كرم جبر يكتب: مَن المستفيد من حادث ألمانيا؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أيا كان مرتكب حادث سوق عيد الميلاد فى مدينة ماجدبورج الألمانية، فهو إرهابى ليس له دين ولا وطن ولا جنسية ولا هوية، ومن الظلم البين الإشارة من قريب أو بعيد عن علاقته الإسلام.

ولو طرحنا سؤالًا مَن المستفيد ومن يدفع الثمن؟، الإجابة لا مستفيد من قتل الأبرياء وإراقة الدماء سوى أعداء الإسلام، ويدفع الثمن الجاليات العربية والمسلمة المقيمة فى ألمانيا، من جراء تصاعد موجات الكراهية والإسلاموفوبيا.

اختار الإرهابى قرب موعد أعياد الميلاد واقتحم بسيارته المسرعة السوق المخصصة لبيع مستلزمات الاحتفال، وخلف وراءه قتلى وجرحى اختلطت دماؤهم بزينات العيد، تصاعدت مشاعر العداء للعرب والمسلمين المقيمين فى الدول الأوروبية، دون أن يكون لهم أى ذنب.

خلفت الجريمة ظلالًا سوداء بدأت فى التراجع، منذ حادث مشابه وقع فى نفس التاريخ «٢٠ ديسمبر عام ٢٠١٦» فى سوق عيد الميلاد فى برلين، وأعلن تنظيم داعش مسئوليته وأدى إلى مقتل ١٢ شخصًا وعدد كبير من الجرحى، واستغلته إسرائيل أسوأ استغلال فى تحريض الدول الأوروبية لفرض قيود مشددة على العرب والمسلمين المقيمين بأراضيها.

وتصاعدت فى أعقابه موجات الإسلاموفوبيا فى العديد من أنحاء العالم، بفعل عوامل سياسية، اجتماعية، وإعلامية، وقبل أن تنسى ألمانيا الذكريات الأليمة لحادث برلين، وقعت جريمة ماجدبورج.

كان الله فى عون الجاليات العربية والإسلامية بعد زيادة تحريض الأحزاب اليمينية والمتطرفة بزعم أن الحادث لم يكن مجرد هجوم عشوائى، بل استهدف تجمعًا يحتفل بمناسبة مسالمة كرمز لرفض قيم التعايش والسلام، والربط الكاذب بين الحادث والإسلام والمسلمين.

الكراهية ليست عشوائية، بل تتغذى على مثل هذه الحوادث -ولوكانت فردية- وأبرز مظاهرها تصاعد موجات الإسلاموفوبيا فى الغرب، وعنصرية الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل «حزب الحرية» فى هولندا أو «الجبهة الوطنية» فى فرنسا، والهجمات على المساجد والمسلمين، مثل مسجد النور فى نيوزيلندا عام ٢٠١٩ الذى أدى إلى مقتل ٥١ مسلمًا أثناء الصلاة، وتخريب المساجد، وهجمات باريس ٢٠١٥ وهجوم مانشستر ٢٠١٧.

يدفع الثمن الشعوب العربية والإسلامية التى تعانى ويلات الإرهاب بكل صوره وأشكاله، من جراء من ينتسبون كذبا للإسلام، والدول الأوروبية لها كل العذر فيما تتخذه من إجراءات حماية لشعوبها، من بعض النماذج الشاذة التى تسىء إلى ملايين العرب والمسلمين المقيمين فى هذه الدول.

تعهّدت ألمانيا بتشديد الإجراءات وتعزيز التعاون الدولى لمكافحة الإرهاب، وتستعد الساحة التى شهدت الحادث لوقفات تضامنية لتكريم الضحايا وإقامة نصب تذكارى لتخليد ذكراهم وتعزيز التدابير الأمنية فى الأماكن العامة والأسواق، ومراجعة سياسات الهجرة واللجوء.

ويدفع الثمن المهاجرون الذين تركوا بلادهم بحثًا عن فرص أفضل فى الحياة، وتتسبب مثل هذه الحوادث فى خلق جو من الخوف والعزلة الاجتماعية، والشعور بأنهم مستهدفون وغير مرحب بهم، وعدم شعورهم بالأمان والقلق.

نقلا عن اخبار اليوم

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق