عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع في المدرج نقدم لكم اليوم مقترح إدارة بايدن لـ"اليوم التالي" في غزة يلاقي فتوراً بعد فوز ترمب - في المدرج
رام الله/ غزة/ القاهرة/ دبي-محمد دراغمةعادل الزعنونالشرق
لم تُبد الأطراف المعنية بشأن الاقتراح الأميركي لـ"اليوم التالي" بعد حرب غزة، حماساً كبيراً، تجاه العرض الذي قدمته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قبل 4 أيام من الانتخابات الأميركية التي جرت في 5 نوفمبر وفاز بها المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
وفيما سارعت إسرائيل إلى إبداء موقف إيجابي تجاه المقترح، إلّا أن السلطة الفلسطينية قررت وفق المعلومات تأجيل ردّها رسمياً لما بعد الانتخابات الأميركية، في حين أكدت "حماس" أنها لم تتلق أي عرض رسمي بشأن اليوم التالي، لكنها ألمحت إلى أن الحركة ستدرس بإيجابية أي مقترح لوقف الحرب، بينما رأت القاهرة أن ترتيبات "هذا اليوم" يجب أن تُحدد فلسطينياً.
وكانت الولايات المتحدة قدمت مقترحاً مفصلاً يتضمن مبادئ لإنشاء ما سمته "إدارة مدنية انتقالية" في قطاع غزة، عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023، يستند إلى افتراض مشاركة عربية، وإبعاد حركة "حماس" عن النفوذ في غزة.
السلطة لمسؤولة أميركية: "نتحدث بعد الانتخابات"
في رام الله، قال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق"، إن السلطة الفلسطينية فضّلت تأجيل الرد رسمياً على المقترح الأميركي بشأن "اليوم التالي" في غزة، والتي عرضتها مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، خلال زيارتها إلى رام الله في الأول من نوفمبر الجاري.
وأوضح المسؤولون أن "عدم ترحيب" السلطة بالخطة الأميركية جاء لسببين، الأول "لأنها تنطوي على فصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة"، والثاني "لأنها جاءت قبل أربعة أيام فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية".
وذكر أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ"الشرق"، أن باربرا ليف عرضت على الجانب الفلسطيني في زيارتها الأخيرة الخطوط العامة لهذه الخطة، وكان رد الرئيس محمود عباس: "لنتحدث بعد الانتخابات الأميركية".
وأضاف: "لم تعرض علينا كل هذه التفاصيل التي نشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، واكتفت بالخطوط العامة للخطة التي وجدنا أنها تفصل بين غزة والضفة الغربية، ولا تعطي السلطة الفلسطينية دوراً فعلياً في قطاع غزة، ما يثير القلق من وجود نيّة للفصل بين غزة والضفة الغربية بصورة دائمة".
وتابع: "كنا نعلم أنه من غير المناسب التوصل إلى أي اتفاق مع إدارة أميركية قد تغادر قريباً، كما أن العرض الأميركي لم يكن مقبولاً، وهو عرض سمعنا مثله قبل ذلك من أطراف في المنطقة، وأثار قلقنا من فصل دائم لقطاع غزة عن الضفة".
وكانت باربرا ليف زارت رام الله في الأول من نوفمبر الجاري، قبل أربعة أيام من الانتخابات الأميركية والتقت أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، واثنين من مستشاري الرئيس محمود عباس وعرضت عليهم الخطوط العامة لهذه الخطة.
حماس: لم نتلق أي عرض
وقال قياديان في حركة حماس لـ"الشرق"، إن الحركة لم تتلق أي عرض أميركي بشأن اليوم التالي للحرب، وأوضحا أن ما جرى مؤخراً "كان عبارة عن مناقشة أفكار مع الوسطاء في الجولة الأخيرة، ومشاورات في اتصالات منها وحدة الفلسطينيين لإدارة غزة باليوم التالي بعيداً عن الفصائلية".
وأكد القياديان أن "حركة حماس ستدرس بإيجابية أي عرض يتم تقديمه يهدف إلى وقف الحرب ويضع ترتيبات لما بعدها".
وتتمسك حركة حماس بخمسة مطالب أساسية بشأن التفاوض مع إسرائيل هي: "الوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الكلي من قطاع غزة وعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، وإجراء صفقة جادة لتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات والمواد الغذائية والدوائية والنفطية دون ضوابط أو شروط، وضمانات بإعادة إعمار غزة".
مصر: الترتيبات يجب أن تكون فلسطينية
وفي القاهرة، قال مصدر مصري لـ"الشرق"، تعليقاً على المقترح الأميركي إن "خيارات اليوم التالي بعد الحرب بشكل عام متعددة ومختلفة الدوافع"، مشيراً إلى أن "كل المقترحات المقدمة تتعامل معها القاهرة بإيجابية، بحثاً عن حلول بديلة لما يحدث في القطاع منذ أكثر من عام".
لكن المصدر شدد على أن الموقف المصري واضح في هذا الشأن، حيث يستند إلى أن "ترتيبات هذا اليوم يجب أن تُحدد فلسطينياً، وبما يضمن عدم فصل الضفة الغربية عن القطاع، وعدم التسليم بالمتغيرات الأمنية في القطاع خلال فترة الحرب خاصة تلك المتماسة مع الاتفاقيات والمعاهدات الخاصة بالقطاع والضفة".
وأوضح المصدر المصري لـ"الشرق" أن جهود "لجنة الإسناد المجتمعي " الفلسطينية التي تشارك فيها حركتا فتح وحماس، هي بالأساس عنصر فعال في مستقبل القضية الفلسطينية وتجاوز كل الخلافات والانقسامات بشكل عام، وبداهة أن تكون ترتيبات اليوم التالي ضمن أجندة هذه اللجنة، رغم الصعوبات التي تواجهها.
وكانت مصادر مصرية رسمية، قالت إن حركتي "فتح" و"حماس" بحثتا في القاهرة اقتراح تشكيل "لجنة مدنية لإدارة غزة يتم التوافق عليها، وتتبع السلطة الفلسطينية".
وذكرت أن اللجنة المدنية المقترحة لإدارة قطاع غزة، تحمل اسم "لجنة إسناد مجتمعي"، تتفق عليها الفصائل الفلسطينية.
وينص الاقتراح المصري على تشكيل هيئة إدارية لقطاع غزة يطلق عليها اسم "اللجنة المجتمعية لمساندة أهالي قطاع غزة"، تتولى مهمة إدارة الشؤون المدنية وتوفير وتوزيع المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع، وإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر، والشروع في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية.
0 تعليق