قرر مجلس الأمن بالإجماع تجديد ولاية القوة الأممية لمراقبة فض الاشتباك في المنطقة العازلة بالجولان 6 أشهر.
وفي هذا السياق، قال الدكتور رفعت شميس كاتب وباحث سوري، رئيس تحرير موقع نفحات القلم، ما أن سقط النظام في سوريا حتى توغلت إسرائيل في الأراضي السورية بينما كانت طائراتها تحلق في السماء السورية وتقصف مواقع عسكرية مدمرة بذلك منصات اطلاق الصواريخ وأجهزة الرادار وكل ما يتعلق بالدفاع الجوي فضلا عن تدمير الطائرات الحربية في مطاراتها، حيث تم قصف وتدمير العديد من المواقع العسكرية، بحجة تأمين الحدود.
وأكد شميس في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا بطبيعة الحال عمل عدواني جبان واستغلال لحالة سوريا وانعدام الدفاع عقب سقوط نظام الأسد، ولا ننسى أن هناك اتفاقية بين سوريا واسرائيل عام 1974، وقد تضمنت الاتفاقية إن إسرائيل وسوريا ستراعيان وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو وستمتنعان عن جميع الأعمال العسكرية فور توقيع هذه الوثيقة تنفيذا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 338 المؤرخ في 22 أكتوبر 1973م.
وأشار شميس إلى أن إسرائيل لم تحترم يوما قرارات مجلس الأمن وقد انتهكت الاتفاقية مرات عديدة كان آخرها عقب سقوط نظام الأسد.
وتابع الكاتب السوري: "ليس من مصلحة سوريا مجرد التفكير بالرد وهي اليوم باتت الدولة الأضعف عسكريا في العالم، ولا ننسى أن إسرائيل كانت تعتدي وبشكل متكرر على سوريا وتقصف مواقع عسكرية هامة ولم يكن باستطاعة سوريا الرد لمعرفتها أن العواقب ستكون وخيمة فكيف يمكن أن يتم الرد بعد أن خسرت سوريا كل مقدراتها العسكرية".
هل تقيم إسرائيل مستوطنات في الجولان؟
وحول إقامة إسرائيل مستوطنات في الجولان السوري المحتل، قال شميس تلك البقعة محتلة وتحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل، ولا يمكن لسوريا منع إسرائيل من التوسع في بناء المستوطنات إلا أنه من الممكن أن تتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن بعد أن تستقر أوضاع الدولة، وهذا يستغرق بعض الوقت، مشيرا إلى أن هناك رفض بالإجماع من جامعة الدول العربية لسلوك إسرائيل واعتدائها على الأجواء والأراضي السورية، وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي قد أكد أن الإعلان الإسرائيلي عن تلك الخطوة التصعيدية الخطيرة يعد "إمعانا في تكريس الاحتلال وخرقا وانتهاكا للقوانين والقرارات الدولية" وتهديدا بمزيد من التوتر في المنطقة واستدعاء لمحاولات تخريب الفرص التي تسعى اليها سوريا لتثبيت أمنها واستقرارها.
لماذا طالب الدروز بأن يكونوا تحت السيادة الإسرائيلية؟
وحول دعوات الدروز بأن يكونوا تحت السيادة الإسرائيلية، قال شميس بداية هذا مطلب مجموعة صغيرة وليس مطلبا عاما، لقد علمنا أن زعماء من الطائفة الدرزية الكريمة في بلدة حضر الواقعة في جنوب سوريا طالبوا خلال اجتماع عقدوه، بضم قراهم إلى أراضي هضبة الجولان وبذلك يعيشوا تحت الحماية الإسرائيلية، نعم حصل ذلك ولكن لماذا؟، نحن نعلم أن هضبة الجولان تضم عددا كبيرا من الأخوة الموحدين الدروز وهم يعيشون تحت الحكم الإسرائيلي بسبب أن قراهم تقع في الجولان المحتل، وهم حافظوا على الأصالة والهوية العربية خلال عقود من الزمن وبقي لديهم دائما الولاء المطلق لسوريا.
وحين نجد بعضًا منهم ممن يعيش في سوريا ولكن بالقرب من مناطق النفوذ الإسرائيلي، يطالبون أن يكونوا تحت السيادة الإسرائيلية فلهذا المطلب ما يبرره، فهم على ما يبدو يخشون من جعل سوريا دولة إسلامية متشددة مما لا ينسجم والحياة الاجتماعية والعقائدية لديهم، وبالتالي هناك من يرى أنه لهم الحق في أن يتخوفوا من أن يتكرر معهم ما قامت به داعش مع الإزيديين.
وأكد شميس أن إسرائيل استغلت هذه المخاوف لتحقيق أطماعها التوسعية، قائلا: "ولا يدهشنا أنها تسعى لاستخدام الدروز كجدار فصل بينها وبين سوريا، كي تتحقق لها ديمومة السيطرة المطلقة على الجولان".
واختتم شميس تصريحاته قائلا: "مما يطمئن تلك التصريحات الصادرة عن القيادة السورية الجديدة حيث قال أحمد الشرع حول احتمال فرض الشريعة الإسلامية في البلاد: "ستكون سوريا الطبيعية"، وقال أيضًا: "أعتقد أن سوريا لن تتدخل بشكل عميق في الحريات الشخصية"، لكنها ستأخذ "العادات" في الاعتبار".
0 تعليق