زينب عفيفى: الإبداع لا ينفصل عن الواقع وإن كان أساسه الخيال

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحدثت الكاتبة الروائية زينب عفيفي،  حول إذ ما كان يحق للكاتب الروائي أن يستقي أدبه من شخوص واقعيين حقيقيين من المحيطين به أو على معرفة شخصية بهم. 

زينب عفيفي: العملية الإبداعية لا تنفصل عن الواقع وإن كان أساسها الخيال المبني على الحقيقة

وأشارت “عفيفي”، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، إلى أن: "العملية الإبداعية لا تنفصل عن الواقع وإن كان أساسها الخيال المبني على الحقيقة، ومن هنا نجد أن المبدع لا ينفصل عن الواقع المحيط به من شخصيات وأماكن وأزمنه وهي معايير بناء أساسية في العمل الروائي بشكل ما، وفي رأيي أن الإبداع الحقيقي هو روح المبدع، وإذا التقى في حياته بشخصية مؤثرة، تخرج إلى عمل من أعماله بشكل أو بآخر معتمدة على الخيال وليس التصوير الفوتوغرافي للشخصية وعلى قدر إمكانية المبدع وامتلاكه لأدواته بقدر ما يضع شخصياته الحقيقية على متن الخيال الذي يشير إلي شخص بعينه ولكن القارئ لا يستطيع أن يؤكد ذلك.

وأوضحت زينب عفيفي أن: هناك فرق بين الاستعانة بشخصيات عامة في التاريخ ومعروفة للجميع بأن تكون موجودة في النص باسمها الحقيقي ودورها المؤثر في الحياة والعمل الأدبي إذا تطلب الأمر لأنها شخصيات عامة ومعروفة للجميع وبين شخصيات عادية أثرت في حياة المبدع.

ولفتت “عفيفي” إلى: أنه بالنسبة لي شخصيا معظم رواياتي فيها شخصيات حقيقة أثرت في حياتي بشكل أو بآخر، فمثلا في روايتي “أحلم وأنا بجوارك”، هي قصة أم فقدت بصرها تدريجيا إلى أن أصبحت كفيفة، لديها ابنة واحدة امتنعت عن الزواج لترعى أمها الكفيفة التي كانت تعشق القراءة قبل فقدانها لبصرها، قررت الأبنة أن تقرأ الروايات لأمها ويعيشان مع أبطال الروايات وتتفرع الرواية لروائيين واقعيين و....، لكن ما أريد أن أقوله إنني ابنة لأم كفيفة استطاعت أن تربي أولادها وتذاكر لهم دروسهم وهي لا تبصر فأحبب أن أخلد أمي في رواية.

وفي رواية "معك تكتمل صورتي" تروي قصة فتاة فقدت أختها التوأم في مرحلة المراهقة، والتي ظلت تطاردها طوال حياتها، فعاشت بشخصيتين، حيث كانت تنسب لها كل الأفعال التي كانت تتمني أن تحدث لها ولم تحققها إلى أن اكتملت في شخصية واحدة بحصولها على ذاتها، وأنا امرأة توأم فقدت توأمتي في لحظة الميلاد وظل الجميع يتهمني بأنني سرقت عمر أختي وأنني أعيش بعمرين، فأحببت أن أتخلص من هذا الانفصام الداخلي بالكتابة، وكذلك في معظم رواياتي هناك شخصيات حقيقية مرت في حياتي وجسدتها في روايات أحدثهم روايتي " عزيزي المستبد" و"عملية تجميل".

وشددت زينب عفيفي على أن: المبدع لا يستطيع أن ينفصل عن ذاته، وهذا ليس رأيي وحدي، معظم الروائيين اعترفوا بأن هناك شخصيات كثيرة أثرت في حياتهم وتحولوا إلى أبطال في رواياتهم سواء بأسمائهم وصورهم الحقيقية أو بالرمز والتخفي وتفهم حقيقية الشخصية دون أثبات ذلك، المبدع أشبه بورق الشفاف الذي يشف ويتأثر بكل من حوله، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه روح المبدع في نصه، أنه حق مشروع، نعم يحق للكاتب المبدع أن يكتب عن شخصية يعرفها وقد تكون بطلة العمل، الخيال لابد أن يستند إلى الواقع حتي ولوكان عملا فنتازيا وهذا ما يمكن وصفه بالعوالم الخاصة بالمبدع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق