الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب.
وخلال مؤتمر صحافي افتراضي، أعقب لقاء الوفد الأميركي برئاسة ليف مع ممثلين عن "هيئة تحرير الشام" ومنهم الشرع، وصفت ليف الجولاني، بأنه "براجماتي".
وقالت رداً على سؤال بشأن ما إذا كان الشرع قد تغيّر وبات أكثر اعتدالاً، قالت ليف إن الاجتماع الأول مع الشرع كان "جيد جيداً ومثمر جداً ومفصل"، مضيفةً: "بحثنا قضايا عدة محلية وخارجية، كما بدا (خلال الاجتماع) براجماتياً".
وأردفت: "سمعنا سابقاً، بعض التصريحات البراجماتية والمعتدلة للغاية حول قضايا مختلفة من حقوق المرأة والأقليات".
ترحيب أميركي: نأمل إحراز تقدم
وتابعت: "كما قلت كان اجتماعاً أول جيد، لكن سنحكم بالأفعال وليس فقط بالأقوال، وهذا شيء مهم"، مشيرةً إلى أنها "استمعت إليه وهو يتحدث عن أولوياته، والتي ترتكز إلى حد كبير على وضع سوريا على مسار التعافي الاقتصادي".
وذكرت ليف، أن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن "الحكومة السورية الجديدة يجب أن تشمل جميع الطوائف، ويجب أن تضمن أيضاً ألا تتمكن الجماعات الإرهابية من تشكيل تهديد".
وأردفت: "التزم أحمد الشرع بهذا... وبناء على مناقشتنا، أخبرته أننا لن نواصل إعلان مكافآت لتحقيق العدالة" في إشارة إلى مكافأة قدرها 10 ملايين دولار كانت الولايات المتحدة قد أعلنتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على زعيم "هيئة تحرير الشام".
وأعربت ليف، خلال المؤتمر الصحافي، عن ترحيب واشنطن بما وصفته بـ"الرسائل الإيجابية" الصادرة عن "هيئة تحرير الشام"، معبرةً عن تطلعها لـ"إحراز تقدم بشأن هذه المبادئ والإجراءات".
مراقبة غربية
وتراقب الدول الإقليمية والغربية، ومنها الولايات المتحدة، بحذر الوضع المتطور في سوريا، حيث تهيمن على المشهد حالياً "هيئة تحرير الشام" التي قادت الفصائل المسلحة المعارضة للإطاحة بنظام بشار الأسد، ويتزعمها الشرع.
ودعا الشرع مؤخراً إلى إزالة "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، إذ تصنفها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، ضمن العديد من الدول الأخرى، "منظمة إرهابية"، لأنها بدأت كجماعة منشقة عن تنظيم "القاعدة"، الذي أعلنت الانفصال عنه في عام 2016.
ويُعتبر الشرع، حتى الآن، حاكم سوريا الفعلي، وفي نظر شريحة واسعة من السوريين هو "البطل الذي حرر البلاد من نظام الأسد وفظائعه" التي استمرت لعقود. إلا أن سيرة هذا الرجل وتنقّله بين التنظيمات المتشددة بما فيها "داعش" و"القاعدة" إلى تبني خطاب وطني يرسل التطمينات إلى الداخل والخارج، تُثير الكثير من الأسئلة بشأن خلفيات هذا التحول من جهة، ومصداقيته من جهة أخرى.
وعلى مدى العقد الفائت ظهر "الجولاني" في شخصيات متعددة، وصفها بنفسه أنها تُمثل مجموعة تجارب يتعلم منها الإنسان خلال مراحله العمرية، وتدفعه إلى المراجعة والتغيير.
وعندما شاهده الناس لأول مرة في عام 2016 كانت لحيته طويلة، وعلى رأسه عمامة، ويتحدث عن مشروع "الخلافة" الذي يطمح إلى تحقيقه كزعيم لتنظيم "جبهة النصرة". لكن تختلف الآراء اليوم حوله، بين من يرى أنه كأي شاب صغير، ضلّ طريقه في مرحلة سابقة، لكنه عاد إلى رشده ويستحق أن يُمنح الفرصة لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا.
وهناك من يعتبره "القائد المخلص" للبلاد بعد عقود من الظلم، بينما يعتقد آخرون أنه "شخص مخادع" لم يخلع ثوب "الجولاني" إلا ظاهراً، وما يبدو عليه الآن ليس سوى "تضليل للناس والمجتمع الدولي"، لتثبيت حكم جماعته في سوريا.
0 تعليق